في تصريح له امام احدى الفضائيات ، قال الشيخ حميد معلة القيادي في المجلس الاسلامي الاعلى بان المشكلة التي يعانون منها هي عدم وجود كتلة سنية موحدة يمكن التفاوض معها . . وهذا يعني ان هناك اصرارا على بناء العملية السياسية وفق التقسيمات المذهبية . واذا ما رجعنا قليلا الى الوراء لوجدنا التحالف الشيعي الكوردي ، الذي سرعان ما انفصمت عراه بعد تسنم السيد المالكي لمنصب رئاسة الوزراء ، واستئثاره بالحكم مع اعضاء حزب الدعوة . فتمت القطيعة بين الحكومة والكورد
لقد تم تقسيم الاحزاب والتكتلات السياسية على وفق الطوائف . فسمي التحالف الوطني بالبيت الشيعي يقابله اتحاد القوى الذي يمثل البيت السني ، ومن المؤكد ان التحالف الكوردستاني يمثل البيت الكوردي . . ويلاحظ ان هذه التقسيمات والبيوتات اعدت سلفا لاغراض انتخابية ، وذلك لتحشيد ابناء كل طائفة باتجاه البيت الذي اسسوه بحجة حماية المذهب والدفاع عنه . . اما البرامج المطروحة فلم يتم تنفيذ اي جزءمنها ما ان تنتهي الانتخابات حتى يتشكل بيت الفساد ، الذي يساهم فيه جميع المشاركين في العملية السياسية ويستوي في ذلك البيت الشيعي والبيت السني والكوردي . ففي بيت الفساد هذا لا توجد طوائف ولا قوميات . . خذ وهات . . هذا هو المبدا المعتمد في العراق منذ ثلاثة عشر عاما الى يومنا هذا . . ولا احد كان يسأل ، او سأل الان اين هو بيت العراق . . هذا البيت الذي يجمع كل اولئك المساكين والمغلوبين على امرهم الذين عمروا البيوت الطائفية في بداية الانتخابات ولم يجدوا بعد ذلك بيتا يأويهم
لقد تصدعت التحالفات الطائفية والاثنية جميعا ، لانعدام الاسس الموضوعية لها . . ونتيجة لهذا التصدع جرت محاولات لاعادة ترميم البيت الشيعي الآيل للسقوط ،اسوة ببقية البيوتات ، فطرحت مشاريع مثل مأسسة التحالف الوطني او تشكيل كتلة الحشد الشعبي التي ضمت التيار الصدري المتمرد ايضا . . وذلك لاعداد واجهة جديدة للبيت الشيعي والانتقال من التحالف الوطني الى تحالف الحشد الشعبي ، ليعيدوا انتاج نفس العملية السياسية الفاشلة المستندة على بيوت واهية كبيت العنكبوت
اذا ما نجح البيت الشيعي في حث الاخرين على انشاء بيوت طائفية وقومية مقابلة ، فأنه فشل في صناعة فكر سياسي قادر على ادارة الدولة ، وقد ادى ذلك الى انهيار الادارة العلمية للدولة نتيجة المحاصصة الطائفية والاثنية وفساد المشاركين فيها
يخطئ من يظن ان الاحزاب والكتل الشيعية والسنية الحاكمة في العراق ستبقى على راس السلطة . لان بناء الدولة الحديثة يعتمد اساسا على الشعب بكل طوائفه وقومياته . لا ان يستند على بيوتات طائفية مغلقة
اذا اراد التحالف الوطني الحفاظ على العراق كدولة واحدة ، فعليه التخلي عن مفهوم البيت الشيعي اولا . وان يرفض كل دعوة لبيوت مشابهة لكونه القائد الفعلي للسلطة في العراق . وبعكسه سيكون لكل بيت من هذه البيوتات الطائفية والاثنية المصطنعة ارضا واقليما . . ولا يدعي احدا بعد ذلك حرصه على عراق واحد موحد ، لان الايمان بدولة واحدة يتطلب منا ان نتقبل الاخر ، ونكرس التعايش المشترك لكل الطوائف والقوميات مستندين في ذلك على مبدأ المواطنة ، الذي يرفض التخندقات الطائفية والقومية تحت اي مسمى كان .