18 ديسمبر، 2024 4:48 م

البيت ” الشيعي ” الأكبر !

البيت ” الشيعي ” الأكبر !

عذراً ومئةَ عذرٍ وعذرٍ لإستخدام مفردة ” الشيعي ” في العنوان اعلاه , فقطعاً ليس المقصود منها ايّ أبعادٍ طائفية ولا مذهبية بل انها لا تتعلّق بالشيعةِ اصلاً وفصلاً , والمقصود هنا ” الحُكُمْ ” .

ثُمَّ , طالما هنالك ” بيتٌ شيعيٌ اكبر ” , فمن المفترض وجود بيتٍ شيعيٍ اصغر , وهذا الأخير هو ما طرحه السابق احمد الجلبي بعد سنينٍ قلائلٍ من الإحتلال , ولم يحظَ ذلك البيت بالتشييد السياسي ولا سواه , فقد كانت تلك غلطةً لا مكان لها في عالم الخطأ , فالسلطة ودينامية السلطة كانت بقبضة شيعة السلطة اصلاً .!

لعلّها من المفارقات أنّ مراكز القوى وتنظيماتٍ وفصائلاً من خارج السلطة او اية حكومة او وزارة هي الأقوى نفوذاً وتأثيراً من سلطة الدولة , وهي التي الى حدٍ كبيرٍ توجّه بوصلة الدولة وسياستها الخارجية وانتشارها

الأمني – الجغرافي في مدن واروقة العراق عدا الأقليم .!

والى ذلك , فمن المعروف أنّ احزاب الإسلام السياسي الحاكمة هي التي وافقت على ترشيح وتولّي الكاظمي لرئاسة الوزارة , وهي التي رشّحت وزراءها لحقائب وزاريةٍ اختارتها وقبِلتْ بغيرها , وتفاهمت معه على وضع اللمسات والبصمات الأخيرة للشروع بجولةٍ اخرى من الحكم , بعد فشل كل الحكومات السابقة التي انطلقت من حُجرات وغرف هذا البيت الكبير , لكنه ما لبث الكاظمي في بدء اولى خطواتِ مسيرته , حتى بدأت وانطلقت خلافاتهم معه وبوسائلٍ واسبابٍ وذرائعٍ شتى , وكأنّ وراءها اسبابٌ اكبر , فحتى قضية رواتب السجناء السياسيين والرفحاويين ” وبقدر ما تستنزفه من اموال الدولة ” فهي ليست بقضيةٍ محورية للخلاف والإختلاف في ظلّ الوضع الأقتصادي – الكوروني المأساوي . أمّا مسألة إخراج القوات الأمريكية من القواعد الجوية , والتي يبلغ تعدادها 5000 فرد , والتي ايضاً اعلن الأمريكان في جولتي الحوار الستراتيجي الأخيرة عن استعدادهم لتخفيض عديدها الى النصف ” ومع أخذٍ بنظ الإعتبار أنّ هذا العدد المتبقي يشمل الفنيين والإداريين والعمال والطباخين .. الخ ” , فأنّ القوى السياسية المطالبة بأخراج هذه القوات فَأنها لمْ تنجح ” إعلامياً ” في إقناع وتنوير الرأي العام ليس في أحقيّة طرحها هذا , بل حتى في كشف الخطورة المفترضة لبقاء هذا العدد من الأمريكان , وانها ايضاً تؤكّد ومع سبق الإصرار تفضيل بقاء العراق في وضعه المالي والأقتصادي المتدهور ونحو الأكثر, مقابل مغادرة الأمريكان وخبراؤهم وفنييهم والتي بدونهم فستحيل القوة الجوية العراقية وطائراتها على التقاعد , وسوف تفقد دبابات ابرامز غذاءها من الذخيرة والمواد الأحتياطية , ودونما اكتراثٍ او عدم ادراكٍ أنّ العصر الحديث هو عصر الصواريخ البعيدة والمتوسطة المدى , والتي تنطلق ايضا من المحيطات والبحار .

ثمّ كذلك , فإذ امسى واضحى مكشوفاً حتى لصغار القوم ماهيّة الهدف من التشديد على خروج الجند الأمريكان ” وتحت اية نتائجٍ تترتّب عنه ” , فهذا الهدف تتفرّع منه على الصعيد المحلّي اهدافٌ مزدوجةٌ اخرى , فما يجري في البيت الشيعي الأكبر هو صراعٌ من اطراف السلطة مع السلطة , على السلطة .! , فالى اين المسار .!؟ , وهل سيغدو اضطرارٌ ما لتكون كورونا هي السلطة .! لا مح الله .