هذا ماكان يظنه حكام العرب دائما ، فتنمروا على شعوبهم بهذا واضطهدوها وسرقوا ثرواتها وفعلوا مايحلو لهم ، فالبيت الابيض يبارك طالما ان النصاب يصله والنفط يتدفق كما يشتهي ..ولكن هذا ” البيت” لم يساندهم ولامرة تجاه عدو خارجي بل كان دائما يخذلهم ويخدعهم لصالح عدوهم الدائم (اسرائيل) وعدوهم المصطنع (ايران) وعدوهم المخاتل (روسيا) ..وأمام كل الاعداء الا عدو واحد “هو الشعب” ..فطالما ساندت امريكا هؤلاء الحكام ضد شعوبهم ، فهي تصفهم بالدكتاتوريين ، وتؤكد انهم يعتقلون الناس للرأي ويعذبون في السجون ويسرقون الثروات ! ولكنها تساندهم حتى الرمق الأخير ..ولذا اعطاهم آل سعود وحكام الخليج مليارات الدولارات من اموال المسلمين ونفذ لهم السيسي مايريدون ثم هرع اليهم راكضا اثر انتفاضة الفساد والجوع ، وغيرهم وقبلهم كثير ..
ولكن امريكا تعرف والعالم يعرف ان لغضبة الشعوب اثرا مخيفا لاتقوى حتى هي على الوقوف امامه ..فخذلت حسني مبارك في لحظة وعلي عبد الله صالح والبشير وزين العابدين والآخرين ..
فعندما ترى امريكا ان الشعب عازم ومصمم ..تهرب وتحافظ على خط رجعة للتعامل مع الحاكم الجديد وتظهر المودة والمحبة والسلام للشعب الغاضب ريثما تهدأ الرياح .ولهذا البيت الابيض خذلان آخر فهو ليس ثابت لأحد كما بيوت حكام العرب (الحمراء) ! الابدية ..فهناك ديموقراطية وشعوب تنتخب وكذا مخابرات ودفاع وحكومات خفية تسير بعضا من الامور .. ولذا فان مليارات ابن سلمان وملايين ابن زايد والاخرين والتي استثمروها في زعيم البيت الابيض الاخير صارت هباء عندما بدأت عملية عزله المرتقبة ..وصار لهم صرير كما الابواب الصدئة ..ها هو حاميهم (المتقلب)يترنح وتنقلب ضده الامور ولايريد الا ان يحمي نفسه..وهنا ادرك الحكام العرب انه سيكون لهذا البيت مالك جديد ولا علم الا عند الله بما ستؤول اليه الامور وان الاموال التي وفروها ضاعت وان :
“البيت ” الأبيض (لا) ينفع في اليوم الاسود،!