23 ديسمبر، 2024 10:46 ص

البيت الأبيض للأكراد: فقط إبقوا في العراق رجاءً

البيت الأبيض للأكراد: فقط إبقوا في العراق رجاءً

موقف أوباما لم يتغيّر على الرغم من التعاون الأمريكي- الكردستاني ضد داعش
أكبر شهيد أحمد/ محرر الشؤون الخارجية- هافينغتون بوست
قال البيت الأبيض، الثلاثاء، في معرض رده على إلتماس تم تقديمه للرئيس أوباما، ونص على مطالبته تأييد الاستقلال العراقي الكردي الكامل، إنه ينبغي على الكرد الذين يديرون إقليمهم شمال شرقي العراق ان يكونوا مقتنعين بمستوى الحكم الذاتي الذي لديهم الآن.

وجاء في جواب إدارة أوباما على الالتماس الذي تم تقديمه منذ أكثر من عام، وحصل على 107,136 توقيعاً، أن “الرئيس ملتزم بعراق موحد إتحادي وديمقراطي، حسب ما هو معرّف في الدستور العراقي”.

وأضاف أن الإدارة “ستواصل دعمها لجهود القادة السياسيين العراقيين الرامية إلى توحيد البلاد، وكجزء من هذا الالتزام، قمنا بتشجيع جميع الأطراف على تعزيز شراكاتهم والعمل سوية لمحاربة عدوهم المشترك”.. وهم جماعة تنظيم الدولة الإسلامية المتشددة، التي تستولي على أراضي واسعة غرب العراق.

لقد نالت الحرب ضد المجموعة المسلحة المزيد من الإهتمام حول ما إذا كان ينبغي  على كرد العراق أن يكون لهم دولتهم الخاصة. ويقول الكرد أن العلاقات السيئة مع بغداد على مدى السنوات القليلة الماضية جعلتهم غير مهيأين لصد تقدم المتشددين في العام 2014.

وقال ممثل إقليم كردستان في واشنطن بيان سامي عبد الرحمن، لموقع هافينغتون بوست في وقت سابق من هذا العام، إن بعض الاخفاقات في جهود الكرد الأولية ضد جماعة الدولة الإسلامية- مثل ترك الأيزيديين عرضة للخطر- حدثت لأنهم يملكون فقط أسلحة محدودة استلموها من بغداد. وأضاف رحمن “كنا نخضع لحصار فعلي” في الفترة التي كان يقود فيها المالكي البلاد.

لقد قوضت حكومة المالكي، الإقليم الكردي عن طريق امتناعها لما يقرب من العام عن ارسال حصته من عائدات النفط العراقي- الموقف الذي تم تخفيفه فقط عندما ضغطت الولايات المتحدة على بغداد وأربيل، وهي العاصمة الكردية، من خلال التوصل إلى اتفاق جديد لتقاسم العائدات في كانون الأول 2014، وإن الالتماس الذي تضمن الطلب من اوباما تأييد الاستقلال الكردي قد جرى نشره خلال ذروة التوتر، في 23 تموز من العام الماضي، وفيه أشارة إلى التاريخ الطويل الذي اضطهدت فيه الحكومة العراقية الكرد، بما في ذلك قتلها الآلاف منهم بالغازات السامة في زمن الدكتاتور السابق صدام حسين.

كما جاء في العريضة أنه “برفضهم أن تكون لهم دولتهم المستقلة، فقد عانى الكرد من ظلم لا يعد و لايحصى على يد الناس الذين يحكمونهم”. وتابعت “أن الكرد، الذين منحوا بالفعل حكما ذاتيا على جزء من العراق، أثبتوا أنفسهم بأنهم أكثر من قادرين على أدارة البلاد، وإنهم يقاتلون حاليا [جماعة تنظيم الدولة الإسلامية]، وعلى هذا النحو، ينبغي على إدارة أوباما دعم الاستقلال الكردي من أجل النماء في المنطقة والعالم”.   

ومنذ ذلك الحين، أجبر القلق الأمريكي والمخاوف الدولية بشأن الخسائر لصالح تنظيم الدولة الإسلامية، المالكي على مغادرة منصبه، وركز الاهتمام على الكرد الذين أثبتوا فاعليتهم ضد هذه الجماعة المتشددة. وكثفت إدارة أوباما من الدعم العسكري والتعاون مع إقليم كردستان، وتلقت في المقابل رسالة امتنان من القيادة الكردية. ورفض رئيس إقليم كردستان بشدة ان يردد انتقادات الجمهوريين حول استراتيجية الإدارة الأمريكية المعادية للإسلام، خلال رحلته الأخيرة إلى واشنطن.

وبضغوط من الجهات المانحة والمصالح السياسية، فقد ذهب الجمهوريون إلى مدى جعلهم يقترحون انه ينبغي على البيت الأبيض ببساطة أن يعدوا الكرد بدولة- متجاهلين مكانة العراق كبلد ذات سيادة، الأمر الذي يمثل خطوة أبعد من تلك لرئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، الذي قال إنه سيؤيد إجراء استفتاء على الاستقلال الكردي في نهاية المطاف، ولكن ليس بينما ما يزال تنظيم الدولة الإسلامية على أعتاب إقليمه.

ومع ذلك، تبقى الوحدة العراقية أمرا صعب ضمانه، فقد واصلت بغداد وأربيل الشجار حول قضية حاسمة وهي عائدات النفط، وإن الكرد عبروا لشهور عن رغبتهم في الحصول على أسلحة أمريكية بصورة مباشرة بدلا من أن تكون عن طريق حكومة بغداد. وقد عارضت إدارة أوباما باستمرار هذا التغيير في سياسة شحن الاسلحة رغم ضغوط الكونغرس، على الأرجح بسبب أنها متأكدة من أن الأمر حينها سيفجر عاصفة نارية في العراق.

ويظهر البيان الأخير للبيت الأبيض إنه ما يزال حذرا- ويعد ذلك مؤشرا مهما، حيث أن حليفة الناتو، تركيا، بدأت تستعرض عضلاتها حول الحكم الذاتي المتنامي لأكراد سوريا، الذين هم جزء من خطط الولايات المتحدة لمكافحة جماعة الدولة الإسلامية.

كما جاء في بيان البيت الأبيض، الذي استخدم إختصار الإدارة المفضّل لديها إطلاقه على جماعة الدولة الاسلامية، أن “الكرد لعبوا وسوف يستمرون بلعب دور مهم في القتال ضد أرهابي داعش، الذين خلقوا بوحشيتهم أزمة إنسانية كبيرة في المنطقة”.