8 أبريل، 2024 8:52 ص
Search
Close this search box.

البيت الأبيض: العبادي لا يريد قوات برية اجنبية بل قوات خاصة

Facebook
Twitter
LinkedIn

مرة أولى وثانية وثالثة، يخرج رئيس الوزراء حيدر العبادي بموقف يتكرر منذ أسبوع يؤكد فيه عدم الحاجة لتواجد قوات اجنبية برية على الأراضي العراقية.
هذا التكرار قد يقرأ البعض انه له ما يبرره على ما يبدو، خاصة مع استمرار التصريحات الاميركية المؤكدة وجود اتفاق مع العراق لنشر قوات خاصة تنفذ مهام محددة ضد تنظيم داعش.

والواضح في اخر مواقف للعبادي بهذا الخصوص في بيان نشره مكتبه الإعلامي مساء الخميس 3-12-2015 انه أرسل هذه المرة رسالة أكثر وضوحاً كجواب على ما تثيره واشنطن من مواقف، اذ نفى تقديم حكومته طلباً لأيةِ جهة إقليمية او دولية بنشر قوة خارجية في العراق محذراً من ان أي تحرك بهذا الإطار سيجري التعامل معه على انه عمل معادٍ.

وهنا سيفسر البعض هذا الموقف بالحازم الذي يملك من الجرأة ما يقطع على واشنطن الطريق امام ارسال قوات خاصة للعراق او طلب معونة دول عربية للقيام بهذه المهمة في سوريا ابتداء ومن ثم بالعراق كما طالب بذلك وزير الخارجية الأميركي جون كيري قبل ساعات قلائل من بيان العبادي فيما بدى بأن الأخير يرد عليه ، الا ان من يقرأ بيان رئيس الوزراء بتعمق يرى بأنه لم ينفِ ما اعلنه المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ارنست الأربعاء 2-12-2015 وأكد فيه ان قرار نشر قوات أميركية خاصة بالعراق صدر بعد أسابيع من الحوار مع العبادي وتم بموافقته ودعمه ، ايضاً لم ينف سعد الحديثي هذا النبأ وخرج بتصريح كرر الموقف العراقي أعلاه دون زيادة .

ارنست دعم ايضاً موقف العبادي الذي نعتقد بالتأكيد على انه يعترض فقط على نشر قوات برية في بلاده ولكنه لا يرفض تواجد قوات خاصة ذات مهام محددة لا يتجاوز عديد عناصرها المائتين.

أذاً لا حرج حكومي من هكذا خطوة، الرئيس الأميركي باراك أوباما قال ايضاً في مقابلة مع محطة CBS أن تواجد تنظيم داعش في مساحات واسعة من العراق لا يبرر إعادة غزوه عبر قوات تعبر الصحراء مبيناً إن ارسال قوات خاصة الى هناك سيكون من اجل مهام محددة فقط.

حديثٌ يبدو معقولاً لكنه قد لا يعتبر مطمئناً لدى أطراف كثيرة رافضة لأية عودة عسكرية اجنبية الى العراق تتعدى مسألة الاستشارة فقط وخاصة الفصائل الشيعية المسلحة المدعومة من إيران والتي أعلن اثنان منها ” كتائب حزب الله ” و “عصائب اهل الحق ” نيتهما في بيانين منفصلين ضرب اية قوة أميركية او اجنبية تدخل للأرض العراقية، وسبق أن حذرت قيادات في الحشد الشعبي من ان القوات الخاصة الأميركية ستنفذ ربما عمليات ضد قيادات الحشد.

تهديداتٌ اخذتها وزارة الدفاع الأميركية بنظر الاعتبار بحسب مراسلة محطة CNN في البنتاغون “باربارا ستار” التي أكدت في تقرير لها ان مسؤولين عسكريين ابلغوها بوجود مخاوف لديهم من هكذا خطر خاصةً وان قوات النخبة الاميركية ستتدخل ببعض المعارك ضد داعش اذا ما تطلب الامر، ما سيجعل من احتمالية المواجهة مع الفصائل الشيعية امراً واقعاً لو اقتربت مناطق عملياتهما من نقاط التماس المشتركة او قررت هذه الفصائل ان تذهب بنفسها الى حيث يتواجد الاميركيون لتشن هجمات ضدهم.

وهنا قد يطرح تساؤل ما الذي يجعل من هذه المواجهة امراً قابلاً للتحقق، السؤال يجيب عنه بشكل ضمني تقرير الـ CNN ذاته الذي حمل عنوان

Sources: U.S. forces may be given authority to capture ISIS terrorists ، مصادر: القوات الاميركية الخاصة ربما سَتُمنَحُ صلاحية القبض على إرهابيين “….

اذ ينقل التقرير عن مسؤولين في البنتاغون قولهم بأن هناك جهداً دؤوباً لصياغة ورقة عمل للقوات الخاصة التي سترسل للعراق بنحو أوسع نطاقاً من سوريا باتجاه منحها صلاحية القاء القبض على مسلحي داعش والتحقيق معهم لصالح المخابرات المركزية الأميركية فيما ينقل التقرير عن عضو في الكونغرس لم يفصح عن اسمه قوله هو الاخر بأن هذه

القوات ستبدأ مهمتها خلال اسابيع وستنفذ عمليات تحرير رهائن واعتقال وقتل لقادة في داعش وسيتم الزج بعناصرها بأحيان قليلة في الخطوط الامامية للمعارك الامر الذي يجعل من احتمالية مواجهة القوات الشيعية امراً ممكناً جداً ..

وهنا يجب نقرأ ما الذي سيعتمده العبادي من أوراق لعب يتعامل وفقها بحذر للتخلص من مأزق احراج قد يوصل الأمور الى ما لا يحمد عقباه، وكيف يخرج بموقف حقيقي يحفظ ماء الوجه ولا يثيرُ حفيظة الاميركيين ولا المدعومين من ايران ” .

على طاولة رئيس الوزراء حسب ما هو متوقع لدى من يقرؤون المشهد بعناية الان خيارات عدة، منها مثلاً دعوة قادة الحشد الشعبي لاجتماع تطميني ينفي فيه قدوم قوات برية بالآلاف للعراق ويتعهد باسمه وباسم واشنطن بعدم التعرض للحشد وقياداته من قبل القوات الأميركية الخاصة او التصريح علناً بأن مهمة هذا القوات هي اعتقال او قتل قادة داعش وتحرير رهائن وبعض اخر لا يخرق السيادة كما ذهب اليه مسؤولون اميركيون وأن رصد اي نشاط بري لهذه القوات سيجعله شخصياً في حل من أي التزام مع في البيت الابيض وهما خياران احلاهما مر وإقناع واشنطن وحلفاء طهران باي منهما يبدو امراً فيه من الصعوبة ما لا يمكن تخيله .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب