حدثت الواقعة في بغداد العباسية الحلوة ، عند خاصرة العشرة الأوائل من شهر محرم القائم . انفجرت سيارة ملغمة في بطن كراج سيارات فارهات محصنات ، هي من مركوبات النواب والنائبات . لم تنطر الرعية دهراَ ، حتى جاءت التفاصيل الأبتدائية ، غائمة مضببة مغوّشة . وبهدي من طقطوقة ” كل واحد يحوش النار لرغيفه ” سمنت الواقعة ، وتفكك النص ، وأنزاح المخيال ، وتناسل المفوهون ، فقال الرئيس أسامة ، انه هو المستهدف ، ونقضه الرئيس نوري وحلف بأنه هو وليس غيره ، من كان يراد له أن يكون طعاماَ لتلك الأسنان المسننة . قيل وقالوا – أيضاَ وأيضنات – أن تلغيم تلك المركوبة ، قد تم أمره بليل داخل أسوار المحمية الخضراء ، وكانت المواد الأبتدائية المستعملة ، هي القطن ، ونترات الصوديوم . فأما القطن ، فمن اليسر ايلاجه وتمريره على العيون البصاصة ، والكلاب الشمامة ، بل يمكن للمفخخ الذكي ، أن يستبدل مادة القطن تلك ، ببطانة الحفاظات التي تستعملها النسوة ، أيام الثورة الشهرية . أما أنا ، الولد الذي يكاد قلبه يخرج من بلعومه ، قهراَ وضيماَ وكمداَ وضحكاَ ، فلقد حطت في خزنة أسراري ، خيوط وأنسجة وتلغيزات الواقعة كلها ، ومن خلق ” سوّي زين ، وذب بالشط ” سأسركم فوراَ وحتماَ ، ومن دون أن أريد منكم جزاء أو شكورا ، بأن تفجير المركوبة البرلمانية ، قد وقع مزفوفاَ بسلة مسوغات اقتصادية نفعية صرف ابنة صرفة ، وبحت ابنة بحتة ، بعد منافسة ومهاوشة مريرة بين أثنين ، كل واحد منهما ، يروم الفوز بعقد استئجار واستثمار وضمان ذلك الكراج المرآب الكنز . في باب الحرب الباردة بين المستأجرين الأثنين العدوين ، أبلغ الغاوي الذي هو خارج المولد الآن من دون حمّص ، رئاسة برلمان البلد ، بعشرة خروقات ، رأى أنها ستكفي لنسف العقد وصاحبه ، وتالياَ ، الفوز به ، والتنعم بنعمه الكثيرات ، منها أن منافسه في الشغلة ، قد أضاف على ركن الكراج الغربي ، عربانة عمبة وبيض وصمون حار ، مستثمراَ تهافت النائبات والنائبين المغتربين ، وشوقهم وحنينهم الطفولي الى تلك الأكلة المذهلة التي قد تطير بهم ، صوب أيام الصف الأول باء ، حيث الدار والدور ، والنار والنور ، وقدري الذي قاد بقرنا ، وعصا استاد مكي اللذيذة . أما الثقب الثاني في العقد المبصوم عليه ، فهو في ذلك المقترح المريب الذي تقدم به الرجل المعرش على ساحة أيواء المركوبات تلك ، والذي يقضي بأستبدال ، كلاب وكلبات التفتيش المخلوقة في أمريكا ، بكلبات وكلاب بلدية صرف دائحة ، شمامة ونمامة ، ألمسألة التي وجد فيها المنافس القوي ، ثغرة خطيرة ، بسبب من قوة البون والبونة ، بين الكلب البلدي الأثول ، ومثيله الكلب الأمريكي الشارد . ألثالثة ، هي أن مستأجر الكراج الحلم ، قد درج في ما تأخر من شهور العتمة ، على دس جهاز بث عملاق عند مؤخرة المرآب ، تسمع منه على طول الصبحية والظهرية والعصرية ، أغنيات وطقاطيق وموالات ومقامات رافدينية دامية ، مهيّجة للشجن وللنوح وللنعي ، وللفتنة ، ما سينعكس تالياَ على مزاج النائبين والنائبات ، ويمنح فرصة منتظرة ، للأعداء قبل الأصدقاء ، وللمتخرصين وللمتخرصات ، بتصوير مناظر موجعة لنائب يمص سيكارة ، لينتج مدخنة مثل مدخنة سبعة من معامل طابوق التاجي ، ولنائبة سمينة ، لا شرقية ولا غربية ، تمسح دمع عينها الشمالية ، فيسيح الكحل العزيز ، فتنطبق عليها ، طقطوقة المغني الحلو اللطيف ، سعدون جابر ” عيني يا بوخد وخد ، شوكك بقلبي ورّد ” بشد الراء ، بخمسين شدة وشدّات !! ألم أقل لكم : لم لا تصدّقوني قبل أن تفقدوني ؟ لماذا زعل عليّ الأسبوع البائد ، ستون ألف صاحب وصاحبة ؟ ثم ما شأنكم وعديد شعرات لحيتي المبروكة ؟ أنا أحبني هكذا ، ويحبني رعد حبيب ، ومثله عبد الجبار الدراجي ، ومثلهما حسين الأعظمي . من يحب لحيتي ، فليحبها ، ومن يكرهها ، فليفشخ رأسه بأربعة حوائط . باي باي الآن . المخلص علّوكي .