23 ديسمبر، 2024 6:11 ص

البيئة ..والصحة .. والكوليرا

البيئة ..والصحة .. والكوليرا

واقع الصحة والبيئة في العراق اكثر من مؤلم، شأنه شأن كل اوضاع العراق الخدمية والادارية، فوجود تلول النفايات التي تنكش فيها ايادي العوائل الفقيرة بحثا عما يوفر لها مبلغا زهيدا لسد الرمق  ،وبرك المستنقعات الآسنة المنتشرة في معظم المناطق الشعبية والتي  صارت مسابح صيفية لابناء تلك المناطق ومصدر مائي لغسيل الملابس والاواني،والاعتماد على مياه الانهارللشرب وطبخ الطعام نتيجة شحة مياه مشاريع التصفية وعدم وجودها اصلا في بعض الاقضية والنواحي والقرى ..وما تعرضت وتتعرض له البيئة العراقية المظلومة من تلوث واهمال متراكم، يقابله رعاية صحية بائسة ..مستشفيات ومستوصفات متهالكة بكوادر طبية قليلة وشحة في الادوية والمستلزمات الطبية .. دون أن يثير الأمر اهتمام مسؤول غيور، أو يلفت نظر مختص حريص، وكأن الجميع مصرون على تجاهل الواقع البيئي والصحي  وتداعياته ومضاعفاته  الصحية والاجتماعية، وكأنه من مواضيع الترف علماً ان كوارثه تهدد الجميع ، وهاهي طلائع مرض الكوليرا الذي اختفى في العراق منذ ستينات القرن الماضي ، لتضيف لمصائب العراقيين الازلية مصيبة اخرى .
.
ومع ان هناك معالجات ترقيعية للبيئة ..وتطورات بسيطة في الجانب الصحي تمثل في انشاء مستشفيات حديثة الا انها غير كافية ولا تتناسب مع الانفجار السكاني في العراق الذي تجاوز 36 مليون نسمة  .لا شك ان المعالجات البسيطة في الواقع البيئي والصحي  لا تأتي ثمارها ما لم تكن مصحوبة بوضع حلول عملية من خلال  الإستعانة بالخبرات العالمية، وهو دور يقع على عاتق وزراة الصحة بعد ان دمجت بها وزارة  البيئة  ، وبالتعاون مع جميع هيئات ومؤسسات المجتمع المدني وكل من موقعه قبل أن يستفحل الأمر ويتحول الى كارثة وطنية.