9 أبريل، 2024 1:28 م
Search
Close this search box.

البو عجيل . البو ناصر . البيجات .. وفاجعة سبايكر

Facebook
Twitter
LinkedIn

جريمة يندى لها جبين الانسانية ستبقى وصمة عار لابد الابدين في جبين مرتكبيها وستبقى هذه الجريمة قصة مؤلمة تتذاكرها الاجيال وستكون محطة مهمة في التاريخ العراقي ولانها جريمة ابادة جماعية ستأخذ حيزا واسعا في مجال حقوق الانسان كما انها ستكون درس مهم في المناهج العسكرية لانها سبايكر التي راح ضحيتها اكثر من 1700 شاب اعزل بعمر الورد بسبب انتمائهم المذهبي والتي ستبقى خالدة في ذاكرة العراقيين لبشاعتها .
هذه الفاجعة التي صدمت كل من يمتلك ضمير وكل من يمتلك العقل وكل من يمتلك ولو ذرة من الانسانية ، والمصيبة الكبرى انها حدثت في مناطق تعتبر مناطق عشائرية وكلنا يعلم بصفتنا ابناء هذا البلد ونفتخر به كونه يعرف بانه مجتمع عشائري على اعتبار ان اهم ما يميز العشائر النخوة والكرم والشهامة ، ومن خلال متابعتنا لشاشات التلفاز لمعرفة ما الذي جرى وكيف ومن يقف وراء هذه الجريمة المروعة ، تفاجئنا ونحن نتابع الناجين من هذه المذبحة وهم يقولون ، ان الذين نفذوا هذه الجريمة ينتسبون الى عشائر البو عجيل والبو ناصر والبيجات ، وبالرغم من ان هذه العشائر كانت تتهم بانها من اركان النظام الصدامي البائد الا اننا نظن بهذه العشائر خيرا وحسب ظننا بان هذه العشائر تحافظ على مكانتها وتقاليدها مهما يكن ولاءها او انتماءها وستكون اولا وأخيرا عشائر لها موقعها بين العراقيين وستبقى متمسكة بالنخوة والشهامة والكرم ، لكن وبكل اسف ان هذه العشائر تورطت في هذه الجريمة والتي اعتبرت جريمة العصر ، وسنسمع أعذار بان هؤلاء ارهابيين داعشيين لا يمثلون عشائر البو عجيل والبو ناصر والبيجات وسيكون العذر اقبح من فعل ، لان الجريمة كانت في مناطقهم ، وداعش لا تدخل منطقة الا وتستبيح نساءها الا المناطق التي تعلن لهم البيعة والولاء وايضا لا يسلم من نساءها الا القليل ، فهل اعلنوا البيعة والولاء لداعش ؟؟؟ ان اعلنوا البيعة والولاء لداعش فقد فقدوا شرعية وقيم العشائر واصبحوا داعش ، وان كانوا رافضين لداعش فكيف لا تستباح مناطقهم ويعتدي على نسائهم ؟؟؟ واسئلة كثيرة تحتاج الى تفسيرات .
مثلما اسلفنا ان العراق بلد عشائري وهذا سيجعل هذه العشائر الذي تورط بعض ابناءها في ارتكاب جريمة سبايكر في موقف لا تحسد عليه لانها ستواجه عشائر الضحايا التي لا تحصى ولا تعد ، والمعروف عند الجميع ان العشائر لها اعراف وقوانين ولا تتنازل عنها في حال القتل العمد لاحد ابناءها مما يجعلها تقابل الاخر بالمثل ، فكيف يكون رد عشائر ضحايا سبايكر ، عشائر الضحايا لا يوقفها دين ولا قانون بسبب الفاجعة التي تجعل المرء يفقد عقله ، مما يعني ان الثارات ستكون مستمرة ، وهذا ما نخشاه لسبب واحد سوف يذهب ضحيتها الابرياء الذين ليس لهم ناقة ولا جمل الا الانتساب لهذه العشائر المتهمة ولا يمكن ايقاف نزيف الدماء وستتخذ عشائر الضحايا شعار الدم بالدم والبادئ اظلم ، وسيكون الرأي العام مع عشائر ضحايا سبايكر لانها جريمة بشعة ارتكبت بحق شباب عزل كما سيكون الرأي العام ضد عشائر المجرمين .
 وهناك أمل واحد وهو على العشائر المتهمة ان تسلم جميع ابناءها الذي اشتركوا في هذه المجزرة واعلان البراءة منهم ومن داعش التي عاثت في الارض فسادا وبهذه الطريقة سوف سيكون الظن بهذه العشائر خير وتحقن دماء ابناءها الابرياء من الثارات التي تطالهم في باقي المحافظات وهذه الثارات لاتنتهي وسيكون الخاسر الاول والاخير هذه العشائر المتورطة لانها سوف لا تجد أمانا في باقي المناطق كونها تواجه عشائر العراق الأصيلة والكثيرة التي لا تعد ولا تحصى لكثرة اعداد الشهداء الذين ينتمون لعشائر متنوعة في هذه المجزرة .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب