18 ديسمبر، 2024 7:13 م

البوصلة الضائعة بين فائق ومحمد السيد محسن

البوصلة الضائعة بين فائق ومحمد السيد محسن

برنامج البوصلة لمحمد السيد محسن لم اقتنع به ابدا لانه ينطلق من عقدة وليس من رؤية موضوعية للواقع ويحاول التنفيس عن عقده من خلال أخطاء الجماعة الفاسدة الفاشلة الحاكمة ولا أقدر أن أغير رأيي به رغم كل محاولاتي للمراجعة وزاد الأمر صعوبة مشاهدتي لحلقة خصص بعضها لتصريح فائق الشيخ علي الأخير، لأن طوال الحلقة الاخيرة من البرنامج يتحدث محمد السيد محسن عن فشل السياسيين الذي لا يختلف عليه أحد ولا حاجة بنا لا الى فائق الشيخ علي ولا الى محمد السيد محسن لنعرف ذلك وندركه فكل مواقع التواصل الاجتماعي تشهد برأي المواطنين السلبي بهم واي مواطن بالشارع بسيطا كان او معقدا مثل الشرقية وفائق الشيخ علي ومحمد السيد محسن يعرف ذلك بل ويسب ويشتم بهم يوميا ليل نهار بلا كلل ولا ملل.
البرنامج الذي دافع عن فائق وهاجم الزمرة الحاكمة لا يقول أبدا أن تمجيد البكر وصدام جريمة لوحدها سواء حكم هؤلاء أم حكم غيرهم لأن البكر وصدام و عصابتهم المسماة حزبا هي لوثة في تاريخ الإنسانية وليس العراق وحده.
إن استغلال فشل هذه الزمرة الفاسدة الفاشلة ينبغي أن لا يكون ممرا ومنفذا لتبييض صفحة صدام والبكر التي قادتنا لهذا الوضع المزري وهؤلاء ما جاءوا إلا بعد أن عبد صدام والبعث برعونة سياسته العسكرية والسياسية والاقتصادية الكارثية الطريق لأمريكا لتحتل العراق وتأتي بهؤلاء الفاشلين الفاسدين لتنفيذ مشروعها التخريبي في تحويل العراق الى دولة فاشلة خدمة للتوسع الصهيوني الذي صار الآن واضحا جليا لا يخفى على اعمى ولا على بصير و جعلت من العراق ودول اخرى في المنطقة ساحة لصراع اسرائيل مع ايران وكل من يعارض وجود اسرائيل من أحزاب او حركات. كل الحروب الان هي حرب بين طرفين طرف يقف الى جانب اسرائيل وطرف يناهضها وأمريكا وحدها هي التي جعلت المنطقة ساحة حرب و استدرجت عدوها إيران لاستنزافه في العراق وسوريا وغيرهما.
تصريح فائق الشيخ علي وبرنامج محمد السيد محسن يغض النظر عن الجرائم التي ارتكبت بزمن هذين المجرمين ولم يذكر فائق ومحمد السيد محسن بحرف واحد مئات الآلاف الضحايا الذين قتلوا او تضرروا من طيش واستعلاء هذين المجرمين نسيا دور البكر القذر في شباط 63 وبيان 13 الذي انتهكت به حرمات وذبح به ابرياء بتهمة تصفية الشيوعية في واحدة من أقذر صفحات تاريخ العراق.
يركزان على فشل هؤلاء الفاشلين الفاسدين وكأن التسعينات و بداية الالفينات ولمدة 13 سنة كان الشعب يعيش بحبوحة أمنية واقتصادية ولم يكن يبيع طابوق بيته والشبابيك والابواب ليعيش ولم يكن يرقع إطار سيارته المتهالكة ولم تكن الرشاوى هي لغة تحصيل كل شيء وتزييف اي مستند ولم يكن يجمع العراقي مع الفقر الشديد بل الفاقة والى جانبها الذل والمهانة والقمع من قبل سلطة فاسدة جائرة تحتفل بميلاد طاغية بعربة ذهبية وكيك ميلاده متعدد الطوابق وسيف ذو الفقار يقطعه بها ويبني قصورا وشعبه يأكل نخالة ويحسبها طحينا. وكأنه لم يمت أكثر من نصف مليون شخص بحروب عبثية ولا كانت هناك اجهزة أمنية تحبس الانفاس وكان الحائط له اذان والأطفال مصدر قلق من نقل الاخبار.
تمجيد البكر وصدام جريمة عظمى لأنهما مجرمان من طراز خاص جدا وفشل هؤلاء لن يكون سببا موضوعيا ومنطقيا لأن يعاد الاعتبار لهما ولحزبهما، لأنهما وحزبهما لا يعدلان قيمة نعل مهترئ في قدم ايا كان بل ولا يساويان حتى كعب حذاء بل انهما اقل من شروى نقير لو أنصف الدهر ضحاياهم وأراد قول شيء من الحقيقة وليس كل الحقيقة التي لو تجلت لاخذت الصاعقة كل المعاندين المعقدين وهم ظالمون.