18 ديسمبر، 2024 6:49 م

بين فترة واخرى تطلع علينا بوصلة خاطئة تقحم نفسها في حوار عقائدي غير متوافق مع الواقع الديني. تأتي بمفاهيم واهية. ..الذي حملني لكتابة هذا الموضوع حوار تم عرضه في التواصل الاجتماعي بين دكتورة علمانية مصرية واحد المشايخ الاسلاميين الذين لا يحملون مؤهلات الحوار بذلك المستوى.

موضوع الحلقة كان سيل من التهائم على “الفكر الاسلامي وشخصية النبي محمد{ص} والقران الكريم” عنوان الحلقة يخص الجهاد والقتال . رغم اني اعترف بصراحة ان ما يسمى الجهاد بعد وفاة رسول الله{ص}وغايات الحروب تحولت من تحرير البلدان والانسان الى احتلال واستغلال الانسان في الغالب.

تركز الحوار عن التعاليم التي نزلت في القران الكريم. ودور النبي{ص} في تلك الحملات الدفاعية الفكرية التي يسميها اغلب الكتاب ظلما بعنوان غزوات. وجاءت الدكتورة المشار اليها بمثال زواج النبي {ص} من امراة يهودية قتل ابوها وزوجها واخوها وتزوجها النبي{ص} تقول والغريب ان في ذلك اليوم الذي قتل فيها اهلها اعتنقت الاسلام . ثم سالت الشيخ الذي كان ساكتا لا يعرف الرد . قالت هات لي رواية واحدة عن عيسى انه قتل شخصا او سبى امرأة او شيخا . الظاهر من الحوار انها وقعت في بوصلة المقارنة الخاطئة .

اقول: هناك حقيقة تسمى واقعة شارلي جرى توظيفها لإشاعة فكرة كان مسكوتا عنها في العالم الأوروبي هي ان الإسلام (دين عنف). وهناك عدد كبير من العلمانيين يخرجون بين فترة واخرى باراء لا يعرفون فيها ثقافة وحوار الا من خلال مهاجمة الاسلام . اقول من خلال الواقع المعاش ان الدفاع “الوقائي” عن النفس هي نظرية تطبيقية تعمل القوى والدول العلمانية تطبيقها في ضوء أحكام القانون الدولي المعاصر. وهي حق الدفاع عن النفس والعقيدة. وتاريخ اوربا وامريكا والقوى المسيطرة على مجلس الامن افعالهم تزكم النفوس.

كان الأنبياء – – يحرصون في التعامل مع أقوامهم على الرَّحمة والشَّفَقَة بالرَّغم من إيذاء قومهم لهم، عن ابن مسعود قال: (كأنِّي أنظر إلى النَّبي{ص} يحكي نبيًّا من الأنبياء، ضربه قومه فأَدْمَوه، فهو يمسح الدَّم عن وجهه، ويقول: ربِّ اغفر لقومي، فإنَّهم لا يعلمون). وخير دليل مواقف النبي{ص} من اعداءه يوم فتح مكة . حين اطلق جميع المجرمين الملطخة اياديهم بدماء المسلمين.

وقصة نوح عليه السَّلام :الذي كان موقفه وعمله رحمة للبشرية حين صنع الفلك ولكن قومه واجهوه بموقف لا يحسد عليه وقصة ابراهيم{ع} كليم الله والذي جمع الله له النبوة والامامة قام قومه بالقاءه في النار. ولوط {ع} الذي شاعت الفاحشة في زمانه . تدخلت السماء وحاربت الانحراف من قومه.. وكان الاجدر بالدكتورة ان تلتفت لدور الله وما قام به في قرية سدوم ” مدينة قوم لوط” وتوجه الانتقاد لله لانه افنى مدينة كاملة .!!

فما ظنك لو كان لابراهيم ولوط جيش كما كان لمحمد{ص} ومثله عيسى{ع} الذي لم يتبعه طيلة فترة دعوته الا الحواريين وبعض المؤمنين. {هذا الموقف لا يصح للمقارنة} . بينما نجد حملات النبي داود وسليمان {ع} كما يبدو ان الاخت الدكتورة لم تطلع عليها كما في تفسير الكتاب المقدس – العهد القديم – تفسير سفر صموئيل الثاني التي تتحدث عن انتصارات النبي داود {ع} كما ورد في موقع موقع الأنبا تكلاهيمانوت القبطي الأرثوذكسي تراث الكنيسة القبطية الأرثوذكسية المصرية يقول : لقد ضرب داود: الفلسطينيين: “أخذ زمام القصبة من أيدي الفلسطينيين” أي أخذ جت وقراها، بكونها قصبتهم وزمام دولتهم المتسلطة على يهوذا ودان، إذ كانت جت على تخم يهوذا وبالقرب من دان. الكلمة العبرية لمعنى القصبة، تعني حرفيًا “لجام الأمة”، إذ كانت جت عاصمتهم تمثل من يمسك بلجام يحرك إسرائيل. لقد أمسك داود بهذا اللجام وقبض عليه في يده ليستخدمه للتحكم فيهم عوض تحكم العرب فيه… ما راي الاخت الدكتورة في هذا النص ..؟ ثم تاريخ النبي سليمان{ع} الذي سخر الله له كل شىء، الريح والطير، والنمل، والجن، وتسبيح الجبال وعلماً بالقضاء.. مصداقا لقوله : «وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ» كل هذا الملك والقوة والسطوة ولكن لما وصلت اليه اخبار وجود امراة تحكم اليمن.

تلقت الملكة بلقيس كتاب سليمان .على الفور عقدت اجتماعًا أبلغت كبار مستشاريها أنها تلقت كتابا من سليمان، وقرأته عليهم: «قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيِ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ * إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * أَلاَّ تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ».لم يتوقف الامرعند هذا الحد، فقد طلبت مشورتهم قبل أن تصدر قراراتها.. «قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ».أبلغ القادة ملكتهم بلقيس أنهم أصحاب ومستعدون للحرب وقادرون على الدفاع عن مملكتهم، «قَالُوا نَحْنُ أُولُوا قُوَّةٍ وَأُوْلُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِي ماذا تَأْمُرِينَ».اختارت الملكة البدء بالدبلوماسية،«قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إذا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً ” وقررت ارسال هدايا له لتجنب الحرب فرد عليها منكرا «أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ» لأترككم في شرككم ؟ فما آتاني الله من الملك والمال والجنود خير مما أنتم فيه».فرد عليها بانذار شديد اللهجة انه سيأتيهم بحشود لا قبل لهم بها، ويبطش بهم أو يأتون مسلمين معلنين التوحيد». اختي الدكتورة . اين بوصلتك ..؟ هنا يحق لانبياء بني اسرائيل ولا يحق لمحمد{ص}..

اما بخصوص الجيوش التابعة لدين عيسى {ع} الحروب الصليبية كانت حروب عقائدية تنبع من الفكر المسيحي , تعلن صراحة اهدافها إستعادة الأراضي المقدسة ومدينة أورشاليم (القدس) من المسلمين حققت الحملات الكثير من النجاحات الباهرة ومُنيت بإخفاقات كبيرة، لكن الهدف الأساسي المتمثل بإبقاء مدينة أورشاليم تحت السيطرة المسيحية وإلى الأبد،. اليك الدليل من القادة المسيحيين في حروبهم مع شعوب الشرق الاوسط .

الإمبراطور البيزنطي – هَدَف لإستعادة الأراضي التي خسرها، وإلحاق الهزيمة بدولة شكلت له تهديدًا وجوديًا.واتمنى ان تطلع الاخت الدكتورة على تاريخ القدس ومن بناها وتتعلم ماذا تعني كلمة يبوس في الجغرافيا.

البابا يقول – هَدَف تقوية نفوذ الكرسي الرسولي في روما والإرتقاء نحو هيمنة أكثر في العالم المسيحي، كونه الممثل الشرعي الوحيد .

طبقة التجار:يقولون هدفت إحتكار المراكز التجارية ذات الأهمية والخاضعة للسيطرة الإسلامية، والهدف كسب المال الوفير من خلال جهود نقل المقاتلين المسيحيين إلى الشرق الاوسط.

اما طبقة النبلاء والفرسان – هدفت للدفاع عن المسيحية (دينًا وأتْباعًا ورموزًا)، وإتباع مبادئ وقوانين الفروسية وتحقيقًا للمكتسبات المادية في الحياة الدنيا ومنزلة خاصة في الحياة الآخرة.

راي الدولة البيزنطية : القوة العسكرية تثبت أنها السلاح الوحيد والفعال في حفظ وحماية العرش البيزنطي. اتمنى ان استمع رد السيدة الدكتورة الفاضلة على هذا السرد التاريخي ..

اخيرا نظام ملك اليمين والزواج من النساء غير المسلمات اللاتي يقعن في الاسر. ولماذا تزوج النبي{ص} من صفية بن حي ابن اخطب ام المؤمنين.. قبل ان ابدأ الحديث اقول ان الدكتورة العلمانية كعادتهم لا يقرئون جيدا حين قالت ان النبي{ص} تزوجها في يوم قتل ابوها واخوها وزوجها .. كان النبي{ص} لا يهمه عدة المراة ولا يعير لشعورها اهمية وهذا ما تريد ان توصله الدكتورة العلمانية للمستمعين في حين قصة هذه المراة تختلف عما ذكرته الدكتورة .

صفية بنت حي ابن اخطل ..تزوجها قبل إسلامها سلامه بن مكشوح القرضي، وقيل سلام بن مشكم، ثم تزوّجها كنانة بن أبي الحقيق، وقٌتل كنانة يوم خيبر، وأُخذت هي مع الأسرى، فاصطفاها رسول الله{ص} لنفسه، وخيّرها بين الإسلام والبقاء على دينها قائلاً لها: «اختاري، فإن اخترت الإسلام أمسكتك لنفسي (أي تزوّجتك)، وإن اخترت اليهودية فعسى أن أعتقك فتلحقي بقومك»، فقالت: «يا رسول الله، لقد هويت الإسلام وصدقت بك قبل أن تدعوني، حيث صرت إلى رحلك وما لي في اليهودية أرب، وما لي فيها والد ولا أخ، وخيرتني الكفر والإسلام، فالله ورسوله أحب إليّ من العتق وأن أرجع إلى قومي». فأعتقها رسول الله وتزوّجها، وجعل عتقها صداقها،

اخيرا اسال الدكتورة ما هي الفترة بين قتل زوجها في معركة خيبر وتاريخ اسرها وزواجها .. ارجو تصحيح المعلومة عندك.مع التقدير..

الشيخ عبد الحافظ البغدادي