17 نوفمبر، 2024 11:22 م
Search
Close this search box.

البقيع تذكرهم بعلي!

البقيع تذكرهم بعلي!

في أرض الحجاز، وعند آل سعود، مُلك متصارع مع السماء في علوها، والأرض في جذورها، يحاول عنوة، تذويب الطبيعة الإنسانية الأصيلة، وفطرة الناس التي فطر الخالق عباده عليها، ألا وهي حب أهل البيت (عليهم السلام)، حيث أفئدة تهوي إليهم ولجدهم، لأنهم الحبل المتين، والحق المبين، ومعدن الرسالة، ومختلف الملائكة، إنها قصة أئمة البقيع، التي تعيش أجواء الحياة، والممات في ذمة الخلود، إنهم باب الحكمة الذي يؤتى!
كثيرة هي ظلامات البيت العلوي الطاهر، والتي أسس بنيانها، العرب قبل غيرهم، والأسباب معروفة للقاصي والداني، ولكن أبرزها بغض علي وأبناؤه، فلا يريدون البقاء، لأي رمز يدل عليهم، في أرضهم وفي أرض غيرهم، وهذا ما فعله أسلاف آل سعود الفاسقين، عندما إستباحوا مكة المكرمة، والمدينة المنورة، فعادوا ليهدموا قبور البقيع الطاهرة، في الثامن من شوال، لأنها تذكرهم بعلي حاصد رؤوس الكفرة، من أشياخ قريش الجهلة.
قصة البقيع، ليست حكاية تروى عن قبور، سويت بالتراب دون تعظميها، بل هي أسطورة، تمثل معسكر الإيمان، والهداية، والحرية، ضد الكفر، والضلالة، والقمع، فأئمة البقيع ومن دفن معهم، في البقعة المباركة، كانوا أشداء في الحفاظ على الإسلام، والسير على النهج المحمدي الأصيل، بتعاليم دينه الحنيف، وهذا ما لم يرغب أصحاب الشمال في تطبيقه، ألا إنهم يصرون على الحنث العظيم، فباتوا في سم وظل من يحموم.
ما لا يحتاج الى إثبات مثبت، أو تأكيد مؤكد، أو تبليغ مبلغ، أن هدم قبور البقيع، هو محاولة بائسة ويائسة، لمحو الحب الأبدي للعترة الطاهرة، من قلوب المؤمنين والمستضعفين، في العالم الإسلامي، لأنهم الملاذ الآمن، الذي تطمئن عنده العقول، والنفوس، والأرواح، والأبدان، فهم منبع غني وثر، مليء بالحكمة، والزهد، والعدل، وأن هدموا البناء، فلهم البقاء، أما صعاليك بني أمية، فلا طريق لهم سوى الخيبة والخسران.
أوجاع صامتة سكنت البقيع، عندما إختارت لقاء البارئ عز وجل، بعد أن أخذ منها الحقد الأموي ما أخذ، ولكن المنافقين ظنوا بهدم قبور أئمة أهل البيت (عليهم السلام)، سيمحو أثرهم، على أن عملهم كان، ومازال هباء منثوراً، فخلدت البقيع بأئمتها، كما شمخت النجف بأميرها، وكربلاء بطفها، والكاظمية بجواديها، وسامراء بعسكرييها، فالقلوب المطهرة، والنفوس المعطرة، بقيت في أعلى عليين، عند مليك مقتدر، إنهم بنو علي، وفاطمة.

أحدث المقالات