دائماً ما يطل علينا الرئيس الأمريكي ليعلن عن مقتل أحد قيادات الإرهاب في العالم وبصولة أمريكية قامت بها الجيوش التي تقرأ ما تحت الأرض قبل أن تعرف ما فوق الأرض،وهي تعد من أقوى الجيوش في العالم،بل أن الجيش الأمريكي يُعد فلتة زمانه من حيث التضحية والاستعداد للقتال من أجل القضاء على الإرهاب في العالم ، وتعودنا من الرؤساء الاميركان على توزيع خطاب النصر عبر الفضائيات وكأنهم سعداء بنصرهم هذا،وهم يعلمون جيداً أن واشنطن هي من صنعت هذه الأصنام لتسقطها مرة أخرى عند انتهاء دورها،كما لايخفى على المتابع أن البغدادي أو ما قبله من قادة الإرهاب ما هم إلا تربية وتدريب المخابرات الأمريكية والغرض منه تفتيت المنطقة وتنفيذ سايكس بيكو جديد .
مقتل الإرهابي البغدادي خبر يسر العالم،وخصوصاً عوائل ضحايا الإرهاب سواءً في العراق أو سوريا أو أي دولة تضررت من هذا الإرهاب،وأن مقتله بالتأكيد سيكون محطة الانتصار على الإرهاب الداعشي،ولكن عملية استهدافه وكثرة التأويلات حول طريقة مقتله تجعل التساؤلات تنطلق عن الآلية التي اعتمدها الاميركان في قتل البغدادي،وكيف يمكن خلال تلك السنوات المظلمة من سطوة هذا التنظيم الإرهابي على أرض الشام وبلاد الرافدين،كيف لم يستطيعوا مراقبته أو متابعته أو استهدافه ولماذا الآن يأتي استهدافه وبكل بساطة في مدينة ادلب السورية، مع العلم أن المخابرات العراقية هي من كشفت مكان البغدادي وهي من بلغت عن تواجده في تلك المنطقة ، ولكن يبدو أن الأخير كان مستعداً لهذا اللقاء ليفجر نفسه بحزام ناسف إلى جانب زوجاته ومن معه من مرافقين .
الفكر المنحرف هو المؤسس لداعش وهو الخطر وليست “تنظيم داعش” التي تذهب وتقوم تبعا للظروف، كما أن دولة داعش ورموز قيادتها ليسوا هم الأهم في محاربة الإرهاب، فنشأة داعش صاحبتها ظروف مساعدة، كإتاحة مجال حيوي لها من قبل المستفيدين من وجودها، وكدعم بعضهم لها، بالمال أو بالسلاح، أو بإخراج العناصر الإرهابية من السجون…إلخ عناصر الدعم المقصود وغير المقصود، المباشر وغير المباشر، من قبل أطراف متعددة. وكل هذه عوامل مساعدة تنتهي بانتهاء ظروفها،ولكن العنصر الأساس، الذي يمنح كل هؤلاء المحاربين روح المقاومة حتى الموت، أو حتى المقاومة بالموت، يكمن في الفكر الديني المتطرف الذي يجعل كوادر هذا التنظيم الإرهابي يبذلون أرواحهم في سبيله والذي يستند من الناحية الفعلية على فكراً خالياً من أي قراءة قرآنية للمجتمع الإسلامي ، والتمسك بروح الانتقام وأن الجميع أمامهم كفرة ويجب قتلهم .