أقدمت أمريكا على أسلمة مجموعة من المجرمين داخل سجونها، ودربتهم على أكل لحوم البشر، وصاروا يطعمونهم دون إكتراث أنواعاً من الملذات المهدئة، وجرعات الكذب الزائفة في أحلام تبشر بالجنة مع الحور العين، فأصبحوا كالضباع وتحولوا الى حيوانات بشرية هائجة، لذا فمن المهم أن يتم التركيز على الحواضن التي ينشأ فيها هؤلاء المرتزقة، والعوامل المؤثرة في تكوين هذه الموروثات الأجنبية العفنة.
داعش وأخواتها من المجموعات المتطرفة التي تعتمد على مبادئ إسلام خاص بها، وعقيدة نوعية تسمح بالقتل والذبح والسبي والإغتصاب، ولهم مذهب يناهض ويكفر كل المذاهب الأخرى، وكأن المتشددون في هذه التنظيمات يجاهدون من أجل الإسلام الحقيقي، لأنهم شعب الإله المختار!، لكنهم في حقيقة الأمر لا يمثلون إلا شرذمة ضالة، دأب أعداء الدين على صناعتها بكل إحترافية، ليمزقوا نسيج المجتمع الإسلامي.
عندما نسمع تصريحات البغدادي بالأمس القريب، وهو يعد صعاليكه الرعاع الهمج بدولة الخلافة المزعومة، وأنه سيصيد العراقيين كما يصيد البط، دلالة على الشعوب المنسحبة المتفرقة، لأنه بنظر الخليفة البغدادي المنحرف كأسلافه المارقين، والناكثين، والخونة، والخوارج، يعتقد أن جيش وشعب العراق سيهزمان لا محالة، بيد أن صقر المرجعية الرشيدة السيد السيستاني كان بالمرصاد، بإعلانه الجهاد الكفائي، فأٌخذت داعش أخذ عزيز مقتدر.
لقد حضر الرجال المجنحون بالعقيدة والإخلاص والحرية، وهم يمضون بإتجاه الشمس عبر ممر الملوك والأحرار، لينعموا بالخلود الأبدي، تاركين المال والعيال، وقد أدهشت داعش ومن لف لفها بهذا الموقف الأسطوري العظيم، لرجال المرجعية الرشيدة، فكان للقوات الأمنية أبطال، وللحشد الشعبي غيارى، وللعشائر الأصيلة نشامى، وللبيشمركة رجالٌ، رسموا بدمائهم خريطة العراق الموحد، وسنمحو داعش من الوجود بقوتنا، ووحدتنا، وجهادنا، لأننا الحضارة.
الإنتصار العظيم الأول لمعركتنا ضد داعش، يكمن في أن العراقيين، أعلنوا فوزهم بالحياة من جديد، لأنهم عبروا حدود الطائفية والمذهبية، وسحقوا جرذان التكفير وغربان التطرف، وهيأوا بشائر النصر المبين، لتحرير الأرض المقدسة، فتحولت الدموع الى شموع، وتوحدت في عراقنا الأزمنة والأماكن، والأديان والمذاهب، والطوائف والقوميات، حتى تعلمنا أننا في الحياة نواجه الإمتحانات، وبعدها نتعلم العبر والدروس، وسندك أوكارهم دكاً دكاً.