لم يتخيل الدكتور أبراهيم عواد أبراهيم البدري السامرائي , والمعروف ( بأبي بكر البغدادي ) ,يوما ما , أن يشكل أمام جامع الزغل في حي الطوبجي ببغداد , تهديدا وقلقا عالميا , يدعو أمريكا العظمى , لان تقود حلفا , ضد تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام , والذي تزعمه بعد مقتل أبو عمر البغدادي في 2010 ..
أعتقلته القوات الامريكية بالصدفة , أثناء تواجده في أحد المنازل بالفلوجة في 2005.. أربع سنوات قضاها في السجون الامريكية , مهدت له الانضمام الى تنظيم القاعدة , الذي أعلن البيعة له .. حيث عمل بعد خروجه من السجن , بمناصب شرعية في ديالى وقاض بولاية الانبار , حتى أصبح عضوا في مجلس شورى تنظيم الدولة الاسلامية في العراق , بمساعدة ( الحاج سمير الخليفاوي , وأبو مسلم التركماني , وأبو عبد الرحمن البيلاوي , الذي قتل مؤخرا من قبل الجيش العراقي ), وأضحى من المقربين الى أبي عمر البغدادي ..
شعرالشيخ البغدادي , أن مجلس أدارة التنظيم , تحوم حوله الصراعات من قبل أبو حمزه المهاجر , وهو تكتل عربي , أو ما يطلق عليه ( جيل أبو مصعب الزرقاوي , الذي بيده أدارة التجنيد والسلطة المالية والهيئة الشرعية ) , وأبو عمر البغدادي , وهو من جيل عمر حديد , الذي يقود التكتل العراقي .. ألا أنه بعد مقتل المهاجر والبغدادي , أختار مجلس شورى التنظيم, أبو بكر البغدادي , ليصبح , الرجل رقم واحد فيه , ويقرب عراقيي التنظيم اليه , ويمنحهم المناصب القيادية في الهيكل التنظيمي , حتى أحكم سيطرته على وزارة الحرب والهيئة الشرعية ومجلس الشورى , وصار تنظيما أحاديا ومستقلا , وغير خاضع للاجتهادات الفقهية ولا للتعدية الفكرية , وذلك في نهاية 2011 ..
وأراد زعيم تنظيم الدولة الاسلامية في العراق, أن يكون تنظيمه قويا ومستقلا ومشابها لتنظيم بن لادن, حيث أرسل القطري محمد يوسف وسمير الخليفاوي وأبو محمد العدناني وأبو محمد الجولاني , الى شرق الشام ( الغني بأبار النفط والمطارات ومخازن الحبوب ) لتأسيس فرع لتنظيم الدولة الاسلامية في سوريا , بعد أن أخذ البيعة منهم , ليكون زعيم تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام .. ألا أن تمرد وخيانة الجولاني وجماعته, والذين أسسوا فرع قاعدة الجهاد في الشام , وأنحرفوا عن مبادئ التنظيم , جعلت أبو بكر البغدادي يعلن أتحاد العراق والشام في نيسان 2013 , وأن يتواجد بنفسه في سوريا , للاشراف على الهيكل التنظيمي الجديد ..
بعد هذا الانجاز , نال البغدادي ثقة المجلس العسكري , الذي يتزعمه الضباط العراقيون من الجيش السابق والاجهزة الامنية , أضافة الى سيطرتهم التامة على كل المفاصل المهمة في الهيكل التنظيمي , وأن يمدد هذا التنظيم سيطرته على أجزاء واسعة في الرقة ودير الزور والحسكة , وأحتلاله لمطار الطبقة في سوريا , أضافة الى سيطرته الكاملة على محافظات نينوى وصلاح الدين والانبار وأجزاء أخرى في ديالى في العراق , تلك الانجازات , جعلته يعلن دولة الخلافة في 29 حزيران 2014 .. وعمل البغدادي عند سيطرته على الموصل , شبكة أنفاق طويلة , تمتد حتى الحدود السورية , من خلالها
, يجلب الرجال والمعدات الخفيفة وبعض المؤن , وهي بعيدة عن رصد الطائرات العراقية والامريكية..
وكان الشيخ البغدادي , الذي ولد في سامراء 1971 , بقرية الجلام , من عائلة فقيرة ,محبا لتلاوة القرأن الكريم , ومنطويا على نفسه , ويشارك في تعليم صبية حي السلام ببغداد ( الطوبجي ) , المبادئ العامة في علوم القرأن الكريم , وكان وقت فراغه يزاول كرة القدم , مع أبناء الحي , الذي أقيم فيه أكثر من 15 سنة .. ويعرف عن البغدادي أنه ولع بالكرة الاسبانية وبرشلوني , حد النخاع , ولم يعرف عنه , أية أتجاهات دينية متطرفة , سوى أنه درس العقائد الصوفية والسلفية حتى أنهى درجة البكلوريوس ثم الماجستير والدكتوراه ..