18 ديسمبر، 2024 6:08 م

البغدادي الواقدي حملدار الرشيد قاضي القضاة شيخ المؤرخين الحجة في الحديث والفقه

البغدادي الواقدي حملدار الرشيد قاضي القضاة شيخ المؤرخين الحجة في الحديث والفقه

في سلسلة بغداديات وفي باب شخصيات بغدادية كانت لنا محاضرة يوم 2017/3/3 في المركز الثقافي لشارع المتنبي عن الواقدي البغدادي ابي عبد الله محمد بن عمر بن واقد المولود عام 130هـ والمتوفي عام 207هـ والمدفون في مقبرة الخيزران مقبرة اعظمية بغداد والذي بدا حياته الثقافية والعملية كحملدار اذ عند قدوم الخليفة هارون الرشيد الى الحجاز لاداء فريضة الحج مع وزيره يحيى البرمكي طلب الرشيد رجلا عارفا بالمشاهد والمواقع بصيرا بالكتاب والحديث فاشير عليه بالواقدي حيث تولى الواقدي تشخيص المشاهد والمراقد واداء مراسيم الحج بشكل اعجب به الخليفة وبعد ان جاء الى بغداد وبقي فيها فترة حتى تولى المامون الخلافة الذي كان يكرم جانبه ويبالغ في رعايته بحكم علاقته مع والده الرشيد وناتج من رعاية المامون للعلماء ولقد اطلق عليه قاضي قضاة بغداد منذ اواخر عهد الرشيد وعهد المامون وكانت له صلات وثيقة بالامام ابي حنيفة وتلميذه قاضي القضاة ابي يوسف الانصاري وامتلك الواقدي مكتبة كبيرة حيث كان له غلامان مملوكان يكتبان عنه بالليل والنهار وصرف ثروة كبيرة في شراء الكتب وبناء هذه المكتبة حتى انه لما توفي لم يكن لديه ثمن الكفن الذي يلف به فبعث المامون لاطفاله وقد وقع الاجماع على الواقدي في السير والمغازي والاختلاف في الحديث والفقه والاحكام والاخبار حتى قيل عنه انه شيخ المؤرخين والراس في المغازي والسير واحد رعية العلم وانه امير المؤمنين في الحديث وما كان احد احفظ منه في الحديث ولم يكتب عن احد قط انه احفظ منه ووصفه المستشرق مارجليوت لقوله ان الواقدي كان حجة في الحديث والفقه شانه في التاريخ وان كتبه في السير و المغازي والتاريخ والفقه والحديث تكشف عن عملية واسعة وتضلع كبير لهذه العلوم وقد حدد ابن النديم صاحب الفهرست كتبه 28 كتابا.

وقال البعض فيه مذهب التضعيف والتجريح اي تضعيف موقفه وتجريح رايه وقال البعض فيه موقف المحايد وقال احدهم عنه انه اما ان يكون اصدق الناس واما ان يكون اكذب الناس وقولهم فيه لإن كان كذابا فما في الدينا مثله وان كان صادقا فما في الدينا مثله واصل الاختلاف فيه اختلافه مع الامام احمد بن حنبل ذلك انه كان يقول بقول المعتزلة بخلق القران والذي رفضة الامام ابن حنبل واشار البعض الى تشيعه حيث روي عنه ان الامام علي كان من معجزات الرسول كالعصى لموسيى واحياء الموتى لعيسى وذكرت كثير من المصادر ان هذا كان السبب وراء الطعن به لذلك وصفوه بانه رجل يحفظ التاويل ولا يحفظ التنزيل اي انه لا يحفظ القران وقد توزعت كتبه على السيرة واخبار مكة مثل كتاب السيرة وكتاب المغازي وكتاب مكة وكتاب ازواج النبي وكتب ال البيت والصحابة منها كتاب مقتل الحسين وكتاب السقيفة وكتاب الجمل وكتاب صفين وكتاب التاريخ الكبير الذي تناول فيه تاريخ الخلفاء حتى عام 179هـ وكتاب تصنيف القبائل ومراتبها وانسابها وكتاب الردة وذكر فيه ارتداد بعض العرب بعد وفاة الرسول ومحاربة طليحة الاسدي والاسود العنسي ومسيلمة الكذاب وكتاب علوم القران وكتاب السنة والجماعة وذم الهوى وكتب التراجم والطبقات مثل كتاب تاريخ الفقهاء وكتاب غلط الرجال وكتاب الطبقات وعلى منوال هذه الكتب الف تلميذه ابن سعد كتابه المشهور كتاب الطبقات وكتاب الفتوح والحروب مثل كتاب فتح افريقيا وكتاب فتح العجم وكتاب فتح مصر وكتاب فتوح العراق وكتاب حرب الحبشة وكتب في الفقه والعلوم الاخرى منها كتاب الاختلاف تناول فيه اختلاف اهل المدينة واهل الكوفة وكتاب المناكح وكتاب ضرب الدنانير والدراهم وكتاب الاداب هذا وقد اعتمد من جاء بعده من الكتاب والمؤرخين على كتب الواقدي كما فعل ابن سعد وابن قتيبة والطبري والبلاذري والرازي وابن الجوزي واخذ عنه الناس واصحاب وتاريخ ويذكر ابن خلكان والسمعاني والسيوطي ان الواقدي كان يجلس في مجلس القراء وياخذ عنه الناس العلوم ومن التف حوله الامام الشافعي وابو حسان الزبادي وقال الخليفة المامون فيه ما قدمت بغداد الا لاكتب كتب الواقدي وكان الواقدي يقول ما من احد الا وكتبه اكثر من حفظه اما انا فحفظي اكثر من كتبي وممن روى عن الواحدي شيخ الصوفية بشر الحافي الذي قيل فيه لو قسم نصف عقله على اهل بغداد لعقلوا ولم ينقص من عقله شيء .

نقلا عن صحيفة الزوراء العراقية