ناحية البغدادي، هذه القصبة التي صمدت بوجه اعتى قوة ارهابية تكفيرية على وجه الارض،فقد تعرضت هذه المدينة واهلها لهجمات متتالية على مدى عام ونصف تقريبا من قبل مجرمي داعش، فتارة تتعرض لهجوم صاروخي كثيف يتساقط عليها كالمطر، وتارة اخرى تستهدفها هذه الزمرة الخبيثة بالسيارات المفخخة ووالاحزمة الناسفة والانتحاريين.
لكن اهل هذه المدينة الاصلاء وهم من عدة قبائل عربية، تصدوا لهذه الالة المدمرة وصمدوا صمودا ربما لم يأخذ نصيبه من الاعلام كما يستحق، كما لم تله الحكومة والاطراف السياسية اهتماما ينسجم مع حجم تضحيات ومعاناة اهله النجباء.
اهالي البغدادي الواقعة 240 كم غرب الانبار، قدموا عشرات الشهداء في معركة غير متكافئة لم يسعفهم فيها احد غير رصاص بنادقهم وعزيمتهم وارادتهم وصبرهم وثباتهم، فقد حاصرهم تنظيم داعش الارهابي لعدة اشهر بل وتمكن من دخول عدة مناطق في المدينة قبل ان تتعرض قاعدة الاسد القريبة للخطر ما اجبر الحكومة على الدفاع التدخل بشكل لم يسعف اهالي هذه الناحية بالغذاء والوقود علما انهم ظلوا محاصرين لفترة طويلة صامدين امام هذه الزمرة الخبيثة، بل وان صمود اهالي البغدادي ساهم في عدم سقوط القاعدة بيد داعش.
كان من المفترض ان تدعم الحكومة منذ البداية اهل هذه المدينة بكل الوسائل، اولا كونهم دافعوا عن ارضهم وعن العراق ضد هذه الهجمة الشنيعة دون ان يتسلم احد منهم راتبا او سلاحا او دعما لوجستيا او غذاء ليطعم اطفاله وهم في مثل هذه الظروف القاسية.
ولانهم تمرسوا في قتال الدواعش القتلة وعرفوا اساليبهم في الحرب، كان على الحكومة ان تستغل هذه الخاصية وتحترم تضحياتهم وتضمهم الى القوات المقاتلة، كونهم مقاتلين اشداء ومن اهل المنطقة، ويمكنهم مسك الارض والدفاع بقوة عن مناطقهم كما فعلوا عندما كانوا لوحدهم.
اليوم، اهالي البغدادي يناشدون رئيس الوزراء حيدر العبادي بالموافقة على تشكيل قوة من ابناء الناحية والمناطق المجاورة من اجل المشاركة في تحرير باقي مدن الانبار ومسك ارضها، وهذا برأيي مطلب شرعي ينم عن احساس وطني كبير وشعور بالمسؤولية ، كما انه يسكت كل الافواه التي اتهمت ابناء هذه المناطق بعدم الرغبة في محاربة داعش، ويفند الاتهامات الباطلة بحقهم، فهم النجباء الشجعان الذين لايسكتون على ضيم، ويدفعون ارواحهم فداء للوطن كما يفعلون اليوم وفعلوا من قبل.