18 نوفمبر، 2024 12:32 ص
Search
Close this search box.

البغداديون ليسوا “أولاد سوك” يا سعد المطلبي

البغداديون ليسوا “أولاد سوك” يا سعد المطلبي

بين فترة وأخرى يطلق بعض السياسيين, أو المتطفلين على السياسة, ألفاظ غريبة ونعوت عجيبة, يوسمون بها العراقيين عموما, والبغداديين خصوصا, والشواهد على ذلك كثيرة.

آخر هذه التصريحات –وليس أخيرها- هو مانعت به عضو مجلس محافظة بغداد, عن دولة القانون سعد المطلبي, في لقاءه مع قناة بغداد, بأن البغداديين “أولاد سوك” حيث تحدث المطلبي والذي يحمل الجنسية البريطانية, عن صعوبة عودة أولاده الذين يسكنون بريطانيا, ويحملون جنسيتها, إلى العراق, فهم كما يقول ليسوا أولاد “سوك”, ولا يفهمون اللغة التي يتكلم بها البغداديون, كما إن عقليات أولاده لا تنسجم مع العقلية البغدادية.

كلام المطلبي بحد ذاته إساءة للعراقيين عموما, وهي جريمة يعاقب عليها القانون, فهي استهزاء واستصغار لشعب كامل, وإهانة لمجتمع العاصمة, الذي يعد المطلبي ممثلا عنه في مجلس المحافظة.

يبدو إن التعالي والتكبر والغرور, وبحبوحة العيش التي عاشها أمثال المطلبي في أوربا, هي من أنستهم عراقة هذا الشعب, وأصالة البغداديين, فعدّوا أنفسهم من عِليَة القوم, وما دونهم همج رعاع.

نسي المطلبي إن بغداد وإن عصفت بها الدواهي والحروب, إلا إنها تظل قبلة للثقافة والفن والأدب, وتبقى بغداد رقما صعب في تصنيف عواصم الدول, فما أن يُنطق اسم بغداد إلا وتخرس الأصوات وتطأطأ خجلا لشموخ بغدادنا.

نسي المطلبي أيضا إن أهل بغداد يمثلون الرقة والجمال والثقافة والإتكيت بأبهى صورهِ, ونسي إن أهل بغداد يمثلون اللون العراقي الجميل, فبغداد تحتضن في واحتها جميع مكونات العراق, مما أعطاها زخما ثقافيا وعلميا وأدبيا متنوعا, وليسوا “اولاد سوك” كما يقول المطلبي, علما إن اصطلاح “أولاد سوك” هي بحد ذاتها إساءة لشريحة واسعة من العاملين في الأسواق, من تجار وأصحاب محلات وبسطات ومهن.

أحدث المقالات