9 أبريل، 2024 10:53 ص
Search
Close this search box.

البغدادية وعون الخشلوك والليلة الظلماء ….!

Facebook
Twitter
LinkedIn

قبل أربعة أشهر أغلقت قناة البغدادية الفضائية لأسباب معروفة للجميع ، كشف الغلق  مساحات فراغ واسعة في التغطية الإعلامية ،وحرم المواطن العراقي من حق الوصول الى المعلومات ، وهو حق طبيعي من حقوق الأنسان في الدولة الديمقراطية ، كما أهملت العديد من الأحداث العراقية المهمة كونها خارج التغطية الإعلامية ، وليس آخرها مؤتمر اليونسكو الذي وضع الأهوار على لائحة التراث العالمي، وقد مر على استحياء اعلامي مؤسف .
   لقد عملت قناة البغدادية بمثابرة عالية واجتهدت كثيرا ً وغامرت واشتغلت في منطقة المسكوت عنه كاشفة عن الكثير من صفقات الفساد والفاسدين، وتصدت بشجاعة واصرار مدفوعة بروح وطنية ومصلحة الوطن والشعب، كما تعرضت للتهديد والوعيد والغلق المتكرر والأقتحام الأسنفزازي وشتى الأتهامات ، واعطت تضحيات كثيرة وانعطفت على أدوار غير مسبوقة في مهنية الأعلام الأستقصائي ، بل اكتسبت بعض برامجها صفات تحقيقية واستجوابية بهدف الوصول للمعلومة وايصالها للجمهور أو للجهات الرقابية والقضائية المعنية بالإجراء .
 أضافة لما تقدم ، فأن الحضور النوعي والتغطية المستمر لكل مايخص الحدث العراقي وفي أصعب الظروف أعطى لها انتشارا ً غير مسبوق وقبولأ شعبيا واسع النطاق ، والحق يقال فأن المؤسسة كانت تعمل بتوجيهات وتعليمات صاحبها الدكتور المهندس عون حسين الخشلوك في دور ريادي باسل وشجاع بالساحة الاعلامية، بل تعرض للكثير من التحديات ومحاولات تشويه السمعة والغاية ، الى جانب أغراءات وعروض من عقود وصفقات تجارية أو مناصب حكومية ، لكن الرجل اعتذر عنها وترفع عن كل ذلك ،بل كان يدفع من ماله الخاص لخدمة أي مشروع يخدم المواطن والوطن .
غياب البغدادية عطل مساحة مهمة من ممارسة النقد والتصدي للفساد السياسي والأداري والمالي والإعلامي ، ومعطى لغياب الحرية الإعلامية والسياسية ، واذا كانت ثمة اخطاء وإساءات ترد في اسلوب ولغة بعض مقدمي البرامج وهبوطها الى المستوى السوقي ( قذف وشتائم ) ، فأن المهمة التوجيهية كانت تعود الى صاحب القناة ومؤسسها السيد الخشلوك ، وهو يدرك تماما ً عدم نضج التجربة الإعلامية للعديد من مقدمي البرامج ، ماجعل بعضهم يصل الى مشاعر طاووسية وغرور مطلق مع ادراكهم بحجم فراغهم الفكري والمهني ايضا ً ، لكنها الشهرة العاصفة مع ضعف الوعي تنتج هذه الشطحات …!
  ختاما اقول اذا حسبنا خروج البغدادية عن السياقات المهنية بكونها أخطاء ً ، فأن الإجراء المناسب يذهب بأتجاه التوجيه والنقد والتصحيح من قبل مؤسساتنا الحكومية ، وليس شن حملة إغلاق لصوت إعلامي حر { وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر ..}…!غياب البغدادية جعلنا نفتقد حضورها ونشتاق لصدامية أستجواب استديو 9 والنضج الفكري لحوارات عبد الحميد الصائح في الخلاصة ، وعفوية عماد العبادي والنقل المباشر للشاب المتألق مصطفى الربيعي وهو يتجول بين أوجاع العراقيين .. جميع العاملين كانوا في سباق لتقديم مايجدونه نافعا ً.أدعو السيد رئيس الوزراء حيدر العبادي الى خطوة شجاعة ، يفتح فيها ملف البغدادية ودعمها للعودة الى الجمهور العراقي لأنه بمسيس الحاجة لها ، كونها نافذة للتفريغ النفسي تخفف من الكبت والأحتقان وهذا أمر مطلوب في مثل هذه الظروف .
[email protected].

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب