المساحة الكبيرة من الإهتمام التي خصصتها قناة البغدادية للنائب طلال الزوبعي رئيس لجنة النزاهة البرلمانية ضمن برنامج الساعة التاسعة الذي يديره الزميل القدير انور الحمداني يؤكد السعي الحثيث للانتقال بتلك الملفات من رفوف النسيان الى كشف أسرارها واظهار حقائق دامغة على الجهات والشخصيات التي تلطخت أيديها في سرقة ثروات الشعب العراقي ونهب أمواله، دون ان تتمكن أية جهة رقابية في السابق الاقتراب من أسوار ملفاتها الشائكة.
ولقد سعت البغدادية وعلى رأسها القائم على ادارتها عون الخشلوك ، الى ان تضع كل امكاناتها كقناة فضائية محترمة ، في خدمة اية جهة تتولى كشف ملفات الفساد ، ومنها المهمة الكبيرة التي نهض بأعبائها النائب طلال الزوبعي ، ضمن اطار اهتمام هذه القناة بإطلاع الرأي العام العراقي على خلفيات ومجريات تلك التحقيقات وما ستتوصل اليه من نتائج، ما يشكل في نظر متابعين اقتصاديين إنتقالة نوعية في مسارات تلك الملفات الشائكة والكثيرة ، والتي تتطلب مهارة فائقة في الوقوف على أسرارها وخلفياتها وتشعباتها والجهات او الشخصيات التي تقف خلفها، حتى وان استخدمت اساليب المراوغة والخداع وطمس الحقائق عن معالم الجريمة.
قد يرى الكثيرون ان مهمة النائب طلال الزوبعي عسيرة ويصعب فك رموزها وطلاسمها، لأن الجهات التي نهبت وسرقت وقامت بعمليات غسيل كبيرة وضخمة للاموال سعت الى اخفاء معالم الجريمة بأي شكل من الاشكال، وهي اصبحت لديها من الخبرات والتجارب ما يجعل الخوض في غمار تلك الملفات أشبه بمن ينحت في حجر كلما أراد تهشيمه يرتد اليه فأسه، لكن النائب الزوبعي المعروف بصلابة مواقفه وقدرته على كشف كل الاعيب التضليل والتسويف والتحايل ، لديه من الامكانات والخبرات التي تساعده في هذه المهمة ومنها قناة البغدادية على وجه الخصوص ما يمكن ان تعينه بما تمتلكه هي الاخرى من خبرات مختصين عرفوا كيف ينقبون بين ثنايا الملفات عن ترابط الاطراف المشتركة وكيف لملمت شتاتها ووزعت اطراف المسؤولية على اكثر من طرف ليضيع دم الملفات الشائكة بين القابئل حسب ظنها، وما درى سارقوا قوت الشعب العراقي وثرواته ان ينكشف امرهم في يوم ما، وتتكشف أسرار وخفايا وخيوط واياد آثمة ، الى ان جاء الوقت الذي قد وضعها على المحك بعد ان توفرت من الدلائل والقرائن والحالات الثبوتية ما يكشف اغوار تلك الملفات ويفضح القائمين عليها والجهات المتورطة فيها، وكيف جرى تعقب خطواتهم وشبكة علاقاتهم ، وبالتالي وضع اليد على خفايا تلك الجرائم، وتقديم مرتكبيها الى القضاء ليأخذ مجراه، في محاسبة المتورطين في سرقة كل هذه المليارات التي حرم العراقيون من الاستفدة منها في التخفيف من ازماتهم حتى انقلبت موازنات كثيرة وبالا عليهم بعد ان وجدوا خزينتهم فارغة خاوية عروشها ولم يبق المجرمون والسراق والاشرار ما يكفي لسد رمق العراقيين الذين عانوا الأمرين من شبكات فساد أكلت من جرفهم الكثير.
وقد يقول قائل : ان الزوبعي بهذه المهمة الضخمة التي اوكلت اليه قد عرض نفسه ومستقبله السياسي الى مخاطر جمة، لأن آفات وحيتان الفساد سوف لن تتركه يكشف ألاعيبها ويفضح مؤامراتها وما استولت عليه من اموال بالمليارات وثروات مختلفة الاشكال والألوان دون ان تقف من الرجل بالمرصاد ، وتحيك له من الدسائس والاقاويل وشبكات الاستهداف ما يسعى حسب اعتقادهم الى ثنيه عن مواصلة مهمته، والرجل يدرك ان الطريق صعب ومحاط بالالغام والمتفجرات لكن بمقدوره ان يتجنب شرورها ويتجاوز عقباتها ان عرف كيف يبقى صلبا بعد ان يكون الرأي العام والاعلام الهادف وجميع الخيرين قد ساندوه ووقفوا الى جانبه، لانجاح هذه الحملة الوطنية الشريفة ويتوصل في نهاية المطاف الى ان يضع الحقائق عن مجرياتها بين يدي العدالة لتقتص من السراق والحرامية والمجرمين وينالوا جزاءهم العادل جراء ما اقترفوه من جرائم آثمة بحق الشعب العراقي الذي حرم من فرص التقدم والنهوض لسنين طويلة وقد أقعدته على ركبتيه.
أمنياتنا أن تتكلل جهود النائب طلال الزوبعي بالنجاح.. وتحياتنا لقناة البغدادية والزميل انور الحمداني اللذين ساندا هذه المهمة الشائكة لكشف آفتي الفساد والارهاب كونهما وجهان لعملة واحدة ومن الواجب فضح شخوصهم والمتورطين منهم والجهات التي تقف خلفهم ، من خلال برنامج ستوديو الساعة التاسعة، والقضاء العراقي ، الذي لابد وان يساند هذه المهمة بكل مالديه من وسائل وامكانات ، لا ان يتستر على بعضها أو يتعامل معها بانتقائية ، تحت تأثيرات وضغوط جهات سياسية تسعى جاهدة لطمس معالم تلك الملفات ..وقديما قيل ماضاع حق وراءه مطالب.