22 مايو، 2024 3:20 ص
Search
Close this search box.

البغدادية والناس .. جدار وطني حر

Facebook
Twitter
LinkedIn

من خلال برنامج “البغدادية والناس” الذي يقدمه الاعلامي الشاب المملوء حماسة مصطفى الربيعي تفتح قناة “البغدادية” نافذة جديدة  في الرصد والتشخيص والمتابعة امام المواطن والمسؤول على حد سواء. هذا البرنامج الذي يتنقل يوميا ومع ساعات الصباح الاولى وعلى الهواء مباشرة بين مختلف احياء العاصمة بغداد والعديد من المحافظات والمدن العراقية انما يشكل محطة مهمة امام المواطن من جهة والمسؤول من جهة اخرى. اهمية هذا البرنامج انه يتيح للمواطن فرصة حقيقية التعبير عن همومه ومشاغله ومشاكله. وفي المقابل يتيح للمسؤول نافذة واسعة لمعرفة ما يجري على ارض الواقع وبلا رتوش.  
 وحيث ان “البغدادية” هي صوت الناس فانها وضعت هذا الشعار عبر هذا البرنامج المباشر موضع التطبيق. فلا خشية من مواطن يتحدث امام الكاميرا بلا مونتاج ولا قطع ولا رقابة. ولا خوف من مسؤول في حال لم تعجبه انتقادات الناس او تتوافق مع هواه.  هذه بلاشك مسؤولية كبيرة بل هي الاهم والاخطر لاية وسيلة اعلامية. وهنا امتحان المصداقية واخبار الاستقلالية. فلو كانت البغدادية تخشى الناس لما فتحت امامهم نافذة حرة هي عبارة عن جدار وطني حر يكتبون فيه ما يشاؤون. ولو كانت تخاف ردة فعل المسؤول, كبر هذا المسؤول أم صغر, لما جازفت بهذا النمط من البرامج.        
الاستقلالية وكذلك المصداقية ليستا مجرد شعار او لافتة تضعها هذه القناة اوالوسيلة الاعلامية على شاشتها من اجل ايهام المتلقي او لمجرد اسقاط الفرض, بل هي مسؤولية وطنية واخلاقية معا. وحتى يتحقق ذلك على ارض الواقع لابد له  من اطار تطبيفي فعلي وليس كلام محسوب سلفا مع من وضد من. “البغدادية والناس” تعدى الخطوط الحمر الاعلامية والسياسية معا. وبالقياس الى عمر البرنامج القصير فانه حقق الكثير. يضاف الى ذلك لم تؤشر عليه حالة تجاوز برغم كل ما نعيشه من اجواء مضطربة على كل المستويات. وهذه في الواقع احدى اهم ما يجب الالتفات اليه وتعميقه على صعيد الحس الوطني للمواطن العراقي. فحين يقف امام الكاميرا وعلى الهواء مباشرة يكون امام مسؤولية الضمير قبل كل شئ. ما يهمني بالدرجة الاولى استمرار هذه النافذة الجريئة. وما اتمناه حقا هو ان تتلفت  الجهات المسؤولة بدء من الرئاسات الثلاث فالقضاء فالوزارات الى ما يمكن ان اسميه مكتب اعلامي حر  ومتجول وبلا بطانات او موظفين بالعشرات مثلما هي حال مكاتب المسؤولين الاعلامية يرصد لهم الصغيرة والكبيرة لمن يريد ان يعمل ويبني. ويتطلب الامر هنا متابعة لما يبث في البرنامج والاجابة عليه تصحيحا او توضيحا او اتخاذ اجراءات. فكلما تقدم المسؤول خطوة باتجاه احترام وظيفته التي كلف للقيام بها كلما تقدم المواطن حياله عدة خطوات. وبالتعاون بين الطرفين يرتفع سقف المسؤولية من قبل الطرفين , المواطن والمسؤول وينخفض سقف المشاكل والازمات والاختناقات. استطيع وصف  برنامج “البغدادية والناس” بانه اشبه بحكومة الكترونية مصغرة يرى فيها المسؤول على شاشة عملاقة ما يجري امامه بكل شفافية ووضوح. ساعة يومية توفرها البغدادية خدمة للمسؤول والمواطن معا تختزل 24 ساعة من زمن مهدور بلا فائدة.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب