اشتغلت قناة البغدادية على ثوابت وطنية عراقية ، واصبح منهجها يقوم على نمط جديد يجمع مابين المنحى الإستقصائي الذي يتبناه الإعلام الحر والمنتج ، والدوافع النقدية البنائية المتحررة من الخوف أواسلوب التراضي أو الإنحياز الطائفي أو المناطقي وغيره من مسميات ظهرت في عراق مابعد 2003.
تركيز العاملون على تثبيت هوية الرسالة الإعلامية للبغدادية، ببعديها الوطني والأخلاقي، كان يجري على وفق مصلحة الوطن والمواطن العراقي،الضحية الأكثر مأساة في هذا المعترك الكوني الحاصل في العراق منذ عشر سنوات واكثر ..!
وحين تقترح البغدادية لنفسها ان تكون صوت الشعب العراقي، فأن استحقاقها يُنتزع من طبيعة دفاعها عن العراقيين ، وتصادمها مع أسس ومباني الفساد المتعددة، وسلطاته التي أفرزت حكومة ومؤسسات سياسية وإدارية وأمنية فاشلة ،غير لائقة بشعب أمضى سنين طوال يحلم بحياة يسودها العدل والسلام وسلطة الحق والعيش بكرامة .
تعرضت البغدادية اكثر من غيرها للمداهمة والمنع ومصادرة معداتها ، كما اصدرت سلطات الحكومة المنحرفة،العديد من أوامر القبض والإتهام والغلق والإستفزاز ، بمخالفات دستورية صارخة ، كل هذه التحديات والضغوطات ، لم تثن هذا الفصيل النضالي الوطني عن إداء مهامه في الإصرار على تبني مشروع إسناد الشعب والدفاع عنه ، إضافة الى دعم مراكز القوى الوطنية والإجتماعية والدينية الساعية لإنقاذ الوطن والمواطن من مستنقع المحنة والأزمات، وكان موقف البغدادية الباسل من مشروع التغيير، أحد العلامات الفارقة في الحياة السياسية العراقية خلال عام 2014.
قدمت البغدادية عبر برامجها وخلاياها المعلوماتية المغذاة من ذاكرة وأوجاع الشعب ، قراءات استباقية للحدث العراقي، وتقاطعت مع رموز الفساد والفشل والنكسة والإنهيار الأخلاقي ،وكانت ترد عليه في لغة تعتمد الصور اليومية لوقائع حياة عراقية تضج بصراخ الفجيعة وآلام الجريمة ..! وحصل الذي توقعته البغدادية وحذرت منه ، فساد وفشل وإفلاس مالي وأخلاقي، تلك محصلة سنوات تسلطت فيها زمر اللصوص والتزوير والكذب وعوالم “الفضائيين” وعارهم الذي لايمحى .
وإذ تقف اليوم قناة البغدادية بكل شجاعة وفخر، في مقدمة الإعلام الحر الإستقصائي الوطني بمنهجيته النقدية الصارمة ، فأنها تعتمد ثوابت عملية تعطيها هذا القدر الكبير من الحرية والإستقلال، واعني بذلك تحررها من التبعية لهذا الحزب أو تلك الدولة أو هذه الجهة السياسية أو الطائفية أو تلك، وهذا يعود بالتأكيد لإستقلالها الإقتصادي المدعوم من رجل الأعمال التاجرالنبيل الدكتور عون حسين الخشلوك ، الذي قدم صورة مثالية للعراقي الأصيل المتجانس مع هموم شعبه والمتطلع لوطن مزدهر .
عون الخشلوك الرجل المتضوع بعطر العراق، هو الأساس بقوة الدور والإداء لقناة البغدادية وسلطتها النقدية والأخلاقية التي يهابها الجميع ، وقد يحلو للبعض تشبيه الدكتور الخشلوك بالشخصية اللبنانية “رفيق الحريري” وكتيبته الإعلامية وخدماته لشعبه، لكن الفرق ان للحريري أهداف خارجية وسياسية وتجارية ، إنما العراقي عون الخشلوك ، يعطي مايستطيع للعراقيين ليس من أجل اهداف شخصية أو مشاريع تجارية أو مطامح سياسية ، إنما هي خدمة وطنية خالصة لوجه العراق وشعبه المسكين المثخن بالجراح وأناشيد الوجع ، تلك هي الزكاة الوطنية التي يكشف بها عورات الفاسدين والمجرمين من السياسيين والوزراء ومصاصي دماء الشعب …!؟
كان الأحرى بإعلام الدولة العراقية ، اقصد شبكة الإعلام العراقي ، ان تنعطف على ذات الدور والمسؤولية والمنهج النقدي الرقابي للبغدادية ،وسياطها النارية وهي تلهب ليل الفاسدين وتتصدى لهذا الخراب الهائل .
ولم نزل في حضرة الخشلوك ، نقول ؛ كم تاجر أورجل أعمال عراقي أثرى من أموال العراق، وقدم خدماته للشعب الفقير بحب وانتماء دون أهداف استعراضية أو نفاق إجتماعي أوطائفي .؟
العراقيون يعرفون النتيجة وهم يتوسدون جراحهم ويصارعون في هذا المخاض العظيم.