13 أبريل، 2024 8:04 ص
Search
Close this search box.

البغدادية .. تيار شعبي .. ومنزلق التسقيط

Facebook
Twitter
LinkedIn

الاعلام المرئي والمسموع والمقروء اداة تجريف او بناء بيد  المالك  سواء حكومي او استثماري لذا يقوم المشرف عليها بتسخير كل الامكانيات المتاحة المشروعة منها و الغير مشروعة لتحقيق هدف واستراتيجية  ايصال الفكرة  والمعلومة لتسجيل على رقم في المشاهدة والمتابعة للقناة ..بالتأكيد سيدر عليها ارباحا طائلة عن طريق عرض الاعلانات التجارية والانتاج الفني لبعض البرامج والمسلسلات العراقية والعربية والمدبلجة نستثني من هذا بعض القنوات التجارية   او استغلال البث الحكومي لتجميل صورة حزب ما او تسليط الضوء على بعض المشاريع سواء منجزة او متلكأة لتعطي انطباع وايهام المواطن مدى حرص الحكومة على بناء دولة قوية سياسيا او اقتصاديا وعسكريا ….
البغدادية واحدة من هذه القنوات التجارية وعلى مدى عمرها الاعلامي اختطت لها طريق خاص  كتيار معارض للسلطة وتبنت العديد من الفنانين والكتاب والافكار المضادة للعملية السياسية التي نخرها الفساد والمحسوبية والتسلط والانفراد بالقرار السياسي على حساب مصلحة المواطن والوطن .. طوال 11 عام حشدت كل الطاقات الفنية والكوادر المتدربة على اعلى مستوى ورصدت اموال طائلة لتنفيذ برنامجها الاصلاحي وحسب ما تعتقده …
انا ليس  هنا بصدد الاسهاب في انجازات البغدادية وتقييم تأثيرها على المتلقي وحجم المعجبين بها ..فقط الوقوف  عند سياستها الاخيرة التي اثارة  تساؤلات في الشارع هو الابتعاد عن النمط الذي عرفت به كقناة تتحسس عن قرب نبض ومعانات العراقيين وسلكت طريق متذبب الولاءات والانتماءات تارة علمانية وتارة اخرى اسلامية لاننا كمراقبين كنا نتمنى عليها الثبات في المواجهة والترويج للبديل المدني الديمقراطي لا العزف على قرب اوبعد التيار الصدري والمجلس الاعلى من طموحات القناة في قلب موازين الصراع مع خصومها السياسيين او ركوب موجة التسقيط لشخصية سياسية بعينها والدخول في مهاترات اعلامية تفقدها بريقها الاعلامي …..
هي تعرف وغيرها يعرف اغلبية الرؤوس الجاثمة على صدور العراقيين هم ثلة من القتلة والمفسدين والسراق وجرائم البعض منهم اكبر من السرقات والفساد التي وصف بها احمد الجلبي .. عندما نذكر المالكي وصالح المطلك وعادل عبد المهدي وابراهيم الجعفري والحكيم والصدر ان لم يكونوا في مرتبة الجرم المتعمد في هدر الثروات فالبعض الاخر ساكت او متستر على جزء منها فسياسة الفرز والشخصنة لاتناسبان الاعلام الوطني الحر اذا ما اراد ان  يحظى بالنوع الشعبي وليس الكم المتردد …..
لذا حرص منا على قناة عراقية وطنية ولها جمهور عريض رغم الانتقادات واراء بعض المواطنيين التي تتهم البغدادية بالعمالة او امتداد للنظام السابق استطاعت ان تضع بصمتها وتجعل لنفسها علامة فارقة في الطرح وتناول العديد من المواضيع بحيادية وموضوعية بعيدا عن الشخصنة والثارات .. على قناة البغدادية ان تقف قليلا وتراجع ستراتيجيتها وفرز الاولويات في التناول والتقديم وما يدفعنا اليوم للنقد البناء هو حرصنا وخوفنا على العراق والعراقيين …
اقول النهج الصحيح هو الاشارة للعملية السياسية بفسادها وانحرافها عن الطريق الديمقراطي وتحولها الى عملية سرقة ونهب الثروات عوضا عن اقامة دولة المؤسسات والاحزاب الاسلامية هي التي سرقت التغيير وحرقت الحرث والنسل فالاعلام الوطني الذي تتبناه البغدادية عليها ان تفهم ان العراقي اليوم بعقليته القداحة والمحللة للخبر ليس كما كانت قبل وقت مضى فلابد من ان يرافق جهدكم وضوح في التوجه والابتعاد عن الميل بنسب مختلفة الى جهة ما بارك الباذلين والمصلحين … عاش العراق عاش العراق.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب