لا أحد ينكر الدور المحوري الذي تلعبه قناة البغدادية والمتمثل ببرنامج ستوديو التاسعة الذي يقدمه أنور الحمداني في اطلالة غير مسبوقة لإعلامي عراقي في تعرية الخطاب السياسي للطبقة السياسية الحاكمة في العراق. البرنامج كعادته ساخن، بمواضيعه وحواراته ومثير للجدل بضيوفه وما يطرحونه من امور هي من غاية في الخطورة لدرجة ان لا فضائية عراقية لحد الان حاولت ان تلعب ذات الدور الذي لعبته قناة البغدادية. ما يحسب للمقدم ان خطابه ومحاوراته مع الضيوف تستند الى بعد عقلاني، استفهامي، يحاول طرح رأي الشارع وتساؤلاته عما يدور في ازقة السياسة العراقية من خفايا واسرار، لولا طرحها في هذا البرنامج لبقيت حبيسة بين الطبقة السياسية ولما تجرأ أحد على البوح بها للإعلام. الملاحظ على ضيوف البرنامج انهم من شريحة واحدة من السياسيين اغلبهم اعضاء مجلس نواب، ينتمون الى لجنة النزاهة النيابية او انهم كانوا اعضاء سابقين بها كالضيف الاسبوعي بهاء الاعرجي وشبه الدائمي صباح الساعدي وجواد الشهيلي وغيرهم. والغريب ان معظم هؤلاء الضيوف عليهم علامات استفهام وشبهات بالفساد ومع ذلك يتم اللقاء بهم ليكشفوا عن فساد الاخرين رغم انهم لم يذكروا الا نادرا اسماء الاشخاص المتهمين بالفساد الا ان المتابع لهم يعرف جيدا من يقصدون. الغريب ان لا احد من الذين يُقصدون وهم ايضا اعضاء في لجنة النزاهة ظهروا في هذا البرنامج واطلعوا الناس على الملفات التي بين ايديهم لا بل احدهم وبلغة غير لائقة وغير منطقية يصف هؤلاء بالمهرجين والزعاطيط!! فقط لانهم اشهروا ما وقع بأيديهم من اوراق. السؤال هنا: لماذا يختار المقدم ضيوفا مشكوكا بنزاهتهم؟ ومن كتلة سياسية واحدة؟ السؤال الاكثر ايلاما: قبل ايام ظهر النائب جواد البزوني وهو يعدد اسماء النواب الذين استلموا مبالغ مالية لغرض العلاج فكان اسم النائب جواد الشهيلي وقد استلم 15 مليون دينار ولم يجلب وصلا ولم يبين طبيعة مرضه الذي يفترض ان يكون خطيرا حسبما جاءت به المادة 5 من قانون الجمعية الوطنية قد استضافه بعد ايام قليلة ليتحدث عن قضية فساد جديدة ظهرت بعد قضية علاج النواب. يا ترى: هل ان مقدم البرنامج لم يسمع باسم الشهيلي ضمن قائمة النواب المستلمين اموال العلاج؟ الم يقل له احد بأن الفاسد لا يحق له التكلم عن فاسد اخر؟ ثم ان هيأة رئاسة مجلس النواب هي متواطئة وبشكل فاضح مع هؤلاء السراق فعندما يقدم النائب طلبا لسحب مبلغ يحدده هو للعلاج توافق تلك الهيأة مباشرة ودون أن تطلب من صاحب الطلب تبيان طبيعة مرضه وهل هو من الخطورة حتى تنطبق عليه المادة 5 المذكورة؟