منذ الصباح الباكر حتى المساء تلهج فضائية البغدادية باسم العراق وشعبه ومصالحه ، حتى احتار بوصفها ” فرعون ” وابواقه . مرة هي وهابية ، ثم يحتارون بها ويغيرون الوصف حسب مواضيعها الساخنة ، مرة اخرى انها بعثية معادية باحثين في دفاتر عتيقة مثل تاجر مفلس عن اشخاص وليس عن مشروع ….. لا انها ليست كذلك ، اذن هي صهيونية ..!!! لا ليس كذلك .. اذن هي ايرانية !!!… لا ليس كذلك .. اذن هي امريكية !!!… لا هي ليست كذلك .
طيب ماهي هوية قناة الفضائية يا “خبراء” اعلام دولة الريس الضرورة ؟؟؟
لم يكن في مخيلة الفاسدين ان تكون البغدادية رأس الحربة للاعلام العراقي المستقل ، اعتقد الفاسدون انهم قادرون على شراء ذمم الاعلام المستقل ، حيث المعادلة الواضحة ؛ كلما كان الاعلام المستقل ( السلطة الرابعة) قويا كلما ضعف وخاف الفساد الحكومي والفرهود المشرعن .
معادلة عرفتها الشعوب المتحضرة وطبقتها منذ زمن طويل ، معادلة ساهمت بشكل رئيسي في تقدم هذه الامم والشعوب حتى صار واضحا قدرة وقوة وتأثير الاعلام المستقل في اهم مفاصل حياة الافراد والحكومات .
لكن ” فرعوننا” العراقي الذي عاش حياته في ضفة البعث العراقي ثم انتقل قسرا الى ضفة البعث السوري ، والذي وصل الى حكم العراق بالصدفة ، اعتقد ومازال يعتقد ان الاعلام هو عبارة عن ابواق شعارها على الجدار تبشر للحاكم وتقمع معارضيه .
لذا كانت البغدادية وبرامجها وكادرها الرائع ومالكها الخشلوك ايقاعا خارج هلوسة ابواق ( فرعون ) العراقي ، تبث الامل وتحرض على التغيير السلمي الديمقراطي وتسلط الضوء على معاناة الناس المستضعفين .
صارت الناس تنتظر برامج البغدادية بشغف ، في المقابل كان الفاسدون ينتظرون ايضا لكن بخوف ووجل
. بالارقام والاسماء وبالوثائق برامج تبثها الغدادية , قصدها الكشف عن الفساد ومحاربته وليس التسقيط والتشهيراو الابتزاز حتى صارت البغدادية تجربة رائدة في الاعلام العراقي الحديث .
كان ( فرعون ) يعتقد انه هو المقصود كشخص من وراء نشاط هذه الماكنة الاعلامية القوية باستقلالها وليس الفساد الحكومي ، لذا عرض على ابواقه اسكاتها بأي وسيلة كانت ، عقود ، رشا ، او عن طريق التشويش عليها ثم اغلاقها .
وقد تحقق له الاغلاق مع الاسف .
اغلاقها كان صدمة قوية للناس الطيبين عشاق الوطن ، ووصمة عار في تاريخ “الديمقراطية ” العراقية الحديثة ، خصوصا بيانها الاخير الذي اسدل الستار عن مشروع اعلامي وطني شجاع مستقل داعم للنظام الديمقراطي وضد الفساد والدكتاتورية .
لكن البغدادية التي عرفناها سرعانما عادت الى بيوت العراقيين تدعم التغيير وتحارب الارهاب الداعشي وتسلط الضوء على الفاسدين وتردد ان الارهاب والفساد وجهان لعملة واحدة ، بمعنى اخر ، البغدادية لم تكن ضد الحكومة العراقية لانها حكومة وهي فضائية معارضة ، بل كانت ضد الحكومة الفاسدة وضد الفاسدين تحديدا ، والدليل انها الان تدعم خطوات السيد العبادي الايجابية في التغيير وفتح صفحات جديدة في العلاقات الداخلية والاقليمية والدولية .
شكرا للبغدادية ولكل الاعلامين المخلصين الذين يدافعون عن حاضر ومستقبل شعب العراق .