23 ديسمبر، 2024 9:17 م

البغدادية اضطراب الأيقاع …!

البغدادية اضطراب الأيقاع …!

تطل علينا قناة البغدادية الفضائية في برنامج {المنجز} يومي بدأ مع شهر رمضان الفضيل ، اعداد وتقديم الزميل كاظم المقدادي .
كرست الحلقات العشر الأوائل لأستعراض الأنجازات التي قدمتها الحكومة في دورتها الثانية ، وتلقي الضوء على صفحات النزاهة الناصعة والروح الوطنية التي يتمتع بها المسؤول في الحكومة العراقية ،وهو ما يثبت قناعة المتابعين بأن هذا البرنامج لايعدو كونه أعلان مدفوع الثمن من قبل الحكومة للقناة ، بهدف تحسين سمعتها خلال شهر بعد عام كامل من فضح ملفات فسادها ضمن برنامج التاسعة الشاخص بقصصه المدوية وفساده الكوني .
المنجز أحد علامات التأكيد على اضطراب الأيقاع لهذه القناة التي لاتعرف ماذا تريد ..!
واذا كان صاحبها السيد عون الخشلوك لم يتعلم القواعد المهنية للأعلام الحر ، فالأجدر به تكليف خبراء بالأعلام الحديث والأستماع للقراءات النقدية التي تحلل معمارية وتناسق عمل قناته .
بناء البرنامج كموضوع يحاول ان يتواطئ على ذاكرة وحياة المواطن العراقي الذي يعيش يومه وسط جحيم حقيقي ،ومعاناة متفاقمة من أزمات ضاغطة وحرمانات متنوعة وخدمات منهارة .
اما على الصعيد الفني ، كان يفترض بالأخ كاظم المقدادي ان يكتفي بالفكرة واعداد الأسئلة ، ويعفي نفسه هذا الأخفاق في تقديم قوامه نطق متعثر ورذم وحضورلايصلح للشاشة ، وعجبي ان يتورط بهذه المجاملات وهو أكاديمي ذو صوت نقدي .
ديكور البرنامج لم يرفع من مستواه ، سيما وانه يأتي بعد الأفطار مباشرة ،مما يعمق من شعور البؤس لدى المواطن العراقي الذي لايملك سوى السخرية أزاء مايسمع ويشاهد ..، ولاادري ماضرورة وجود ثلاث شخصيات لاتملك سوى ان تقول سؤالا يأتي في سياق اسئلة المقدم ، شخصيات تستمر بجلوسها الأصم ساعة كاملة كأنها جزء من ديكور استعراضي ..!
البرنامج يعد وجبة اضافية تزيد التخمة السياسية التي جعلت المواطن يهرب من البغدادية وهذه الأستفزازات التي توجه له من مسؤولين كانوا السبب في كل هذا الخراب الواقع على رأسه .
حق لأي قناة ان تعمل برامج أعلانية بأثمان معلنة او في صفقات خفية ، ولكن بمسوغات فنية وإطر ذات قبول شعبي ، ولاتصدم رأي وقناعة المواطن المسكين الذي صار يستغل الليل للتظاهر والأحتجاج على مظالم نهاره والمسؤولين الفاسدين .
[email protected]