28 ديسمبر، 2024 10:26 ص

البعير يرحب في قتل السفير

البعير يرحب في قتل السفير

لازالت اصداءُ مقتل السفير الروسي في تركيا تأخذ حيزًا كبيرًا من الاهتمام في الشارع العربي , (مرت التنتاش ) ظابطٌ عمل في شرطة انقرة من مواليد 1994 بمدينة سوكي شمال غرب تركيا ,  التنتاش اسم القاتل الذي انهى حياة السفير الروسي في تركيا , حيث احتاجت الفرقة الامنية الخاصة هناك إلى 15 دقيقة لقتل التنتاش الذي صعد إلى الطابق الثاني من المعرض في محاولة منه للفرار , التنتاش قام بأطلاق 20 رصاصة قتل من خلالها السفير الروسي واصاب ثلاثة اخرين.
كأن التفكير العربي أمسى يشبه البعير ,لكن بعير يتحمل التخلف كثيرًا ويلقب (بسفينة الغباء ) ينقادُ بالقافلة وتُسيره أيدي التجار لتُحمل عليه اثمن البضائع فحركة التجارة لمثل هكذا تجار ذات ربح وفير خصوصا مع واسطة نقل تتحمل تلك البضائع !! التنتاش كاد ان يكون محررٌ لبلادِ الشام ومذلًا لكسرى ملك الفرس (البضاعة التي حُملت على ظهر البعير)  خصوصا اذا ماعلمنا ان القاتل استخدم عبارات تبين ان سبب ارتكابه لهذه الجريمة هو نصرة للاسلام ومدينة حلب السورية وذلك للموقف الروسي المعروف والذي لايحتاج إلى توضيح , الامر المضحك المبكي ان اغلب العرب قد صدقت هذه الكلمات واخذت المنشورات في وسائل التواصل الاجتماعي تحيي التنتاش كأنه فعلًا قد نفذ أمر الاسلام , قفوا  رجاءً ألم تقروء قول النبي محمد (صلى الله عليه واله )    {من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة}  صحيح البخاري ص782. كذلك قول النبي. {أيّما رجل أمِن رجُلا على دمهِ ثم قتلهُ فأنا من القاتل بريءٌ وأن كان المقتول كافرا }   اسناد حسن -صحيح ابن حبان. ج13 ص 320,
لا اعرف ان كنتم تعرفون الاسلام اكثر من محمدٍ ؟ ام غرتكم قوافل التعصب تحت امرة الجهل .
الحقيقة أن ماجرى هو عبارة عن ولادة قيصرية نتج عنها موت السفير الروسي وولادة علاقة قوية بين روسيا وتركيا , يبدو ان السفير كان قربان لتلك العلاقة ,  ان لهذه الحادثة فوائد لتلك العلاقة يتمثل في تعزيز احتمالات تشكيل محور الروسي التركي بالمقابل تخلص تركيا من محور الخليج , لتخرج للعالم بعد هذه الحادثة وتعلن تبينها الحل السياسي في سوريا وكذلك تعلن حيادها في موقفها من الازمة السورية هذا ماتريده روسيا ويرفضه الخليج. مما يعني ترك الاخير والتقرب من روسيا اكثر ….