10 أبريل، 2024 1:35 ص
Search
Close this search box.

البعـث الكـردي والبعـث العربـي ؟!

Facebook
Twitter
LinkedIn

هنالك من يسأل عن المقصود بتسمية(البعث الكردي)، وهل هنالك علاقة بتسمية(البعث العربي)؟
نقول نعم، هنالك تطابق كبير في الجوهر بين تيار(البعث الكردي) المتمثل بالاحزاب القومية الكردية وخصوصا حزبي البرزاني والطلباني، مع التيار القومي العروبي وخصوصا (حزب البعث العربي).
 ان هذا الجوهر المشترك بسبب اعتماد التيارين على (اساس آيدلوجي قومي واحد) هو:
   (المفهوم القومي الالماني) القائم على اساس ان(الامة) هي (اللغة) أي ما يسمى بـ(الرابطة العرقية القومية). فكان شعار القومية الالمانية ثم النازية:(اينما توجد اللغة الالمانية تمتد الامة الالمانية). 
وهذا المفهوم القومي العرقي العنصري، هو ايضا نفسه الذي تبنته الصهيونية وغالبية التيارات القومية في بلدان الشرق الاوسط.
  وهو عكس (المفهوم القومي الفرنسي) القائم على اعتبار اساس(الامة) هي:(الدولة وارض الوطن) بغض النظر عن تنوع القوميات واللغات والأديان والمذاهب. لان الشعب الفرنسي يتكون تاريخيا من قوميات عديدة توحدت تحت راية دولة واحدة فرضت عليها(لغة باريس).
وهذا المفهوم القومي الفرنسي(الدولة ـ الارض) هو السائد في غالبية بلدان المعمورة، في اوربا وآسيا وامريكا، حيث 80% من امم العالم تتكون من عدة قوميات وطوائف.

المشتركات بين البعثين
   ان هذا الاساس الآيدلوجي القومي(الالماني ـ النازي) المشترك بين التيارين العروبي والكردوي ادى الى توحدها في الثقافة والسلوك السياسي:
1 ـ  ان التيارين، العروبي والكردوي، اتفقا على تقديس(الانتماء القومي ـ العرقي ـ اللغوي) ومعادات (الانتماء الوطني ـ القطري). حيث ظلا يطمحان الى تكوين دولة قومية قائمة على اساس(النقاء العرقي) العربي او الكردي.
2 ـ ان التيارين اتفقا على رفض الحدود الحالية للوطن العراقي(كذلك باقي الاوطان في الشرق الاوسط والعالم العربي)، والكفاح من اجل تقسيم العراق وربطه بمشاريع امبراطورية خارجية: (كردستان الكبرى) و(الوطن العربي الاكبر).
ـ ان التيارين اتفقا على تدمير الشعور الوطني لدى الانسان العراقي، واعتماد الثقافة والتربية القائمة على بث الريبة والحقد القومي العربي او الكردي ضد ابناء القوميات الاخرى في داخل العراق وخارجه.
فكما قام البعث العربي خلال سنوات حكمه بتربية العراقيين على الاعتزاز الساذج بالانتماء العروبي الخارجي(للجزيرة العربية) ومعادات الاكراد والتركمان، بالاضافة الى الفرس والترك.. كذلك قاما حزبي البرزاني والطلباني بتربية اجيال عديدة من اكراد العراق على الحقد ضد اخوتهم العراقيين من عرب وتركمان وسريان، وتقديس ثقافة المظلومية الحقودة باسم (حلبجة والانفال). بل هنالك الكثير من الاكراد لا زالوا يعتقدون بصحة الاكذوبة الاعلامية بان العراقيين كانوا يسرقون النساء الكرديات ليبيعوهن كجواري في اسواق الخليج!!
 3 ـ ان التيارين اتفقا على المعادات غير المعلنة لـ(الاسلام) باسم التقدمية والاصالة القومية. بينما في الحقيقة ان سبب العداء للاسلام لانه يشكل عنصر اساسي ومهم جدا في (الهوية الوطنية العراقية) باعتباره دين اكثر من 90% من العراقيين وقاسم مشترك بين القوميات العراقية الاساسية، وخصوصا بين العرب والاكراد والتركمان والشبك والفيلية..
فمارس البعثيون باسم (العلمانية) التجاهل التام لميراث وثقافة الاسلام، باعتباره مخالف بكل يقين للتقارب العروبي مع المسيحيين العرب. ومن اجل اكمال هجومهم(الديني) هذا قاموا بشن حرب شعواء على الحضارة العباسية العراقية واتهامها بأنها(حضارة شعوبية فارسية معادية للعرب)!!
بنفس الوقت قام البعث الكردي باختراع اسطورة مضحكة عن (الاصل الحضاري الزرادشتي للاكراد) من اجل تبرير اشاعة الحقد والاحتقار لكل ما هو عربي ومسلم لانه بدوي همجي قام بتدمير الميراث(الحضاري الزرادشتي) للأكراد!!
اخير يصح القول، بأنه من المعقول جدا، ان (البعث الكردي) سوف يشهد قريبا انهياره، كما شهد (البعث العربي) انهياره في العراق وليبيا، وهاهي آخر قلاعه في سوريا تشهد نفس المصير، لأن سنة الحياة تقول: ان المشاريع الامبراطورية العنصرية التوسعية قد ولى زمانها، وليس امام الشعوب من خلاص الا في مشاريع  التقارب والتوحد الوطني الديمقراطي الانساني. 
http://www.salim.mesopot.com

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب