البعض عراقي مع وقف التنفيذ..

لم يكن احدا يجرؤ في زمن صدام على ان يصرح او حتى يفكر بالفيدراليه ناهيك عن الإنفصال.. حتى الأحزاب الكرديه كان كل همها حكم ذاتي في افضل الأحوال..
الا اننا اليوم نجد الكرد قد رفعوا سقف مطالبهم الى الإنفصال عن العراق وكأن العراق دوله طارئه كما يحلو للبعض غباءا وسذاجه ان يقول.
ولكن بعيدا عن الكرد فإننا نجد اليوم الاحداث تتسارع في وتيره عجيبه.. وكلما ازداد التوتر بين السياسيين نجد علامات التوتر على الشعب تتضح اكثر بتأثير السياسيين وتصريحاتهم ومواقفهم المشبوهه..
لااعلم حقيقه كيف يمكن لنا ان نستقي الدروس والعبر ؟؟
فلقد حبانا الله بالعقل الذي منحه البعض اجازه طويله دون رجعه ربما..
الم تكن الفتنه الطائفيه عام 2005 و2006 هي بسبب الصراعات السياسيه على الكراسي ؟؟
الم يكن ذلك بسبب تدخل دول الجوار كلها دون استثناء لتنفيذ اجنداتها المسمومه وبأيدي عراقيه؟؟
ثم لم يمض على ذلك الكثير.. فقد حدث ذلك قبل سنوات قليله.. فلماذا نسينا هذا الدرس وعدنا الى الوراء در ورجعنا الى عادتنا القديمه في تأليه القائد الضروره والزعيم الأكثر ضروره لنصدق بهم بعدما علمنا كذبهم سلفا..

لقد طالب البعض من السياسيين السنه بإقامه اقليم سني للتخلص من هيمنه المركز.. وهم اليوم يخرجون في مظاهرات عارمه للمطالبه ببعض الحقوق.. وبعيدا عن الحقوق التي يطالبون بها والبعض منها مشروع تماما الا ان موضوع الإقليم السني يطرح حاليا ولا اعلم مادخل هذا الموضوع في مايخص المطاليب المطروحه..؟؟
الامر واضح جدا في سيطره دول الجوار كتركيا مثلا وبدعم قطري للتأثير على السياسيين السنه للمطالبه بإقليم سني لإضعاف المركز..

الامر انعكس على الساسه الشيعه في مطالبه النائب جواد البزوني بإقامه اقليم شيعي ولكن لا اعلم لماذا.. ؟؟ البعض يقول للخلاص من هيمنه السنه..
ولكن ان كان الشيعه هم الاغلبيه فكيف للأغلبيه ان تطالب بإقليم ومعظم ارجاء الوطن هي لهم؟؟
ولقد تراجع البزوني بعدما تلقى توبيخا ربما على مقترحه المشبوه ولكن هناك البعض من الكتاب والإعلاميين الذين يروجون لهذا الأمر..
فمثلا هناك كتاب يطالبون اليوم بإقليم شيعي للخلاص من مشاكل العراق.. وهناك مواقع الكترونيه معظم مقالاتها واخبارها عباره عن دعوات لتقسيم العراق..
وهناك كتاب تبنوا هذه الفكره اما استسلاما للظروف التي يمرون بها او هو قصور فكري وضعف ناتج عن تأثير الاحداث التي تعصف بالعراق..
ونجد ايضا البعض من العراقيين وقد استسلم بالكامل لما يروجه مثلا البعث الكردي في الإساءه الى العراق وتاريخه ووحدته..
بل نجد البعض تبني هذه الطروحات بشكل اصبح مؤمنا بها ضاربا التاريخ والجغرافيه عرض الحائط.. واصبحت الوطنيه التي يتغنى بها العراقي انما شيئ مقرف واسطوانه مشروخه حسب وصفهم ..بينما الوطنيه الكرديه هي امر مقدس لايمكن المساس به.. وكذلك الولاء للمذهب اصبح بديلا عن الولاء للوطن…
الخلل ليس في العراق كوطن.. الخلل هو في عقول استسلمت لأفكار تافهه وتخرصات وخزعبلات اصبحت دستورا وقرآنا عند البعض..

اصبحنا نستسهل تقسيم العراق واصبح هو اسهل الحلول.. فبدلا من التفكير في حلول اخرى يمكن ان تنقذ العراق من المأزق الذي هو فيه نجد البعض يحاول ان يريح تفكيره قليلا في ان يلقي عنه مسؤوليته كمواطن ليتبنى تقسيم العراق.. او لنقل يتبنى الفيدراليه تلك الكلمه المؤدبه التي هي اساسا تعني تقسيم العراق فالبعض لايقولها جبنا او خشية اتهامه بالطائفيه..
لا انا اعلنها واقول ان كل من يدعو الى فيدراليه فهو يدعو الى تقسيم العراق.. والعراق هو الأب لجميع العراقيين ومن يريد الإنفصال عنه فهو غير واثق من ابوة العراق له..وليبحث عن ابيه شرقا غربا شمالا او جنوبا.. فلربما يجدا ابا افضل او يجد اباه الحقيقي..