23 ديسمبر، 2024 2:38 م

البعران في زمن التكنلوجيا

البعران في زمن التكنلوجيا

سوداوية الأفعال سبب الإنحراف ونتاج عنه، وقدر العراقيين أن تكون ارضهم مهبط للحضارات، ومنبع فكر الإصلاح وملتقى الرسالات وصراعاتها الازلية مع التشويه، قوافل لا تنقطع من الضحايا وقبور تتزاحم الى مثوى الحرية، تجمع نكبات التاريخ بحر متلاطم من القضايا الكبرى، ظلمهم التاريخ حين أمتد الى عمق لا يمكن الإقتلاع، ودمرتهم الجغرافية حينما وضعتهم بين من يمجدون الجلاد ويرقصون على جثث الضحايا، يدفعون ثمن جنة يحلم بها البغاة المنحرفين.
وحوش فقدت الضمائر والإنسانية، تهاوت الى تمجيد الرذيلة، تمدح العار وتشيع الفاحشة والتمثيل بالشرف، رايتها سوداء وكهوفها نتنة وتحت كل لحية ألف شيطان.
أرث سلفية الدكتاتورية تسوقها حوافر عقول الجرذان المتسلطن على بحر البترول، تحوك لباس الجاهلية بأدوات التكنلوجيا، ونظام الغابة يحرك الحياة، لا وطن لهم ولا تاريخ ولا شرعية، لذاتهم أشلاء وعويل نساء ونبش القبور وأكل الأكباد، لم يتوسع لديهم سوى الدبر لحمل المتفجرات وأصابع الديناميت.
قدر المواطن العراقي ان يقاوم مئات المليارات المتدقفة من النفط لدعم الشذوذ الفكري والأخلاقي، ومن حُسن حظه إن كعبته كربلاء، ويربط النعمان جسر الى الجوادين، وله يحج المسيح في ارض اور. وبالأمس الأربعينة محجة الأحرار، عبر عن كرم وطاقات وجهود للوحدة وبناء الوطن، واليوم رددوا القداس مع اخوتهم المسيح، رداً لجميل مشاركتهم مراسيم عاشوراء والأربعين، والجميع وقف مع قواتنا المسلحة لردع الارهاب.
مئات الاف القنابل والأحزمة الناسفة والمفخخات، أموال مجهولة المصدر والنوايا نحو المجهول، تمزق النسيج المجتمعي المتصاهر والمتشارك حزناً وفرحاً. شرف العراقيون دائما في الدفاع عن وطنهم، يحملهم مركب واحد يعانقون الموت وأياديهم تمسك بعضها.
المجتمع العراقي مجتمع قدر الله له أن يكون ملتقى الثقافات والحضارات، أستخدم أداة لحروب همجية عشوائية، يقاوم الظلم وسوء تفكير الأمة وإنحراف القيم، صارت أرضه مثل للشرف ترد غزوات المنحرفين، داعش والقاعدة وأذناب الشيطان، وبدل نقل السلام الى الافغان والاذربيجان، علموهم كيف ذباحة الأطفال، تركوا فلسطين والجولان وسيناء، وأسسوا دولة الفسوق والإرهاب غرب العراق؛ كي تفرق وحدة وسلام الأبرياء.
مفاهيم إفتقرت الشرعية تربط نفسها بجذور تاريخية لا أخلاقية، تمجد الذات وتصهر القبلية في مفهوم التكنلوجيا، تجتمع على نشر الفكر المنحط، طالما رفضت القبائل العراقية أن تكون سبية بأيديهم؛لأجل غزوتهم الكبرى تجاه بغداد، الجيش العراقي طوال هذه السنوات مثل نسيج الوطن عانق الموت شهيدأ بطلاً يمنع تفجير زوار العتبات المقدسة او رياض الاطفال والمتنزهات والأسواق.
الغنيمة والغريزة دوافع حيوانية تحرك العقل العربي، لم يتأثر بها العراقي الوطني. إستعباد الجواري وخلافة سلف متشبع بالدماء كل ما جاد بيه فكر( البعران في زمن التكنلوجيا).
الحياة العراقية الجماعية ممتدة الى عمق التاريخ، وسلاحه لم يشهر بوجه إمرأة وطفل وشيخ، تعلم من الرسول وعلي والحسين وأصحابهم النجباء والمسيح عليهم السلام ،المحبة والتأخي. شخصيةوطنية لا تصاب بالفصام الذي أصاب العرب، يقدمون قرابين الكرامة، منهم من يحتضن المتفحرات على الحسينية او الجامع او الكنسية، في سوق بغداد او الرمادي او ديالى والبصرة، تقف اليوم جميع القوى بشرف لنصرة ابنائها ضد الهجمة الظلامية، من يطرزون بهممهم تاريخ أول حرف كتب للسلام والإنسانية، من أرض ثورات الإصلاح والمحبة.