19 ديسمبر، 2024 12:52 ص

البعد الاستراتيجي لأستغلال قضية المخطوفين ..!!

البعد الاستراتيجي لأستغلال قضية المخطوفين ..!!

لا يتردد البعض من قادة الدم وتجار الحروب من استخدام الاطفال و توظيف المآسي والهموم لصالح أجنداتهم الخاصة كوسيلة لضرب الخصوم و تسقيطهم وربما فان هناك هدفا استراتيجيا أبعد من ذلك لكنه غير معلن …
ويبدو ان هؤلاء التجار والقادة هم الوجه الاخر للارهاب الداعشي الذي طالما كان يستخدم قضايا الشرف والعرض كدعايات بوسائل الاعلام من اجل استمالة العقول واستدراكها بالاتجاه الذي يخدم نواياهم الارهابية القذرة ..
تجار الحروب والدماء ومن يرسل اخواننا الى سوريا للقتال بينما يتنعم هو وحاشيته بالأموال التي يتقاضاها لقاء ارسال العراقيين الى المحارق ، أقول هؤلاء التجار يواصلون مسلسل استغلال المآسي والأحزان لترويج بضاعتهم الفاسدة من اجل ضرب السلم المجتمع اولا والترويج لافكاره الطائفية المريضية ثانيا والذهاب نحو هدفهم الاسمى والبعيد وهو الاحتفاظ بأسلحتهم خارج اطار الدولة ..
ما ان اعلنت وسائل الاعلام عن حادث الاختطاف ثم استشهاد المغدورين المخطوفين على طريق كركوك حتى انبرت تلك القنوات التي تستسهل دماء العراقيين وتبيح سفكها في حلب وغيرها ، انبرت وبكل وقاحة لتوجيه سهام الاتهام للقوات الامنية اولا و متناسين ان الخروقات الامنية تحدث حتى في فرنسا و المانيا والولايات وكل مناطق العالم….
ولكن المغزى من استهداف القوات الامنية و تحميلها المسؤولية يأتي في اطار تحقيق هدفين كبيرين الاول النيل من القائد العام للقوات المسلحة لاحقا ثم استخدمها كورقة ضغط سياسية في الفترة المقبلة …
اما الهدف الاخر وهو تحفيز العالم وتهيئة عقولهم لضرورة وجود قوة خارج اطار الدولة ، تمتلك اسلحة واعتدة وتكون فوق القانون … بمعنى ان هدفهم الستراتيجي هو صناعة رأي عام مؤيد لافكارهم …
لقد سعت بعض الجهات التي تمتلك فصائل مسلحة و لديها قنوات فضائية ممولة من الفضائين في هيئة الحشد الشعبي ، سعت منذ اليوم الاول لحادث الخطف الى العزف على وتر مآسي الشعب وارسال الاشارات هنا وهناك بانهم قادرين ان يكون البديل للقوات الامنية في تحقيق الامن و الامان .. حيث تركز تلك القنوات على مفهوم واحد وهو ” فشل القادة الامنيين والحكوميين في حفظ الامن ” بينما فصائلهم وقادتهم هم الناجحين ..!!
للامانة ان ما حدث من فاجعة للاختطاف والقتل جريمة ولكن المتاجرة بدموع عوائلهم في بورصة الصفقات السياسية و استخدمها كوسيلة لتسقيط و ضرب الاداء الامني عموما والتمهيد الى بقاء السلاح خارج اطار الدولة ، جريمة ابشع من تلك …
على الشعب العراقي ان يعرف جيدا بان هناك من القادة من ينتظر فرصة حدوث خرق امني ليبدأ بعقد المؤتمرات الصحفية هنا وهناك فتارة يهاجم وينتقد القادة الامنيين والاداء الحكومي واخرى يلوح بورقته كبديل جاهز متناسين بان القوات التي يطعنون بها الان هي ذاتها من ساهمت بتحقيق النصر و نجحت في حماية الأبرياء ..
صحيح ان هناك دماء سالت و لكن لماذا نتاجر بها في ” ابخس” الاثمان …
ان دموع الطفلة ” فرح وكل عوائل المخطوفين التركيز على اظهارهم في القنوات الفضائية ولتواصل الاجتماعي وتلقينهم كلام يطعن فيه بالقوات الامنية والحكومة جريمة بشعة لا تقل عن جريمة قتل أبيها ..!!
الكثير من العراقيين لا يعرفون لماذا تستغل مثل تلك الحالات والقصص و تنبري القنوات الشيعية حصرا او السنية الممولة باموال الشعب كالاتي سرقها الكربولي ورفاقه بالتركيز على تلك الحالات ..
صحيح ان الهدف الاول هو بالنسبة للطرفين التسقيط وضرب المنجزات الامنية التي تحققت ولكن الهدف الأبعد من ذلك ويجهله الكثيرون وهو ان تجار الحروب والدماء يحاولون ان يزعزعو من الثقة بالقوات الامنية تدريجيا كي تبدو ورقتهم اقوى و افضل حالاتها وبالتالي يمكن الحصول على تأييد شعبي مظلل لمشاريعهم في الاحتفاظ بالسلاح خارج اطار الدولة كي تسير الامور مثلما يريدون وتبقة اتصالاتهم بهذه الدول وتلك بكل حرية فمن يقدر على محاسبتهم في حينها …
هؤلاء لا تهم قضية الخروقات الامنية او حتى مصلحة الوطن و ما يهمهم تمرير مشروعهم التسلطي الذي يريد ان يختطف الدولة برمتها …!!
ان بقاء السلاح في خارج الاطار الحكومي يمثل هدف اسمى لدى بعض قادة الفصائل من الذي يعلمون و يحالون الحصول على اجماع شعبي للتك الفكرة فمؤشرات الصراع بدات بين القانون الذي تمثله الدولة والفوضى التي ابطالها فصائل غير منضبة لا تريد ان تستمع لراي المرجعية بضرورة حصر السلاح بيد الدولة ، وما تحدث به بو مهدي المهندس صراحة قبل أيام ينمي فكرة سعيهم الى ان يكونوا ” حكومة مصغرة ” وقوة ضاربة ليس للقانون او حتى سلطة عليها ..
فرح أيتها الطفلة الصغيرة اعلمي ان من قتل ابوك هو ذلك الفكر المتطرف الذي يتمسك به البعض ..!!في وضح النهار يؤكد صحة ما نذهب إليه ، و لا يمكن ان نتغاضى عن جرائم داعش و دماء اخواننا سوى كانوا مخطوفين او مقتلوين على اياد المسلحين الخارجين على القانون مهما كانت انتمائتهم ..
فـــدماء الابرياء هي ذاتها وقادة الدم وتجار الحروب هم ذاتهم ..!!
كفى يا اخوة داعش من استغلال هموم الشارع لمشاريعكم الخاصة و اوهامكم القذرة ..
فرح أيتها الطفلة الصغيرة اعلمي ان من قتل ابوك هو ذلك الفكر المتطرف الذي يتمسك به البعض والذي نسعى ان نبعده عن دائرة السلطة والتأثير فهو فكر هادم مهما كان شكله او لونه ..!