كان الاعلان عن عملية تحرير الرمادي امر يلتف حوله الكثير من الغموض لعدت أسباب منها أعلان المتحدث بأسم الحشد الشعبي عن بدأ العملية وليست وزارة الدفاع أو قيادة القوات المشتركة أو مكتب رئيس الوزراء أو المتحدث بأسمه .
كما كان أسم العملية ( لبيك ياحسين ) أسم مثير للمشاعر الطائفية مع أعتزاز جميع المسلمين بالحسين بن علي (عليه السلام )لكنه بات الان أسم يدل على طائفة معينة وهو شعار ترفعه عشرات المليشيات الشيعية في العراق وكأنه يوحي بأننا قادمون اليكم يامن قتلتم الحسين ولا أحد يعلم من المقصود بذلك وأذا ما يعني داعش أو أن الأمر سيتعدى ذلك. وحتى بعد الضغوط الأمريكية على رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي لتغير أسم العملية الى (لبيك ياعراق ) أظن أن الأسم القديم سيبقى يتداول من قبل الحشد الشعبي.
وايظا كان حجم القوات التي ذهبت الى الانبار والذي وصل تعدادها الى أكثر من 40 الف مقاتل من القوات العراقية والحشد الشعبي مع أسلحتها واليآتها وغطائها الجوي من الطيران العراقي أو من التحالف الدولي مقابل 350 مقاتل فقط من تنظيم الدولة الاسلامية ( داعش ) في الرمادي حسب جميع التقديرات التي أعلنتها المصادر سواء كانت أعلامية أم سياسية.
وايظا هو أنتشار هذه القوات في مناطق ومدن خالية من نتظيم الدولة الاسلامية ( داعش ) وبعيدة عن مدينة الرمادي لكنها قريبة من الحدود مع المملكة العربية السعودية مثل منطقة النخيب وغيرها وأنا أجزم أن الحشد الشعبي حتى بعد طرد داعش من الأنبار لن يخرج من المناطق المحاذية للحدود السعودية الا بعد الأتفاق على الملف النووي الايراني .
أعتقد أن هذه العملية تحمل رسالة أقليمية الى المملكة العربية السعودية والى دول الخليج أكثر من كونها عملية لتحرير مدينة الرمادي وأذا ما عدنا الى ما قبل سقوط مدينة الرمادي عندما كان التحالف الشيعي يرفض تسليح العشائر السنية والضغط لدخول الحشد الشعبي الى الانبار نرى هذا بوضوح بالأظافة الى تواجد الجنرال قاسم سليماني في بغداد وأعتقد أننا قريباً سنراه في الانبار وايظا لرفع معنويات الحوثيين في اليمن والتصوير للجمهور الشيعي الموالي لولاية الفقيه أن ايران تحيط دول الخليج العدو التاريخي لها من البر والبحر وهذا كله لخدمة المفاوضات مع الغرب بشأن الملف النووي الايراني ورفع العقوبات عن ايران .