27 نوفمبر، 2024 2:44 ص
Search
Close this search box.

البعد الآخر لسيناريو تجرع كأس السم بقبول حزب الله مرغما شروط إسرائيل لوقف إطلاق النار؟

البعد الآخر لسيناريو تجرع كأس السم بقبول حزب الله مرغما شروط إسرائيل لوقف إطلاق النار؟

*هذا السيناريو يكاد يكون شبيها ويتطابق في الكثير من جوانبه وحيثياته من الناحية القتالية والنفسية والتسليحية والوضع في جبهات القتال في حينها بعد أن قام الجيش العراقي بإعلانه عن البدء بعملية “رمضان مبارك” لتحرير المثلث الجنوبي لجزيرة الفاو وتبعها معارك توكلنا على الله من ” الأولى لغاية الرابعة” التي أدت إلى تدمير معظم قدرات قوات ومعدات وأسلحة الجيش الإيراني الذي اضطر فيها القائد العام للقوات المسلحة الشيخ “رفسنجاني” بالاجتماع بصورة عاجلة مع السيد “الخميني” وأوجز له ونقل له صورة الوضع الحقيقي على كافة جبهات القتال :” بان قوات الحرس الثوري والجيش لا يستطيعون أن يربحوا المعركة بعد الان والخسائر بالافراد والمعدات هائلة ولن نتمكن من تعويضها ويجب القبول بقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 598 وبعد ذلك كان ضمن إعلان خطابه ومن ضمن عباراته كانت أني:”أتجرّع كأس السُّم المُلوّث بقبول القرار”.

**مع عشرات ومئات الإلاف من اللبنانيين المهجرين والنازحين الذين تم تدمير ممتلكاتهم بالإضافة إلى البنى التحتية من مؤسسات حكومية وطرق وجسور ومستشفيات ومراكز صحية في المدن والبلدات والقرى فان سيناريوا إعادة الإعمار والكلفة المادية الهائلة سيكون لدى المانحين الدوليين وابرزهم فرنسا والاتحاد الأوربي وبعض الدول العربية وعلى راسهم امريكا بفرض ضمانات وشروط واجبة تنفيذها وحتى قد يكون المصادقة عليها من قبل الحكومة ومجلس النواب اللبناني قبل إرسال أية أموال لا عادة الإعمار “:بأن لا عودة لتسليح حزب الله وتحويله من حزب عسكري إلى حزب سياسي” وفي الجانب الأخر أيران حاليآ ليس لديها القدرة الاقتصادية والأموال اللازمة لغرض المساهمة في اعادة الإعمار حتى ولو حصل فأنها ستكون رمزية وعلى العكس مما حصل في اعادة الإعمار بعد توقف حرب 2006 فكانت معظم الأموال أتت من ايران وإعادة إعمار الضاحية الجنوبية وأشرف على عملية البناء حينها “حزب الله” عبر مؤسسته “وعد” والحرس الثوري الايراني عبر مؤسسة “جهاد البناء” وكذلك “الهيئة الإيرانية للمساهمة في إعادة إعمار لبنان”حتى ولو جدلآ ساهمة أيران بإعادة الابنية المهدمة والبنى التحتية لمناطق الضاحية الجنوبية , فان السياسيين والأحزاب المعارضة لحزب الله سوف تقف بوجه هذا الموضوع وتطالب بان تكون وزارة الإسكان هي من تستلم الأموال وتقوم بالإشراف على عملية إعادة البناء لكيلا يكون هناك أنشاء انفاق ومخازن ومستودعات اسفل البنايات السكنية كما حدث في السابق ومما نتج عنها سقوط المئات من الضحايا المدنيين الذين كانوا ليس لديهم اي علم عن ما يوجد معهم في نفس البناية أثناء والتي تم اتخاذ هذه البنايات والشقق السكنية كمقرات بديلة وسرية من قبل قيادات حزب الله والتي اصبحت مكشوفة ومعلومة مواقعها مسبقآ لأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية.

*** الدقائق الأخيرة من مراحل انتهاء ماراثون وقف إطلاق النار سوف يشتد بصورة جنونية من خلال موجات القصف المتبادل بين حزب الله والجيش الاسرائيلي ومن يستطيع ان يدمر أكثر من الآخر قبل الخط الأخير من نهاية هذه الحرب العبثية ولكن مع الأسف يأتي على حساب المواطن اللبناني للفارق الكبير والواضح بين الالة العسكرية الاسرائيلية مقابل ما تبقى لدى حزب الله من قوة نارية صاروخية .

ساعات قليلة قادمة ويستدل الستار موقتا , أو هكذا يجب أن يحدث , للموافقة على شروط وبنود وقف اطلاق النار بين حزب الله اللبناني وقيادة الجيش الإسرائيلي وقد ترجمتها الاخيرة من كثافة شدة القصف الجوي والمدفعي باستخدام مبدأ السجادة النارية لجميع مناطق ومدن وبلدات من الجنوب اللبناني وصولآ إلى العاصمة بيروت / الضاحية الجنوبية الذي نشاهده حاليا من على شاشات التلفزة الإخبارية العربية واللبنانية وهي تريد بهذا التدمير للبشر والحجر بأن ترسل رسالة أخيرة بأنهم قادرين على التدمير وما هو قادم يكون أسوأ بكثير أذا تم مستقبلآ بنقض شروط وقف اطلاق النار من قبل حزب الله وكذلك رسالة الى المواطن اللبناني للتأثير عليه نفسيآ ومعنويآ بأن حياته الاجتماعية سوى تتحول إلى الأسوء , وهذا ما يحيلنا بأنه كان مشابهآ لسيناريوا ما كان قبل يومين قبل وقف اطلاق النار عام 2006 وهذا القصف المركز والممنهج يدل على ان القيادة السياسية والعسكرية الاسرائيلية تريد ان تتفاوض على شروطها تحت النار وترسم ملامح المشهد الختامي وتعيد في الوقت نفسه تشكيل مفهوم قوة الردع والصدمة لغرض تحديد مستقبل لما سيكون عليه الأمر إذا حاول او فكرة ما تبقى من قيادات “حزب الله” اللبناني بإعادة التسليح أو نشر وتمركز قواتهم في المناطق الحدودية لان من ضمن الشروط التي إضافتها إسرائيل على الموافقة لتطبيق فقرات القرار 1701 والاختبار الذي سيكون لمدة 60 يومآ من تاريخ ووقت الموافقة على وقف اطلاق النار ومنها :” نزع سلاح حزب الله وانسحاب مقاتليه إلى ما وراء نهر الليطاني, أنتشار الجيش اللبناني والعمل مع قوات اليونفيل, عودة المدنيين من كلال الجانبيين وضمان امن سكان المستوطنات وتاكد الجيش اللبناني بان مقاتلين حزب الله لم يعودوا مع المدنيين , وحرية العمل العسكري لضمان تنفيذ حزب الله هذه الشروط ” صحيح ان هنك تخوف وقلق لدى بعض الأحزاب اللبنانية المعارضة بان هناك شروط قد يوافق عليها لبنان مضطرآ وبضغوط من المبعوث الأمريكي قد تستفيد منها إسرائيل لغرض معاودة ظرب حزب الله وبقاء الأخير حَجَّة له لغرض الاحتفاظ بسلاحه وعدم نزعه , وهذا ما ترجمه النائب “نديم الجميل” في برنامج المشهد الذي يقدم الإعلامي “طوني خليفة” بقوله :” إذا ما سلم الحزب سلاحه بدي اجبره يسلم سلاحه وبدو يكون في حديث آخر معه أذا رفض تسليم سلاحه ” خطورة هذا التصريح وما لاحظته من ملامح العصبية والانفعال ولغة الجسد تدل على أن أشباح الحرب الأهلية بدأت وكأنها تتراءى لنا مرة أخرى , اصرار السيد النائب على نزع سلاح “حزب الله” بالقوة ليس من المنطق وليس من رجاحة العقل وبالأخص بأنه ما يزال لديه القوة البشرية والعسكرية التي يستطيع أن يغير المعادلة سواء بالداخل أو الخارج إضافة إلى ان إيران ما تزال متمسكة بقوة في ان تجعله ينهض من جديد وحتى بعد ان تم تصفية معظم قيادات المجلس الجهادي وكذلك قيادات ومقاتلين “قوة الرضوان” ولكن يجب أن يكون نزع سلاحه ولو هذا بعيد المنال على الأقل في الوقت الحاضر , ولكن حتى ولو حصل يجب ان يكون بواسطة المؤسسات الرسمية المتمثلة بقيادة الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية وليس من خلال اطلاق التصريحات الاستفزازية للأخر التي سوف تأتي بنتيجة عكسية حتمآ وتجر مثل هذه التصريحات السياسية الانفعالية إلى صدام مسلح ليس مكانه ولا وقته ولا حتى التفكير به , لان لو حدث هذا الصدام المسلح ستكون بداية النهائية لبلد اسمه لبنان وترجع الأوضاع كما كانت وأسواء قبل اتفاق الطائف.تهديد المبعوث الأمريكي “آموس هوكشتاين” بالتهديد بالانسحاب من مفاوضات وقف اطلاق النار قد تكون عجلت وسارعت بأن تقوم الحكومة اللبنانية بالإضافة إلى الضغوط التي مورست على “حزب الله” وحالة التذمر والغضب الذي وصل إليها الوضع الداخلي أدت إلى الموافقة على القبول بشروط وبنود وقف اطلاق النار لأنها عدّ الفرصة الأخيرة لوقف هذا الحرب وإذا ضاعت هذه الفرصة سيكون الدمار والخراب شامل وسيكون من الصعوبة بعد ذلك وقفها . الحكومة الايرانية من جهتها ومن خلال دهائها الاستراتيجي رمت الكرة بالملعب اللبناني ونأت بنفسها عن التدخل في القرارات التي يتخذها قادة حزب الله في الأقل بالظاهر , ولكن في السر ما تزال متمسكة بقوة في دعم وإسناد لأن اجله وزواله نهائيا من الساحة السياسية اللبنانية لم يحين بعد , وما يزال فيه نفس وتستطيع إيران بالمستقبل بإعادة ترتيب أوضاعه وتكيفه بما يخدم مستقبلها لانه من اهم اوراق التفاوض مع الغرب وأمريكا حول البقاء على برنامجها النووي وبالمقابل تريد اسرائيل ان تعلن من ضمن قبولها بشروط وقف إطلاق النار بانها استطاعت ونجحت بان تفصل وتنهي مقولة “وحدة ساحات المواجهة” وفصل قطاع غزة عن لبنان.

واخيرا وليس اخرا لسيناريو إسدال الستار ومارثون الأنفاس الأخيرة للموافقة على شروط وبنود وقف اطلاق النار , ولو لم تكن قد حدثت تفجيرات البيجر وأجهزة الاتصالات يومي الثلاثاء والأربعاء أيلول ومع بقاء المجلس الجهادي لحزب الله , ومقاتلين النخبة لقوة الرضوان الذين كانوا مستعدين نفسيا ومعنويا وتسليحها في المواجهة البرية مع الجيش الإسرائيلي , لكانت شروط وبنود وقف إطلاق النار غير الذي نرى صداها الآن يتردد في وسائل الإعلام الإسرائيلية واللبنانية على حد سواء ولكن ما حدث لم يكن بالحسبان.

[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات