23 ديسمبر، 2024 1:47 م

البعث يدخل الانتخابات بثوبه الجديد …

البعث يدخل الانتخابات بثوبه الجديد …

الديمقراطية الجديدة في العراق التي يقودها بعض الساسة الذين حكموا العراق بعد 2003 جاءت متسقة مع الفكر البعثي ، حيث ظهرت الشخصيات الكبيرة في القوات المسلحة بنفس ظهورها في احداث الانتفاضة الشعبانية ضد الطاغوت البعثي الذي اوغل بقتل الشعب العراقي بالحديد والنار ،وسحق كبرياء الشعب العراقي طيلة اربعين عاماً من الذل والهوان ، لتعود لنا ذكراه بشخصيات براقة وملمعة ، لسحق المنافسين او الذين يفكرون ان يقفوا بوجه الحزب الحاكم  .
الشعب العراقي المسكين الذي اصبح سكوته واضح على الغزو الكبير للبعثية في العراق وعودتهم الى السلطة كل ذلك يجعلنا امام رؤية ان الشعب العراقي يتعرض للخيانة كبرى من بعض الاحزاب التي حسبت على الاسلام بلا مبرر
الديمقراطية الجديدة التي ننشدها ونحن نرى القتلة والمجرمين من اعضاء حزب البعث المجرم وضباط المخابرات والأمن والاستخبارات الصدامية الذين جعلوا من العراق مقبرة كبيرة يتبوءون المناصب العليا في الدولة من جديد و لايستطيع المواطن العراقي الوطني والكفوء ان يحصل حتى على وضيفة لائقة في وطنه.
ان القيادة البعثية للعراق على مدى اربعة من العقود لم تكن من قبيل الصدفة بل جاءت مدروسة بإحكام ومدفوعة من قوى عالمية لكسر شوكة هذا الشعب الصامد الصابر ، اليوم البعث يمثل للعراقي القتل وحرب الابادة ، والمقابر الجماعية، والمجاعة والحصار والأسلحة الكيماوية وعمليات الأنفال وتجفيف الأهوار ، وتدمير البيئة، وتشريد خمسة ملايين في الدول ، وتهجير مئات الألوف من الكرد الفيلية والشيعة العرب بتهمة التبعية لإيران بعد مصادرة ممتلكاتهم، وتجريدهم من جميع وثائقهم التي تثبت عراقيتهم وشهاداتهم الدراسية، وسجن شبابهم في المعتقلات وإبادتهم فيما بعد، وإلقاء المهجَّرين على الحدود العراقية-الإيرانية المزروعة بالألغام أيام الحرب العبثية،
البعث بالنسبة للعراقي يعني إرغام كل مواطن أن يتجسس على غيره من المواطنين يحصي عليهم أنفاسهم وحركاتهم، ويتجسس حتى على أفراد عائلته، كما ويعني تمزيق شمل العائلة بإرغام الأزواج تطليق زوجاتهم لأسباب طائفية قذرة بتهمة التبعية لإيران. وإذا كان هذا السلوك البعثي العنصري ليس فاشياً وعنصرياً فليت شعري ما هي العنصرية والفاشية؟
اليوم البعثيون عائدون إلى السلطة برؤية عصرية ، وهم تحينوا الفرص خلال السنوات الثمان الماضية ليجدوا لهم منفذا للعودة ، وقد وجدوه أخيرا في الأرتباك والفوضى والصراعات الطائفية والقومية الداخلية .. ولسنا هنا مع ابعاد أي عراقي عن العمل في أجهزة الدولة العراقية ، بعد التأكد من أشياء عديدة منها ( انتمائه وولائه لوطنه ، وإخلاصه ) ولم تلطخ يديه بدماء ابناء الشعب العراقي بأية صورة من الصور لكني على يقين تام ان من عاد وسيعود سيعجز حتما عن ممارسة التجربة الديمقراطية والانتخابات الحرة ، لأنه أولا بعثي ، وهذه صفة نبذها الشعب العراقي بأجمعه ، وثانيا انهم لم يمارس التجربة الديمقراطية الحقيقية بسبب عيشه وفق حكم الفرد وغير ذلك .
اليوم البعث يعود من جديد ، وبتحالف كبير مع الحزب الحاكم ، من شخوص ورموز كانت تحسب لصدام وعدي ” كـالدباس ، وطبرة ” هذه الشخصيات التي لم ينسها الشعب العراقي لحد الآن فكيف بنا اليوم ندخلهم شركاء في حكم الشعب الذي ذبحوه سابقاُ ؟! فهل ياترى هي مؤامرة ضد الشعب العراقي أم أنها وفق مخطط معد سابقاً من اجل ضرب الخصوم ، وتكوين تحالف قوي لخوض الانتخابات القادمة ، والسيطرة على مجلس النواب ، اذ حسب التقارير تسعى دولة القانون الى الحصول على 100 مقعد بالتحالف مع ائتلاف العراق ” الدباس وطبرة ” والزرفي ، وغيرها من شخصيات وتكوين هذا العدد من النواب والذهاب نحو تشكيل الحكومة المقبلة على ان يكون المالكي رئيساً لهذه الحكومة ” القانوبعثية” وتكسير الشركاء الصغار الذين أثقلوا كاهل المالكي بطلباتهم ورغباتهم .
لهذا نحن بدورنا نتساءل ، سيادة رئيس الوزراء هل هذه هي حكومة الاغلبية السياسية التي تنادون بها ، وهل لايمكنكم تشكيلها الا من خلال التحالف مع هذه الشخصيات المعروفة بعدائها للشعب العراقي ، وكيف سيكون مستقبل العراق وشعبه مع عودة البعث الصدامي بثوبه الجديد ؟!!