9 أبريل، 2024 8:36 م
Search
Close this search box.

البعث لم يعد عارا بل منارا … والمصالحة الوطنية حصان طروادة ؟!

Facebook
Twitter
LinkedIn

تاريخ العراق الحديث لم يعرف تصارعاً وحرباً وحرب طائفية بل معنى التقليدي , وانما حصل سابقاً في عام 1933 ضد الاشوريين لايعد كونه عمليات عسكرية قامت بها القوات الحكومية انذاك والتحرك العسكري ضد الاكراد , والتحرك ضد الثورة العشائرية في مناطق الفرات الاوسط في الثلاثينات من القرن الماضي , وحالات القمع التي مورست ضد اهل الجنوب والاهوار بعد انتفاضة اهلها عام 1991 الذي راح ضحيتها الالاف من الشهداء والمفقودين مع عشرات المقابر الجماعية في وسط وجنوب البلاد .
بعد سقوط النظام البعثي استطاعت بعض الاطراف السياسية من الضرب على وتر الخلاف (السني ـ الشيعي ) وجعله النار التي تأكل البلاد باخظرها ويابسها وبدعم اقليمي ودولي ودخول الجماعات المسلحة من العرب الذين مارسو عمليات القتل والذبح ضد الابرياء العزل حتى جاء تفجير قبتي الامامين العسكريين (عليهم السلام) حتى دخلت البلاد اتون الحرب الطائفية معلنة بداية مرحلة الصراع الطائفي و بدأت مأسات البلاد في حالة الانقسام الطائفي التي اخذت تهدد السلم الاجتماعي والانزلاق نحو الحرب الاهلية والتي ستكون ناراً مستعرة كما شهدناه في لبنان والسودان والجزائر . ان الاقتتال الداخلي له ظروفه ومعطيتاه الخاصة به , لان الوسائل والدعم سيكون مهيئ بتهيئة ظروف هذا الصراع , وغالبا ما يأخذ هذا التصارع سنوات قبل ان تأتي جهة لتعلن ايقاف الاقتتال والركون الى الحوار والتهدئة والذي يأتي بعد قتل وتهجير وتشريد للملايين من السكان الى مدنهم , كما حصل في الموصل وصلاح الدين والانبار واستباحتها من تنظيم داعش الارهابية .ان موضوعة المصالحة الوطنية ليست بالجديدة فقد سبق وان عقدت ا ندوات والمؤتمرات كسبيل للخروج للازمة في العراق وشعبه المسحوق من اثار ظلم دار به في رحاية الظلم والاستبداد البعثي , فلم تصل الى نتيجة بل لم تحقق اي تقارب بين المكونات الرئيسية في البلاد لان المصالحة الجادة يجب ان ترافقها مصارحة . وهنا ينبغي ان نعرف المصارحة  مع من ؟ واذا تمت في المصالحة بين من اي بمفهوم اقرب من هم اطراف المصالحة والمطارحة , لان اي تشخيص خاطأ او استبعاد طرف على حساب الطرف الاخر نكون قد نسفنا العملية برمتها .  ان نجاح عملية المالحة الوطنية يجب ان تكون بالاتساق مع الانتصارات المتحققة على الارض ضد الارهاب ويكون الدولة في موقف القوة وليس العكس والتاكيد على التمسك بالدستور كمرجعية اساسية و الابتعاد عن الخطابات الطائفية التي تهدد العملية السياسية , لان اي نجاح لعملية المصالحة الوطنية لا يمكن ان تتم بالتوافق والاتفاق في غرف مغلقة وبصفقات مشبوهة كما حصل ابانة حكومة السيد المالكي التي عمدت الا الاتفاق مع بعض شيوخ عشائر الانبار بمعزل عن السياسين والتي للاسف لم  تقدم شيئاً سوا دعم ساعات الاعتصام بأموال الدولة .
أن صوت المصالحة الوطنية ينبغي أن يعلو ويصدح خصوصا مع العمليات العسكرية في الأنبار وتحقيق تقدم نوعي في طرد العصابات الداعشية من مدن الانبار الامر الذي يعد نقلة نوعية من حالة الدفاع الى حالك الهجوم ، وليس كما يصرح البعض الذين يدفعون باتجاه زيادة الاحتقان الطائفي عبر وسائل الاعلام بقولهم أن العمليات العسكرية الجارية تمثل ضربة قاصمة لمشروع المصالحة الوطنية في العراق. لماذا تنهار المصالحة الوطنية عندما تقوم قوات الدولة الشرعية بتطهير المدن والصحراء من عصابات “داعش” والقاعدة .
المصالحة مع من يريد التصالح مع نفسه ووطنه وشعبه ومستقبله ومستقبل أطفاله وليس مع من يريد تمزيق البلاد ، والاطراف التي لا تؤم نأصلاً بالمصالحة وتريد استئصال وفناء الآخر وتحويل العراق الى إمارة متخلفة على غرار إمارة طالبان المقبورة في أفغانستان .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب