23 ديسمبر، 2024 5:56 ص

البعث في ضيافة النجف الأشرف

البعث في ضيافة النجف الأشرف

مبكيةٌ مبكية، صروفُ الدهر، حين يكون البعث ضيفاً في النجف الأشرف، ويكون الظالم ضيفَ المظلوم، ودم القميصِ ما زال ندياً، وقاتلهُ الذئب، لا براءة له من دم يوسف.
البعث، ومنذ ولادته المشؤومة في العراق، كان وما يزال ظَمِأً لدماء الابرياء من أبناء شعبنا، فلم تروه كل تلك الدماء الزاكية التي سفكتها أياديه القذرة، ولم يكتف بما فعل طاغيته المجرم طوال فترة حكمه التي امتدت لثلاث وعشرين سنة.
بثوب الديمقراطية المزيفة، عاد يلملم فرط عقده الأسود، بأوجهٍ صدامية الهوى، منحها التخاذل شرعية الوجود، وأفاض بعض ساستنا عليها ثوب القبول والتغاضي، حتى عاد صوتٌ أخرسه الخوف من القصاص سنة 2003، يصدح بما شاء، أينما شاء، بما تلاها من السنين.
ظافر العاني، هذا الوجه البعثي الطائفي المقيت، حلَّ (ضيفاً) قبل عدة أيام على مدينة النجف الأشرف، ليذكرنا بصفحة تاريخه المظلمة “التي بدأها منذ أن كان طالباً جامعياً، ونشاطه الدائم حينها في تنظيم النشاطات البعثية والمؤتمرات للفرق الحزبية في منطقة الاعظمية”.
مواقفَه التي تلت عام 2003، ماهي إلا تجسيدٌ حقيقي لتلوّن هذا الشخص، وانتماءاته المشبوهة المختلفة، والتحاقه بجبهة التوافق المعروفة بدعمها للإرهاب.
ليعود بعدها بوقاً اعلامياً لقائمة متحدون بزعامة أسامة النجيفي والتي دأبت على اختلاق الازمات السياسية، في محاولة دائمة منها لإفشال العملية السياسية في العراق.
تلاها تهجمه على الجيش العراقي لأنه يرفع راية الامام الحسين (عليه السلام) واصفاً إياه بأنه ليس جيشاً عراقياً.
ليستمر بعدها العاني، لسان الطائفية السليط، وبكل صلافة ووقاحة وجرأة بالتهجم على الحشد الشعبي في أكثر من موقف، متهماً إياه بأعمال القتل والخطف والهجوم على المساجد في بغداد وديالى، في سعي منه بصورة غير مباشرة وواضحة لتحميل المرجعية الدينية المسؤولية عن جرائم يدعي قيام الحشد الشعبي بها، كونها من أصدر فتوى الجهاد الكفائي.
هذا غيضٌ من فيض، لمواقف (ظافرية) كانت وما زالت تجسيداً لأفكار صدامية، ومنهاجاً دأب عليه منذ نعومة أظافره البعثية.
هذا ضيفك يا مسؤول النجف، أنت أعلم بمن استضفت، وأعلم بمن رحبت، وليس لنا من القول إلا أن ضيافتك لظافر البعث، إستهانة بدماء الشهداء، واستخفافاً بدموع الثكالى واليتامى، وهذا ما لن نقبله منك، وسترى رفضنا كيف يكون.