من السخافة بمكان , أن نجد , بعد أثنتي عشرة سنة , من الديمقراطية , بعض سياسيي الشيعة , يتخوفون , لا بل مرعوبون من عودة حزب البعث .. ويعتقد هؤلاء المحسوبين على الشيعة , أن بقدرة هذا الحزب المحظور دستوريا , بعد أعتقال وتصفية أبرز رموزه , ومطاردة مؤيديه , بقوانين سمجة , أن يدخل الحياة السياسية في العراق , مرة أخرى , ويتصدر نتائج الانتخابات , فيما لو سمح له .. هذا التفكير الاهوج , يدل على ضعف وهشاشة , هذه الاحزاب جماهيريا , وضحالة قياداته , وقناعة العراقي , أن هؤلاء جاؤوا لنهب أموال العراق , وتنفيذ أجندة أيرانية مسمومة , وأغتصاب الوطنية والولاء للعراق ..
قد ينعتني البعض , بأني من بقايا البعث , ويا ليتني كنت كذلك .. ألا أني , لم أجد حزبا دينيا أو علمانيا , جاء بعد الاحتلاليين , يحمل فكرا ومنهجا علميا وطنيا , وقوميا , مثلما يحمله البعث , كسبيل للخلاص من كل الجراثيم والعقد , التي تنتهجها تلك الاحزاب الحاكمة , والتي تدعي أنها شيعية أو سنية , عربية أو كوردية أو تركمانية .. وأعتقد جازما , أنه مع تقدم الوقت , ستختفي هذه الاحزاب تدريجيا , وستحل محلها , أحزاب وطنية تنبثق من العراقيين أنفسهم , وتلبي حاجاتهم ورغباتهم ..
ومن أجل ذلك , أذا أردنا , أن نكون عراقا موحدا , ونقضي على الارهاب , علينا أن لا نقصي الاخرين بقوانين فرعونية , أنتهت صلاحياتها , بأنتهاء ظرفها .. وأن يكون قانون العفو العام , كخطوة أولى لتحقيق أجواء البناء والاعمار , لمرحلة جديدة تتسم بالمصالحة والتصالح ..