23 ديسمبر، 2024 3:17 م

البعث الصدامي يحكم الوزارات العراقية

البعث الصدامي يحكم الوزارات العراقية

عملية التغيير او الانقلاب التي تمر بها الشعوب تحتاج الى فترة زمنية تتفاوت بين شعب واخر لحين التخلص من الاثار التي خلفها النظام السابق ، فأن الاثار وتراكمات الممارسات التي تتركها الانظمة الدكتاتورية في حياة الشعوب تحتاج الى ما يطلق عليه تصفية او (فلترة) ، حيث ان الانظمة ولحاجتها الى البقاء والحكم لفترة اطول زمنية تحاول ان تربط مصائر الشعب مع مصيرها ، فيشعر الجميع بالتهديد في حال اقتراب انهيار النظام الدكتاتوري.

في العراق وبعد زوال اللانظام الصدامي من سدة الحكم بفعل الغزو الامريكي ، واحتلال العراق بشكل رسمي، تبشر العراقيون خيرا ، واقصد هنا الغالبية المقهورة والتي عانت من ظلم البعث وحكم الدكتاتورية وعلى مدى 40 عاما ، ولست هنا بصدد سرد المعاناة التي مرت على الشريحة العظمى من ابناء العراق ، ولاكون اكثر صراحة ، ابناء الطائفة الشيعية وابناء الجنوب (الشروكية)، حيث التهميش والقهر والاهانة وعدم شمولهم بشيء يسير من ثروات وطنهم ، بل كانوا في الدرجة العاشرة في التعامل، وقد جرت العادة ان يعمل ابناء هذه الشريحة في مجالات محددة في الوزارت الحكومية ، مثلا منظفين او عاملين خدمة – مع احترامي واجلالي لكل عنوان عمل شريف – او حتى حراس على الابواب المسؤولين ، الا ما هو نادر ، حيث وعندما يكون شخص من ابناء هذه الشريحة مقدما لفروض الطاعة والولاء للبعث ويعمل ضد ابناء جلدته فانه ينال مركزا او مقاما محمودا لدى السطان ويكون سيفا مسلطا على ابناء جلدته ، وكما قالت ساجدة خير الله (لعنة الله عليها) ابان انتفاضة شعبان عام 1991 (هدو جلابهم عليهم) ، اي اطلقوا عليهم –على المنتفضين- ابناء جلدتهم ليقتلوهم ، حيث تستكثر على ابناء جلدتها ان تتلطخ ايديهم بدماء ابناء الجنوب والشيعة.

وللاسف الشديد هذا الحال من التمييز باقيا لغاية الان في الوزارات الحكومية، حيث يخطى من يظن ان الشيعي يحكم الان ، او ينال قسطا ولو ضئيلا من حقوقه، فلا زال ابناء البعث يمارسون عملهم في الوزارات ولا احصر ابناء البعث بمن تولى منصب كبير في تسلسل المناصب في حزب البعث الكافر، بل ان من تربى في احضان البعث وتطبع بمبادى هذا الحزب الكافر فهو الان يمارس اساليب البعث في جميع الوزارات .

وللحديث تتمة ، اذا بقيت في الحياة