10 أبريل، 2024 1:14 م
Search
Close this search box.

البعثيون … ثمن امتناع العراق عن التصويت

Facebook
Twitter
LinkedIn

اتخذ مجلس الجامعة العربية اليوم السبت قرار تاريخيا مهما يتعلق بالوضع السوري يعتبر بمثابة الضوء الأخضر لتدويل القضية السورية وربما التدخل الغربي في هذه الدولة الممانعة والتي تحدها إسرائيل من إحدى جبهاتها, هذه القرار جاء بإجماع غالبية الدول العربية مع رفض اليمن ولبنان وامتناع العراق عن التصويت.
إن امتناع العراق عن التصويت ضد أو مع القرار له مدلولات كبيرة ليست على المستوى الدبلوماسي أو على مستوى السياسة الخارجية للعراق ولكن مدلولاته تعطي بالدليل القاطع إن هذه الموقف له ثمن كبير ستدفعه سوريا للعراق مقابل هذه الامتناع، وكلنا يعلم بان ليس للحكومة العراقية الحالية أية مصلحة مع النظام السوري سوى الورقة المهمة والعالقة منذ 2003 ولغاية اليوم ألا وهي ورقة البعثيين وبعض رجالات النظام السابق ودعم المجموعات الإرهابية المسلحة التي تدخل العراق من الحدود السورية والتي لم يستطيع العراق بكل إمكانياته العسكرية من إيقاف هذه المجاميع من التسلسل إلى أراضيه ولكنها توقفت بشكل إلزامي نتيجة انشغال الجيش السوري والقوات الأمنية السورية بتامين الحدود خوفا من الهجرة المعاكسة لهذه المجاميع التي تعمل لمن يدفع لها أكثر.
إن استغلال الوضع الداخلي السوري من قبل الحكومة العراقية للمساومة بين دعم النظام السوري مقابل تسليم البعثيين والصداميين المطلوبين للحكومة العراقية والمتواجدين على الأرض السورية يعكس بما لا يقبل الشك بان هذه الاستغلال هو استغلال ذكي جدا للظرف السوري يقابله تجاهل تام للدعم الكبير للنظام السوري لهذه المجاميع منذ عام 2003 ولغاية يومنا هذا ويصاحبه تجاهل اكبر لموقف الحكومة العراقية قبل حوالي سنتين من هذا النظام عندما وصل الحال إلى التلويح بتدويل طلب العراق في إيقاف دعم سوريا للمجاميع البعثية والصدامية كما يسمونهم، ومن يراجع سياسة حزب البعث ومحاولاته المستميتة للبقاء في سدة الحكم في كل البلدان التي حكمها نرى بان قضية تسليم البعثيين والصداميين أمرا طبيعيا جدا لنظام لا هم له سوى الحفاظ على كرسي السلطة بأي ثمن كان حتى لو كان هذا الثمن الثوابت الوطنية والأخلاقية لهذا الحزب، إن البعثيين العراقيين يدركون اليوم تماما بان وجودهم في سوريا اليوم قد أصبح في خطر كبير بعدما ضاقت بهم السبل في العيش في بلدان كانت تحابي نظام البعث الصدامي كاليمن وليبيا ومصر وغيرها من هذه البلدان التي كانت تعتاش على بقايا هؤلاء.
كائنا من كان الذي صنع هذا الموقف فإننا نؤكد بأنه موقف ذكي جدا لحكومة تريد أن تبسط سيطرتها ونفوذها الكامل في السلطة وان تصفي غرمائها وتبعدهم عن الساحة بأي شكل كان ونتمنى ممن خطط ووضع هذه السياسة أن لا ينسى مواطنو مخيم اشرف الإيراني فهم لا يقلون قيمة سياسية عن نظرائهم البعثيون كورقة ضغط على حكومة الملالي في إيران الشر إلا إذا كان من خطط لذلك هي حكومة الملالي في طهران والأمل يحدونا بان نرى سياسة عراقية خالصة نابعة من ضمير وطني لاهم له سوى العراق ومستقبل العراق والضغط على كل الحكومات والدول التي تشتبه في دعمها ولو بالكلام لكل مايزعزع امن العراق واستقراره.
أمنية نتمنى أن تتحقق وان يكون البعثيون والاشرفيون أوراق بيد الحكومة لوقف التدخل الخارجي بعد العراق بعدما دفع العراق مئات الآلاف من أبناءه ثمنا لتدخل هذه الدول وثمنا لصمت حكومات الاحتلال التي لاهم لها سوى التشبث بالسلطة بأي ثمن كان.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب