بعد إشكاليات وأزمات عديدة تتعلق بالعقائد والمناطق والقومية وغيرها من الخلافات التي تعرض لها العراق وذهب ضحيتها الاف الابرياء ، فضلا عن فقر معتق وبطالة وتدهور في جميع قطاعات الحياة وتفجيرات ارهابية تودي بحياة المئات يوميا.
اتفق قادة الكتل والأحزاب في جمهورية العراق على عقد مؤتمر وطني شامل لإنهاء تلك الازمات ، ووضع خطط لانتشال البلد الذي عانى من سنين عجاف في زمن حكم صدام فضلا عن تدهور الأوضاع بعد السقوط .
وتم تشكيل لجنة تتولى مهمة تحضير مستلزمات الاجتماع الوطني من مكان ووجبة طعام وضيوف من جميع أنحاء العراق ، اختارت اللجنة احد الفنادق الفارهة وقررت ان تكون وجبة الطعام من طائر ” البط ” اجتمع قادة البلد واخذوا يطلقون الشعارات الوطنية والانسانية ولكل اخذ يدعو الى ضرورة انهاء المصالح الضيقة والالتفات الى البلد وتوفير الامن وتطوير الاقتصاد، ولكن في منتصف الحديث جاء الطعام ،وطلبت الجنة المنظمة من الضيوف تناول الطعام والذي هو من طائر “البط” والعودة الى اكمال الحديث ،ولكن قبل البداء بالطعام حدث امرا جلل اثار ضجة بين ارجاء القاعة حيث اكتشفت كتلة (س) التي تمتلك حقول من “الدجاج”ان الوليمة من “البط” مما دفعها الى تعليق حضورها وتوجيه الاتهامات الى اللجنة، وكتلة (ص) التي لديها حقول (البط) ، وردا على التهم عقدت كتلة (ص) مؤتمرا داخل القاعة رافضه التهم مؤكدا ان صفقة البط تخلو من اي شبهات فساد ، وما ان تعالت المشادات بين (س) و (ص) اعترضت كتلة (ع) التي تمتلك قطعان (الاغنام)مطالبة بان يكون جزء من الوليمة من الاغنام،ولم يغفل عن هذا الصراع حزب (د) الذي لدية قطعان من الابقار مطالبا بإنصافه هو ايضا من الوليمة. هنا توقف الحديث عن حل الأزمات وانهاء الصراعات التي عقدوا الاجتماع من اجلها ووضعوا لائحة من القوانين والاسس لاصلاح البلد،وبدء صراع الكتل حول الوليمة ونشب عراك بالأيادي ..والكل يطالب بان تكون من حقله .
انتهى المؤتمر دون ان يتطرق الى وضع البلد بل اقتصر على موضوع الوليمة لانها تتعلق بمصالحهم الشخصية في حين ترك المؤتمر الذي يتعلق في احوال الشعب، وفي منتصف اليل حدثت عشرات الانفجارات ذهب ضحيتها مئات الأبرياء ، مما دفع القوات الامنية الى سحب جزء من القطعات العسكرية الى داخل العاصمة للسيطرة على الاوضاع ، الامر الذي حدث خللا في العديد من المواقع .وفي اليلة الثانية حدثت مواجهات بين احزاب (البط والدجاج والاغنام والابقار ) ، واستغلت العصابات الارهابية تلك الاحداث وشنت هجوما على العديد من مدن العراق.
وقد ذهب ضحية ذلك الاجتماع مئات الضحايا فضلا عن خسائر مادية كبيرة للمواطنين ولاقتصاد الدولة…..ولازالت تلك الصراعات الشخصية قائمة بين الساسة ،والبلد يزف الشباب في توابيت الموت المقابر، ومن بقيَ على قيد الحياة يصارع من اجل البقاء .