23 ديسمبر، 2024 2:52 م

البطحاء سفكت دم الحسين مرتين

البطحاء سفكت دم الحسين مرتين

اجتمعت في البطحاء المدينة التي تنام وتستيقظ كمن المؤلفة قلوبهم، كل معاني الثورة الحسينية، رأينا حسينا بدون رأس ملقى على الغبراء ورأينا كفي أبي الفضل وهي ترتعش خجلا من عدم الوصول، ورأينا محسنا سقط بمسمار يختلف قليلا عن الذي اسقط الزهراء البتول، رأينا عبدالله الرضيع تلقف مهجته سهما حديثا… أيتها البطحاء كيف ارتضيت ان يكرر الموقف ويستباح زوار أبي عبدالله في حضرتك…آه….آه …لتلك الصور التي استحضرت القضية الحسينية بجميع معانيها، اثناء التفجير الاجرامي الجبان، كيف تسلل هذا العتي بين صفوف الزائرين؟ من أين خرج؟ كيف نفذ الى تلك الجموع؟ تساؤلات كثيرة على البطحاء ان تجيب عليها فهذه السنة الثانية التي يبزغ من خلالها خرق يطيح بالمئات من الأبرياء يفجع قلوبنا ويدمي القضية الحسينية بمعانيها الإنسانية الصاخبة، متناسين بان الحسين حياة وكرامة وجذور ممتدة في أعماقنا لا يرهبها مثل هذا الاعتداء ولا يثنيها عن مواصلة السير  على خطى سبط النبي المصطفى…
للإرهاب حواضن ومشاعل تنير له الظلمة وتسهل له قتل الأبرياء سواء كان بثمن بخس، او من خلال العقيدة التي تحاول ان تعبث بقضية الحسين والمذهب بصورة عامة، أقول ذلك وانا أراعي الفارق الكبير بين الناصرية وباقي المحافظات، من حيث الأمن واستتبابه وطبيعتها الديموغرافية، فلماذا يتكرر المشهد للمرة الثانية؟ لماذا البطحاء بالذات هي التي يسجل فيها حادث الاعتداء وسفك الدماء، الناصرية مدينة تغفو بفضل الله والخيرين من ابنائها على هاجس الأمن وجميع مناطقها مؤمنة، واذا ما تكرر اعتداء كالذي حصل وفي منطقة يختلف سكانها من حيث الانتماء يجب ان يسلط الاتهام عليها دون خوف او خجل، وان تكون هدفا للتفتيش من قبل رجال الأمن، هي ليس دعوة للطائفية بقدر ما هي دعوة لتفتيش هذه المنطقة والتعرف على ما يدور بداخلها، جميع المحافظات التي زرتها تحسد الناصرية على امنها واستقرارها ونحن كذلك نحسد انفسنا على هذه النعمة بعدما نراه من خروقات امنية وتفجيرات مستمرة خصوصا في العاصمة بغداد، ونطمح لإن يستمر هذا الأمن ونرفض حتى لو كان نسبيا ومتفاوتا…
بعض الزملاء عاب كتابة مثل هكذا مقالات لإنها تؤدي الى الفتنة، ولا استدل مكان الفتنة في ان تهب القوات الامنية لتفتيش المنطقة كخطوة استباقية والتحقيق في الأمر وعدم تركه يمضي دون حساب، ولا يستثنى بالتأكيد القوات الامنية المسؤولة في تلك المناطق، خصوصا وان الروايات تروي بأن صاحب الموكب كان اول من تعرف على المجرم، والسؤال هو كيف يتعرف عليه شخص لا يملك اي حس امني ويتجاوز جميع رجال الأمن المتواجدين بسهولة؟…
[email protected]