23 ديسمبر، 2024 6:44 م

البطة العرجاء.. والتحالف الوطني

البطة العرجاء.. والتحالف الوطني

تبحث بعض الكتل السياسية عن أقصر الطرق, للوصول إلى هرم السلطة, ولن توفر طريقاً, من اجل تحقيق ذلك إلا وسعت إليه, والمشكلة في الأمر إنها لا تكتفي بأستخدام, تلك الطرق فحسب, بل تسعى لأمتلاكها والهيمنة عليها ايضاً, والتحالف الوطني خير دليل على ذلك.

بعد سقوط النظام في 2003, بدأت تتشكل نواة الأولى للإئتلاف الوطني, الذي كان من المفترض, أن يمثل أحد أهم, المكونات السياسية, في البرلمان والساحة العراقية, في عراق ما بعد التغيير, إلا أن بعض الكتل, ضمن الإئتلاف بدأت, تبحث عن مصلحتها بعيداً, عنه لأنه أصبح حجر, عثرة في طريقها.

أخذت الكتل بعض تغرس جذورها, في العملية السياسية شيئاً فشيئاً, بعد أن كانت جذورها مكشوفة, في أرض هشة, يمكن لأي رياحٍ قادمةٍ, من تيارات أخرى, منافسة أن تقلعها بسهولة, لتجد نفسها خارج, العملية السياسية من جديد.

الخطوة التالية, في مشوار قادة بعض الكتل, المنضوية تحت الإئتلاف, التفكير بالإنفصال عنه, بعد أن وضعوا, أقدامهم على أرض صلبة, وفعلا هذا ما حصل , دولة القانون أول كتلة, تسعى للأستقلالية, وتخوض غمار الأنتخابات, خارج عباءة الإئتلاف الوطني.

التحالف الوطني, هو الأسم الذي حمله الإئتلاف, بعد أن أيقنت كتل أصبحت دونه كبطة عرجاء تسعى, لشق طريقها الى الخضراء, إستحالة البقاء بصورة منفردة, ألا أن هذه الكتل لم, تغير أسم التحالف فقط بل, عملت بجهد كبير, على تغيير مضمونه , فأصبحت سياقات التعامل, مع التحالف بطريقة ,الأمر الواقع, تفرض عليه الكتل الأكبر, سياستها والمقاعد والمناصب, والحقائب الوزارية التي, تريد وفق ما تشتهيه, نفوس قادة الكتل الأكبر, فمقدار ما تحصده الكتل, من أصوات هي, التي تحدد رأي الكتلة, والمناصب التي ستحصل عليها!

بمرور الوقت, أُفرغ التحالف الوطني من محتواه , وأصبح مجرد وسيلة توصل الطامحين ألى, المكان المطلوب, على العكس مما كان, مخطط له تماما, أذ كان من المفترض أن يكون دليلا ,لكل أعمى في, العملية السياسية, ليبصر طريق صواب ورقيباً يّقوم كل أعوجاج, ألا أن التحالف ,أصبح بالتدريج, كأسير مكبل, بأذرع الكتل الأخطبوطية التي, أخذت تلتف ,حول عنقه شيئا فشيئاً, وتهدد بين الفينة , والأخرى بإلقائه صريعا أنى شاءت ذلك.

طريق إلى الخضراء, يمر من خلال التحالف الوطني, هذا بالضبط ما تراه الكتل التي تتطلع ألى الهرم.

بعد أن أختلف الوضع, ما بعد الأنتخابات الأخيرة, وجرفت رياح التغيير ما تبقى, من آمالٍ لبقايا كتل, بدأ قادتها حركة, مكوكية جديدة, للسيطرة على مقاليد التحالف الوطني, الذي بدأ يتعافى ,من التركات الثقيلة, ظناً منهم أنه ممر آمن يمكن أن يعيدهم ألى القمة, ألا أن المعطيات على أرض الوقع ,مختلفة كثيراً هذه المرة, فرئاسة التحالف الوطني, والكتل الأخرى التي, تسعى للإصلاح الحقيقي, لن تضع مفاتيح التحالف, في جيوب المتسلقين, وهي اليوم أمام مهمة البحث عن الرئيس.