دأبت المرجِعيّةُ في خُطبِها ليَوْمِ الجُمعةِ، أن تتحدث عن الشأن السياسي، وتقدم النصح والمشورة، لتصحيح مسار العملية السياسية، التي باتت على شفا الانهيار الاقتصادي والاجتماعي، طالبت ولأكثر من مرة، بمحاربة الفساد، والضرب بيد من حديد، وشخصت رؤوس الفساد الكبيرة، ونبذ المحاصصة، وكثير من النصائح، التي لم تجد أُذناً مصغيَةً، من قبل حكومة متشعبة بالفساد، وخاوية على عروشها، يوم بعد آخر تغرق بمستنقع فسادها.
منذ تولي الحزب الحاكم، قبل عشر سنوات، والعراق في تراجع مستمر، تصدر قوائم الفساد عالميا، وأصبح التعليم في أدنى مستوى، حيث لم يدرج ضمن أسوء النظم التعليمية، لأنه قد اجتاز ما تحت الصفر، مع العجز الكبير في الموازنة العامة، أنهى ما تبقى من الخدمات، التي هي معدومة أصلا، حتى باتت المستشفيات تفتقر إلى الدواء، لم تؤمن رواتب مقاتلي الحشد على مدى ثلاثة أشهر.
بحّ صوْتُ المرجِعيّةِ، وهي تنقل معاناة الناس، وتقدم النصح لحل المشاكل، فلم تجِدُ أُذناً مصغيَةً، من قبل أصحاب القرار، ومن بيدهم دفة الحكم، تكرار الكلام لا يجدي نفعا، فالصمت أولى، لأُذن لا تسمع، وهذا لا يعني أن المرجِعيّةِ، قد نأت بنفسها عن المسؤولية، بل قد انتهت مرحلة النصح والإرشاد، التي لم تجدي نفعا، مع هؤلاء الساسة، وصار لزاما الانتقال إلى ما بعد الكلام.
تناقلت مواقع وصفحات، صور تشير إلى نزول ممثل المرجِعيّةِ، إلى شوارع مدينة كربلاء، وهي تزيل النفايات عن المناطق السكنية، وتبث روح التعاون، والعمل على زرع ثقافة النظافة التي هي من الإيمان، لكنها رسالة واضحة مفادها، أن مرحلة الكلام انتهت، وبدأت مرحلة العمل، والقادم من الأيام سيثبت، إن الإصلاح واقع لا مناص منه، فليصمت كُلّ متقول، ولِتنكُّسِ رُؤوسِ سياسيِّ السُّلطةِ، فقد بلغ السيل الزبى.
البطاقة الحمراء، هي إشعار طرد، يرفع بوجه المخالف للقانون، فقد نفّذت كُلّ الوَسائِل التناصح والإرشاد، فلم تجدي تلك الرسائل نفعا، مع من بيدهم القرار، المرجِعيّةِ تنأى بنفسها عن السياسة، لكن عندما تقتضي المصلحة العامة، يصبح واجبا شرعيا، فهل حان وقت إشهار البطاقة بوجه الفاسدين؟ ماذا أشار ممثل المرجِعيّةِ (الشيخ الكربلائي) وهو يحمل أداة تنظيف النفايات؟ فهل حان وقت تنظيف العملية السياسية بنفس الطريقة؟.