23 ديسمبر، 2024 6:51 ص

البطاقة التموينية.. ومافيات تنمو في الظل!

البطاقة التموينية.. ومافيات تنمو في الظل!

أزمات كثيرة عجزت الحكومات المتلاحقة عن معالجتها, بدءاً من الكهرباء, التي أصبحت مرضا عضال, مرورا بالبطالة والفساد الإداري ومعضلة أخرى أستفحلت وصارت رديفة للكهرباء, هي توفير مفردات البطاقة التموينية, التي تشبه لعبة الشطرنج تماما, فقد أستقرت على أربعة مفردات, قابلة للنقصان طبقا للعبة متعمدة يتقنها اللاعبون بقوت الشعب بغاية المهارة!

يتم توزيع مفردات البطاقة التموينية, وفق الطريقة الآتية.. توزع ثلاث مفردات, من أصل أربعة, كالطحين والسكر والزيت مثلا, على أن تختفي المادة الرابعة (الرز) من مفردات البطاقة, لمدة 4 أو 5 أشهر, مما يدفع المواطن الى شراء المادة, غير المتوفرة ضمن المفردات, طوال فترة عدم توزيعها!

تتكرر أزمة أختفاء أحد المفردات, بين الفينة والأخرى, ليتضح فيما بعد أن هذا لا يحدث أعتباطاً, بل أمر مخطط له مسبقاً, من قبل مافيات متنفذة, تتاجر بقوت الناس وتتلاعب بمفردات البطاقة التموينية, تتعمد أن تكون هناك شحة, في مفردة أو أثنتين من مفردات البطاقة, ليتسنى لهم ضخ كميات, من المفردات التي لا تتوفر في البطاقة وبذلك يضمن هؤلاء بيع الشحنات المستوردة, لأن المواطن لا يجد حلاً سوى الشراء من الأسواق, التي غصت بالمفردات المفقودة, بينما شحت في البطاقة!

تلك اللعبة تدر أرباحاً خيالية على أصحابها, لأنهم على درجة عالية من الثقة أن الطلب سيزداد, على تلك الحاجة دون غيرها, فهي ستختفي من البطاقة لمدة 4 أشهر على الأقل, ولهذا السبب لم تكن هناك حلولا جذرية, للقضاء على أزمة أختفاء مادة بعينها, لأشهر متتالية, فالمافيات التي تنمو في الظل, تعتاش على صناعة الأزمات المربحة تارة , من خلال التجارة بقوت الفقراء, وتارة أخرى بدمائهم, لذلك لا عجب أن يتم الإبقاء على أبسط المشاكل, لأنها ببساطة تجارة مربحة للمافيات!