البصيرة هي رؤية الحقيقة ومعرفة اهل الحق، وصاحب البصيرة لا يخدع ولا ينخدع، يعرف الموقف وما يحتمه عليه من واجب، لذا كانت اهم ميزة في أنصار الامام الحسين عليه السلام انهم اهل بصيرة، كذلك المنتظرين لا يمكنهم الصمود امام تيار الفتن والتمحيص والغربلة ما لم يكونوا ذوي بصيرة.
حركة الامام الحسين عليه السلام وما صاحبها من ترغيب وترهيب وتضليل للناس من قبل السلطة، لتحجيم حركة الإصلاح و الحد من تمكنها، إلا أن رماد آل امية لم يصل إلى أعيُن الأنصار، لقد عرفوا أهمية المرحلة وما يناط بهم من تكليف، تاجروا بأنفسهم فربحوا خير الدنيا والآخرة، فالتمحيص والغربلة كانتا سمةُ الطف، اذ لم يلحق بركب الخلود إلا من كانت له بصيرة تنجيه من الفتنة وتميز له جادة الصواب، قال الامام الصادق عليه السلام” كان عمّي العبّاس بن علي (عليه السلام) نافذ البصيرة ، صُلب الاِيمان” البصيرة كانت السلاح الذي يدفع مكائد الاعداء، و النافذة التي ُيرى منها الحسين السبط، حيث يسارع الاصحاب لتهافت الأنفس دون الحسين عليه السلام.
الانتظار هو الاستعداد والتأهب لنصرة الامام المهدي روحي له الفداء، والمخاطر التي تحيط بطريق الانتظار تحتم امتلاك بصيرة نافذة، تمنع الانزلاق بمطبات الانتظار الكثيرة، لأن الفتن والغربلة مستمرة وتزداد كلما اقاربنا من الظهور الشريف، كما ان معرفة الوقت وأهميته وما يتوجب عليه من التزامات، توفر على المنتظِر الكثير من الجهد وتحميه من المخاطر، كذلك معرفة العدو وسهامه الخفية التي يسددها لزعزعة إيمانه والشك بمعتقداته، تمكنه من تحصين نفسه والآخرين ومواجهة هذا العدو ودفع اخطاره.
الإمام الحسين عليه السلام ادى دوره في أقسى الظروف حتى لا يبقى لنا عذر في التهاون تجاه مسؤوليتنا، ان الطف يرفد المنتظرين بدروس لا مثيل لها في الصبر، البصيرة، الإيمان، التضحية، اذ ان الطف يعلّمنا العشق للأمام، وما يجيب ان نقدمه له، كما ان المجالس الحسينية تشحذ ههم المنتظرين وتوقد نار العشق للأمام المهدي عجل الله فرجه الشريف لأنه المغزى والطالب بثأر الامام الحسين عليه السلام.
المؤمن الحقيقي هو من يمتلك بصيرة يرى الأمور من خلالها بوضوح عندما تنعدم الرؤية، حتى ينصر امام زمانه ويدافع عن دينه.