23 ديسمبر، 2024 11:52 ص

البصمات الصهيونية في نهج و سلوك القيادة الكردية

البصمات الصهيونية في نهج و سلوك القيادة الكردية

من يتابع بدقة نهج وسلوك القيادة الكردية الحالية , سيجد ذات النهج وذات السلوك الذي مارسته القيادات الصهيونية عند نشأة الحركة الصهيونية في تضليل واستعطاف شعوب العالم مع هذه الحركة , و بالرغم من انكار القيادة الكردية الحالية لعلاقاتها الوثيقة مع الدولة العبرية , إلا أنّ بصمات هذه العلاقة واضحة وجلية في نهج وسلوك هذه القيادة كوضوح الشمس في رابعة النهار , فنهج التضليل والتزوير وقلب الحقائق الذي ميّز الحركة الصهيونية , يعاد الآن بنسخة كردية على يد القيادة الكردية الحالية المتصهينة , فهذه القيادة التي كانت سندا وظهيرا للنظام الديكتاتوري المجرم في قمعه للشعب العراقي عامة والأكراد خاصة , تريد أن تحمّل الشعب العراقي و نظامه الحالي مسؤولية القتل التي تعرّض لها الأكراد على يد الأكراد أنفسهم في حملات الأنفال سيئة الصيت , فالجميع لا زال يتذكر تلك الجرائم و الانتهاكات البشعة التي اقترفتها أفواج الدفاع الوطني بحق المواطنين الأكراد العزّل , عندما كانت هذه الأفواج تتقدم أمام القطعات العسكرية العراقية , من أجل الفوز بغنائم وجوائز القائد التي كانت تغدق على أمراء هذه الأفواج التي بلغ تعدادها 500 فوج وعدد أفرادها أكثر من نصف مليون مقاتل في حقبة الثمانينات من القرن الماضي , عندما كانت نفوس اكراد العراق لا تتجاوز المليونين , فإذا استبعدنا النساء والأطفال والشيوخ , فسنجد أنّ هذه الأفواج تمثل أكثر من 90% من الرجال القادرين على حمل السلاح , والغريب في الأمر أن قادة هذه الأفواج أصبحوا اليوم هم قادة ما يسمى بقوات البيشمركة وقادة حكومة إقليم كردستان , وأولهم مسعود البارزاني حليف صدام .

وهذه الحقائق ليست تبرئة لوحشية النظام الديكتاتوري السابق , لكنّ تحميل الشعب العراقي ونظامه الحالي مسؤولية هذه الجرائم التي كانت قيادة مسعود شريك نظام صدّام فيها , أمر ينبغي التوقف عنده, فهذه القيادة استخدمت ذات التكتيك الذي استخدمته القيادات الصهيونية فيما يسمى بالمحرقة ( الهولوكست ) من أجل استعطاف شعوب و دول العالم في إنشاء الوطن الكردي , فالتضليل والتزوير وقلب الحقائق أصبحت سمة هذه القيادة في نهجها السياسي وعلاقتها بالحكومة الاتحادية في بغداد , فهذه القيادة تسرق نفط العراقيين من سنين وتتجاوز على السيادة والقانون , وتدّعي إنّ هذه التصرفات منسجمة مع الدستور , وإنّ بغداد وحكومة نوري المالكي تحديدا , تتصرف بأجندات عنصرية معادية للأكراد وحقوقهم القومية , فلم يعد لهذه القيادة المتصهينة أن تخجل من إطلاق مصطلحات نفط الإقليم و البنك المركزي للإقليم و أمن الإقليم و جيش الإقليم وكأنّ الإقليم دولة مستقلة ذات سيادة , والأنكى من ذلك تستنكر على الحكومة الاتحادية مطالبتها تسليم نفط حقول كردستان إلى شركة سومو , وتعتبر هذه المطالبة موقفا عدائيا موجّها ضد الشعب الكردي .

إّنّ رّد حكومة الإقليم على اللقاء الذي اجرته قناة أن أر تي الكردية مع رئيس الوزراء نوري المالكي والذي أوضح فيه حقيقة الاشكالات القائمة بين بغداد و أربيل حول موضوع نفط حقول كردستان , قد عكس هذه البصمات في التضليل والتزوير وقلب الحقائق , فحكومة الإقليم لا تجد خطابا أفضل من خطابات اتهام الغير بالعنصرية ومعاداة الكرد , وللأسف الشديد هنالك البعض من السياسيين الذين يقفون إلى جانب هذه القيادة المتصهينة غير مكترثين بنفط الشعب العراقي الذي يسرق ويباع في الاسواق العالمية , بل يعتبرون موقف الحكومة الاتحادية التي تطالب حكومة الإقليم بتسليم النفط إلى شركة سومو , بأنه إثارة للمشاكل وافتعال للأزمات المقصودة , وهذا الموقف يقف خلفه المجلس الأعلى الإسلامي وكتلة الأحرار إضافة إلى متحدّون , فهذه الكتل السياسية على ما يبدو باتت لا تعير أي اهتمام لأي شئ تقوم به القيادة الكردية , مقابل مساندتها لهم في إزاحة نوري المالكي ومنعه من توّلي رئاسة الحكومة القادمة .

إن الشعب العراقي يعي جيدا هذه السياسة التي تنتهجها القيادة الكردية ويعي أيضا إنّ الدعاية الكردية لا تختلف عن الدعاية الصهيونية القائمة على أساس الخداع والتزوير وقلب الحقائق , وملف العلاقات الكردية الصهيونية الذي يمتّد إلى أيام الملا مصطفى البارزاني وعلاقة حكومة الإقليم الحالية السرية بالدولة العبرية , هو الذي أرسى قواعد هذه السياسة الهادفة إلى التهيؤ للانفصال عن بغداد وإعلان الدولة الكردية .