19 ديسمبر، 2024 1:56 ص

البصرة و جذور الأبناء ؟

البصرة و جذور الأبناء ؟

أن الوسيلة الحاسمة في طرح الحقائق و كشف مديات الأسئلة تكمن دائما وفق موجهات ناجحة أذا رافقتها مستويات دفاعية مساندة لها بموجب أعراف لغة الأوطان و عرقيات عشق المدن و الديارات المأهولة برائحة العروبة والقومية و حليب الأم و دموع الطفل اليتيم ؟ أن ثقافية الأنتماء الى جذور أرحام المدن مع لغة الحنين لدى أبناء تلك المدينة ، هي ما قد أعتدنا على سماعه و بشكل يصل الى درجة الطرافة و السذاجة من أبناء مثقفين و كتاب و راقصي البصرة ؟ ألا أن هذه اللغة أي لغة الأبناء تبقى على ألسنة هؤلاء الفنانين الرسامين ضمن خطاب عابر و مكرور لدرجة الترويج الأعلامي و التهويل الخرافي و الزيف أحيانا . حيث صار هذا الخطاب يحمل خصوصية عدمية في توجهاته حيث الكل بات يحمله من أجل دوافع نفعية و شخصية بحتة : و هكذا بات حب البصرة لدى أبناء البصرة الأدباء و الفنانين مع خطاب المحافظة على جذورها و تأريخها الثقافي كلمة يتداولها كل من أضحى صريعا في زمن عجلات دولاب أنقلاب المصالح و المنافع و الكراسي و أختلافية الأقنعة و اللأسن المنافقة . من هنا سوف أتناول حديث مقال ( قراءة أبداعية لحياة البصرة بعد 2003 / تجريد المدينة من وجهها العربي ) للكاتب أحسان وفيق السامرائي ، و قبل البدء بمراجعة مقولات هذا المقال ، لي

فقط ثمة صرخة أطلقها في وجه كل أديب و فنان و نحات في البصرة غضبا و أنتقاما و أحتقارا للذين سمحوا لمثل هذا النوع من الكلام أن يظهر و يمضي و يستفحل فيهم دون رد كلمة واحدة منهم في وجه من يلغي مشروعية أنتمائهم العرقي لهذه المدينة ، كما أنهم من جهة قد سمحوا لمثل هكذا مقولات أدعائية أن تأخذ لها مساحة كبيرة من الأستقرار و لمدة خمسة دقائق فقط ، و لكن ليس في عتابي و صرختي هذه من جدوى ما ، لاسيما و الكل قد صار غريبا عن الأخر في شوارع و زوايا هذه المدينة الفاضلة : بادىء ذي بدء أقول عندما تسنى لي فرصة الأطلاع على مقال أحسان وفيق السامرائي المنشور في صحيفة الزمان ( 5 / 11 /2010 ) لاحظت مدى ما عليه صيغة عرض الكلام و الوقائع من مدروسية أنتاجية تصل حد التجني في بعض المواقف و التشهير و قلب مسميات الأشياء الى صالح كفة لغة ما يريده السامرائي ، فهو على سبيل المثال ، راح يدير مدار الحديث بلا شواهد و بلا أدلة حيث راح يستعيض بأطلاق مسميات غريبة يعوزها عنصر القناعة و الأقناع بشبوهية أولئك الرسامين في جمعية أتحاد التشكيليين فرع البصرة ، بل أنه أخذ من جهة يستخدم لغة الترميز الوصفي بموصوف صفة ( نقار الخشب ) ولا أدري بهذا الأمر كوني قارىء أولا و بصري ثانيا الى ماذا يلمح و يرمي اليه السامرائي من وراء أستعراض سلسلة حوادث خيالية قد صورتها مخيلته الناقمة من نجاح وعبور الأخرين نحو ضفة الأتجاه الأخر من خسارته نحو ضفة التحرر من قيود كابوسية و جبروت أيادي الماضي و قضبان الماضي : أنا شخصيا لست معنيا بكلام السامرائي من جهة ، وذلك بحكم كوني لست رساما ولا حتى أستطيع من جهة رسم صورة قطة أو وجه قرد أو قبعة شرطي مرور حتى ،

بل أن ما قد أثارني في الأمر هو كوني بصري قديم حيث لم تعد أصابعي ملوثة بدماء الأبرياء و دموع الغائبين في قاع الزنازن المظلمة ، و لست أيضا ممن يدعون عشق البصرة زيفا . أن القارىء لمقال السامرائي ممن هو يسكن خارج حدود هذه المدينة ، أي من لا يعرف جذور حقائق الأبناء و جذور أقنعة الأبناء وجذور ألسنة الأبناء ، لربما سوف يذرف الدموع و يلطم الخدود و يشق الثوب على مصداقية كلام هذا الرجل ، و الذي هو ليس بصريا بمعنى الكلمة أصلا ، ألا أن معسول الكلام أحيانا يكسب عطف المتغافلين عن حقيقة الأشياء و الوثوق و التصديق ، لكن ما أدهشني أكثر في كلام هذا المقال ، هو أن السامرائي راح يخلط الصور بالمواقف و يخلط المواقف بحقائق مزيفة ، فأنا لا أفهم ما صلة ( نقار الخشب ) هذا بواقع شهداء الحرب الأيرانية العراقية ، و ما صلة نصب السندباد بمعشر القومية الفارسية . أن السامرائي لربما أضحى ضالا بين دروب كلام مقاله ، الذي يذكرني بمنظر أبريق مهمل في حجرة مرحاض قديم : نعم هذا الوصف يبدو مناسبا ؟ لفضاء بعثرات و تعثرات مقال السامرائي ، و ألا من جهة ما معنى في الخاتمة هناك حيث يبدأ السامرائي بالحديث عن بعض التجارب لدى فئة من الفنانين البصريين ، هل أن هؤلاء المشخصون من قبل السامرائي ، هم من فئة المنحازين و المناصرين لقضية السامرائي الكالحة الهوية و الحقيقة و البرهان : لعل السامرائي في مقاله هذا ، كان يحاول أسترداد دفة عرشه المفقود منذ زمن كان يعد نقيب الفنانين في البصرة ؟ أم أنه تراه يحاول بهذا الخطاب المبعثر أن يسترجع أمجاده العتيقة ، حيث زمن كان يمنح عضوية النقابة الى فئة الراقصات و الى دواويث زناة الملاهي و النوادل و أصحاب خزائن

المشروبات الكحولية و الى فرسان الغجر ؟ أم لعله بهذه الأجزاء الضالة و المزورة من مقاله يحاول أستذكار البومه القديم في قواطع وسرايا الجيش الشعبي ؟ : من هنا و بعد أستعراض هذه الفقرات من مقالنا بأحد جذور أبناء البصرة الكرام و منهم على وجه التحديد الكاتب أحسان وفيق السامرائي ، أقول للقارىء و بشكل كاشف و مكشوف و قاطع أيضا : أنا شخصيا كما قلت في السابق ليس لي صلة صداقة أو معرفة مباشرة بشخص الكاتب السامرائي ، كما و ليس لي من جهة أية صلة بشخص ( نقار الخشب ) و الذي هو فنان تشكيلي بصري له أثر كبير في تشكيل هيئة نقابة التشكيليين في البصرة و أسمه ( رعد عبد الرحمن عبود ) و على ما أعتقد همسا كانت تربطه علاقة قديمة بشخص السامرائي ، أي وقت كان فيه السامرائي يحتل رئاسة النقابة يومذاك ، و على هذا التسلسل الغريب لربما سوف يدهش القارىء على مدى تحول الأحداث و تغييرها ما بين هذين الصديقين ، و كيف الأن الأمر عندما تسلم الفنان رعد عبد الرحمن عبود ، زمام السلطة في النقابة ، حيث قد صار في نظر السامرائي مجرد وكر لتجمعات أناس أميين ، في حين كان سابقا في عهد السامرائي يمثل عصرا بليغا بالعباقرة و المجد الفني العريق : و تبعا لهذا الفعل التناقضي أود من القارىء مراجعة و مقارنة صور الحقائق في ضوء وقائع مقال السامرائي ذات التأريخ الخرافي : و في الختام أود أن أقول للقارىء كم هي ممتعة حكاية و أغنية السامرائي في حب البصرة ، حيث أستخدمها كسلاح ذو حدين يشهره بوجه من كان له اليد في أنقلاب الأمور و أختلال الموازين ، حيث صارت الأن الجيوب فارغة ، في زمن صار فيه الخصوم الضعفاء هم الأسياد : أما حكاية نصب السندباد و شهداء الحرب فهذه هي

أيضا هي الأخرى معزوفة عاطفية تقليدية لغرض كسب الحجة و الرهان على موقفه الضعيف و الذي يتصل بجذور قديمة من الجبروت و المأخوذية بحقوق الأبرياء و المبدعين بحق من فنانين البصرة و الله ما وراء القصد .

أحدث المقالات

أحدث المقالات