23 ديسمبر، 2024 3:59 ص

البصرة مدينة البتران – “سقط القناع عن القناع” اقتباس ليحيى السماوي

البصرة مدينة البتران – “سقط القناع عن القناع” اقتباس ليحيى السماوي

أعطيت  للمقتول ..للمبتور ..والأعمى ….بقايا سنبلة ….
من لم يمت جوعا وقهرا ….مات في بلد الحروب بقنبلة.
وبما أنني ألان مُحرِناً في أخدود مكتوبِ هذا ..وفكرة تنطح فكرة ..فان لم ابدأ بالبتران سيضيع منِ الكأس والفنجان.
وقد حضر البتران  بالمدد..ومكتوبنا سينمو بالتراكم والتقادم  نحو الصدد..وانجوا من أهواء خبيثة خنيثة  تأكل الفكر والفكرة …. وحتى أتميز لكم بلغة عربية  فصيحة صحيحة  سمراء، حوراء، متبرجة، متعجرفة، متحررة،طويلة، هيفاء، ثلثا صدرها غير محروس، والثلث الباقي سيكشف فوق السطور.وسأرفع سقف الكلام وأقدمه فداء لقرية البتران البصرية.
مبتعدا عن المتردية والنطيحة.. سأحدثكم بكان يا مكان على عهد العرب من نسل عدنان وقحطان.. في ساحق الأزمان عن قرية البتران:
بالمناسبة  أسمعتم بقرية البتران ؟؟هاه؟
وقصتها …لغم  طائش يبحث عن فريسة .مستهتر..ارعن ..ثمل بملح تربتها.. يغتصب أرضها دفعاً في ليالي مدلهمات الخطوب …
فضّ بكارة  تربتها ,بزعنفة منتصبة.لايرحم شيخا أو يعطف على طفل.المهم يفتت من يعلوه..يمزقه اربآ..يقطع أوصاله.يشفى غليله ..يثبت غبائه..فهو لغم مستهتر غبي ..
 
..قرية  البتران في جنوب العراق  كانت  بِكرا ً تتهادى خصلات نخلها بين الجداول وأكتاف القرى …تقع بمحافظة البصرة على ضفاف شط العرب ياتيها رزقها نهارا جهاراً بمد يدخل إلى مدا ريب البيوت المصطفة على طول الجداول المتفرعة إلى قراها . وفي معركة سفيهةٍ بين الإنسان وأخيه الإنسان قتلت البيئة البصرية …جرح النهر وقُتل السمك واندحر الصياد…. وصال النهر صولته فاغرق لغم الإنسان ولفظه إلى داخل القرية ممزق عنوان الإخوان …وعلى عادته ((اللغم))غبيا لايفرق بين عدوا وصديق بتّر أبناء القرية  وقطع أوصالهم وقتل روحها وهجر أهلها أجمعين إلا من رحم ربي …….بسكوت غامض بلا طائفية أو عنصرية فالكل سواسية  لديه في استحقاق الأذية.
 سميت  هذه القرية بهذا الاسم نسبة إلى كثرة ضحايا الألغام الأرضية  ((المزروعة والمحصودة والتي بصقها النهر على أهلها )) كونها كانت ساحة حروب طاحنة خلال عقدين من الزمن التافه على هذه المدينة .
ومن باب (( وليس للإنسان إلا مسعى  وان سعيه لسوف يرُى))….  ما أوتيت من خبرها  الصحيح (في الصحيح) إلا القليل  من الفصيح………سمعت بهم(البتران) خلال حشد  السيد عيسى  رحيم  للجهد المجتمعي حين كنت في البصرة وتفقده إياهم  في  الأسبوع المنصرم  بمبالغ نقدية  مما مكنه الله  خيراً…لعلها تنفع علاجهم وتستر عورتهم ..فجراحاتهم عميقة وهمومهم سحيقة ..بلا رزق بلا عمل ..أطراف مفقودة …وأكتاف معقودة..وعيون مسبلة …وأذان لا تسمع…الرجل  خيّر ((والخيّر ما يتوصىى ))تابع حالتهم ويعمل على إحصاء ميداني جدير بالمتابعة  لجرد الضحايا في محافظات الجنوب والوسط ,نتمنى أن  يكلل بالنجاح يرافقه جهد فني عالي مؤلف من شباب يعملون ميدانيا لعد الضحايا  والمعاقين من جراء الألغام  وملفات الحروب.وما أتوقعه أن لا تقف هذه الفعالية عند مجرد العد والحصر بل من الممكن أن تخترق صفوف المجتمع لجمع الجهود وتوحيد الرؤى للنهوض بواقع المعاق..وتحويله إلى عنصر منتج وليس مستجديا للصدقات بمسميات رسمية ..أو هبات حكومية  بين الزمن والأخر. أو وتطهير الأرض من الخراب الذي حرمها على عباده ..فنخل منحني الرؤوس ..ونهر لون وجهه بعفونات وطحالب أوقفت جريانه.
أذا هل عرفتم الفرق بين البتر والبكر إذا طارحناه أمامكم  في برنامج  ((خيارٌ)) تلف ….زيوني……………..
عنوانه ( مصيبة البصرة)….
البصرة  مدينة عراقية  تسبح فوق بحر النفط  المشئوم.. أبوها الفرات  وأمها دجلة  .وبأذن السر الرباني  ولد منهما  شط العرب .. صبيا  غضا  يروي حكايات مدينة  قديمة .ماكان لها أن تكون  إلا بإذن الله ومن ثم مروره منها…مياهه مثل الإيمان في الجسد يزيد تارة وينقص أخرى .توازى مع شطئآنها  في جريان ومرح على امتداد فصول التاريخ…يداعب جرفها بالمد ويلعق يبسها بالماء.وأرضها تتقلب مثل بنت تهوى المراح. تستعلي على أراضي  الجوار بعزة وأنفة  دافعة مائها إلى أدبار الخليج …
باسق فوق بيدائها الفسيل ..وشامخ فوق أرضها النخيل .ليحجب حر الشمس في وقت الظهيرة من وجهها الصبوح.
واليوم خزانة العرب  تلتهب  وتنسلخ من جلودها أملاحا  كثيفة..تحترق بنار الشمس الساطعة العنيفة .يخنق شطها أقذار  إنسان وجيفة …جرفها هرم كبير لا يجابه هذا الزحف من رمل الصحارى .
صارت ذبيحة دولة مستهترة  .تهوى النحور وكسر عود السنبلة ..وجداول الأنهار تروي للمزارع قنبلة  .وبيوتها صارت خريبة كافرة…ومبالغ البترول أضحت في جيوب عاهرة.
شناشيلها  وبساتينها  ونخيلها في خبر كان .
 ومن هنا الكل يعلم إن لكل مدينة ما يميزها من ثقافة  وتراث  ومورد اقتصادي كونها مقبرة (عذرا مدينة)وما يميزها زراعيا هو نخلها ومزارع الطماطة الزبيرية (بندورا) والسمك البحري كونها تعتمد على شط العرب وميناء الخليج  للرزق .
ومن الناحية الصناعية  فهي تقريبا تحوي معظم الإنتاج النفطي العراقي .في الرملية مجنون والسيبة والقرنة وأبو الخصيب  وكل مناطق البصرة  تقريبا .وفيها محطات كهربائية لإنتاج الطاقة الكهربائية .ومع كل هذا لم نستطع توليد كي في واحد من رحم البصرة.
اصبحت أرضا عاقرا بورا .خرابا يبابا..
الألغام احتلت أرضها …أغلقت أنهارها .دمرت أشجارها.. عطلت مدارسها …أهلكت مرعاها..فقد حرمت ارض الله على عباده من خطرها..لكونها البوابة الشرقية للشرق العربي كما يحب أن يلفظها حميرنا البعثية  والقومجية في زمانهم ….ونحن صدقناهم ..فكانت تلك حصتها من حماة الديار …هذا فيما ورثناه من آبائنا الأولين.وكما يقال ((نحن جيل البعث عزا وشموخ))
البصرة تحتضر ألان بين يدي أهلها .الازبال تخنق طرقاتها  تهشمك الحيرة !أيعقل أن يكون هنالك بشر لهم عقول ويفكرون في هذه المحافظة؟أين هم من هذه الوقائع ..وما حجتهم في استمرار هذه المظاهر!!!كيف يعقل ان تكون عاصمة اقتصادية بلا اقتصاد واضح أو زراعة كثيفة …تساءولات كثيرة تنتظر الحلول وليس الاجابة!!!!!!!!
أسواقها فقيرة جدا إلى حد الضمور .وان دلت على شئ فهو فقر حال سكانها.مياهها مالحة جدا بسبب ارتفاع ملوحة الأرض فيها لقلة مناسيب مياه دجلة والفرات وغلق مجرى الكارون من قبل الجانب الإيراني.
ومع كل هذا لامعالجات جذرية للواقع الخدمي ..فهي ألان بحاجة إلى ثورة تركز على المورد البشري حتى لايضطر إلى النزوح منها ويردف ببني تحتية ابتداء بمشاريع التحلية واستغلال الطاقة الشمسية …وتطوير القطاع الصناع التحويلي ..ومشاريع البنى التحتية ….
نريد حلولا لا تنظير أو طرح لدحر رأي أو اعتزاز بالإثم…نريد إنقاذا وليس تفكيرا بدون عزيمة …..
مع بالغ تحياتي وتضامني لكل أبناء البصرة الغيارى ونقول ما تستاهل البصرة .