20 مايو، 2024 12:44 م
Search
Close this search box.

البصرة متأسلمة بطعم البيتنجان

Facebook
Twitter
LinkedIn

ربما يكون اليوم عنوان مقالتي غريباً بعض الشي ولكن الاغرب هي التصريحات المتأسلمة والفوضى التي نمر بها خلال هذه الايام في زمن الحرية , بصرتنا الحبيبه يستمر مسلسل استهتار ساستك عليكِ ولا احد يقف ضد استهتارهم سوى الاقلام الحرة , ثار قلمي اليوم على مسؤوليك ليكتب مافعلوه بكِ , بالأمس ملعب دولي وبعدها جاء النصب (نصب البيتنجانه) لياخذ ثمان مليارات من ميزانيه المحافظة ليشكل معلماً حضارياً لها بينما كان بالامكان بناء ثمان مدارس بنفس الكلفه لتعويض جزء من النقص الحاصل فيها , واليوم تشكو البصره من التأسلم (تجارة دينية –تعصب مذهبي – لصوص –سكان غلبتهم الطيبه) والناتج هو بصرة متأسلمة بطعم البيتجان اذ شهدت البصره للسيدة العلوية اكيد مسؤولة قاعة مسرح البصرة تصريحاً والذي ينص على ” منع اي نشاط فني يحتوي على رقص او غناء”  ليحل محله مجموعه من الانشطة الاجتماعيه والدينيه ” حفلات طهور , مولد نبوي , شعر شعبي , قرايات , تمثيل بدون مؤثرات صوتيه” ! , فالفن والغناء حرام ؟ ولكن السرقة والتستر بغطاء الدين وقمع الثقافه حلال ! , السيدة اعترضت على نشاط مزاول على المسرح مُنذ زمن بعيد ولكن السؤال هو لاي سبب حقيقي منع النشاط الفني هل هو لسبب ديني حقاً ام لفائده جهات معينه خفيه , اين كان اعتراضك يا سيدتي من قبل وبما ان الفنون حرام لماذا سمحتي لنفسك بالتواجد في دائرة السينما والمسرح فمجالس الذكر بحاجه لك لا مسارح فن البصرة ! .
ظلموكِ يابصرتي في اغلب الازمان فرغم معاناتك الازلية من حروب وأراقة دماء ونهب خيرات واحتياجات بمختلف المجالات ناتجة من قلة امانة وقصور الجهات المسؤلة . اليوم تشهد البصرة ظلم من نوع جديد وهو (الظلم الثقافي) والذي غير من نشاط مسرح بأكمله وجعله مسرح لأهوائهم متناسين بلاد الحضارات هي بلاد الفن والثقافه وان البصرة هي العاصمة الثانيه لبلادنا وان كليات الفنون بحاجه الى مسارح أجمل واكثر تطوراً وان الشعوب تعرف من خلال فنونها وثقافتها وان الأنشطة الفنية هي من اهم الانشطة لكونها ترتبط مباشرة بالعاطفة وبالمنظومة الانسانية ومن خلال مثل هذه الانواع من الانشطة يمكننا ان نعرف العالم على عادات وتقاليد بلادنا الشرقيه المطعمه بصعوبات هذا الزمان , فمثل هذا النوع من القرارات يجب يدرس من قبل جهات مختصه كفوءة بمنطقية وبموضوعيه واضعاً كل الاعتبارات والرؤى المستقبلية امامه وان لا يبني موضوع مهم لهذه المرحله على اساسات فارغه فالمسرح خلق لمزاولة نشاط معين لايجوز ان يغير مسار نشاط كامل من اجل تفكير غير متكامل وجعله مسرح ديني اوسياسي فلكل نشاط مكانه , في الختام فقط اعود واتسائل هل ماحصل هو حباً وتطويراً للبلاد ام ماحصل هو استهداف للثقافه العراقيه ولكن بخطوات اولية لقد صدقت ياعلي الوردي عندما قلت (اذا حكم المتأسلمين طمست المعالم المدنية للدولة) وقد التمسناها فعلاً على ارض واقعنا .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب