23 ديسمبر، 2024 8:09 ص

البصرة … ما لا يعرفه المحافظ الطبيب…عن الصحة

البصرة … ما لا يعرفه المحافظ الطبيب…عن الصحة

فيدل كاسترو الثوري والاشتراكي الذي حرر كوبا وحكمها  منذ الستينيات ،واذا وضعنا جانبا نظامه السياسي المتسم بحكم الفرد الواحد ، كاسترو كان طبيبا ، ورغم شحة موارد واقتصاد كوبا ، الا انه وباعتراف دولي فان أرقى الخدمات الطبية التي تقدم للمواطنين في العالم ، هي التي تقدمها حكومة كوبا لمواطنيها … العملية السياسية في العراق ، وصل الى موقع القرار فيها درازن من الأطباء ” في الحكومة والبرلمان “، علاوي، الجعفري ، احمد العلواني ،رافع العيساوي … وغيرهم… ومع التخصيصات المالية الهائلة في ميزانية الدولة وميزانية وزارة الصحة لكن الخدمات الصحية والطبية التي تقدم للمواطن … ومقارنة بالدول الاقليمية ” بضمنها سوريا “…فان قطاع الصحة في البلاد يعاني من التخلف ومايصحبه من تردي الخدمات الصحية بعمومها …
الفرق بين الاثنين كوبا والعراق ، ان كاسترو ونظامه يولي الاحتياجات الحياتية للمواطن الكوبي الأولوية ، بينما ربعنا في العراق يتفضلون على الشعب ، وحاجاته ليست بمستوى نجاح العملية السياسية بتوافقها وشراكتها ومحاصصتها وفسادها الفلكي .
أخونا محافظ البصرة … تولى منصبه بولادة قيصرية صعبة …لازال هاجس  انتكاستها شاخصا …ونحن نعرف أن وصوله لمنصبه لم يكن بناء على برنامجه الانتخابي او كفاءته وقدرته الشخصية المرتبطة بانجازاته السابقة ، بل جاء بمعادلة … كانت حصيلة تراجع في شعبية منافسي كتلته من ” المكون” … ولم يجد المواطن البصري وربما العراقي بدا” من تجريب حظه بهذا الخيار “فهذا قدره” …
كان من أولويات محافظنا  توفير الكهرباء وفق برنامجه الانتخابي والذي بني على سلبيات أداء من سبقوه محليا ووطنيا ” وهذا حال عموم السياسيين ” … لذلك سارع بعقد اتفاق مع إيران حول استيراد الغاز للمحطات  الكهربائية مع ان هذه ذات بعد مركزي … وكان عيله حساب توفير مبالغها لخزينة البصرة … بدلا من التبرع بها للخزينة المركزية …أخونا البطل ، عفتان وزير الكهرباء …اسقط تخرصات كل السياسيين كبيرهم وصغيرهم … بعد ان وفر الكهرباء على مدار الساعة … وأراحنا من هم البرامج الانتخابية لمرشحي مجلس النواب القادم بوعودهم ” توفير الكهرباء ” … تداعيات توفير الكهرباء …سقوط  وعد أخونا المحافظ بتوفير الكهرباء … فعفتان كسب جدوى ذلك بكل كفاءة …
التالي في البرنامج الانتخابي لآخونا المحافظ … القضاء على الفساد … وحتما يشمل ذلك سابقيه في إدارة المحافظة … لكن سابقيه ” لزوموه من خوانيكة ” عندما استلموا رئاسة مجلس المحافظة … وبقي صاحبنا ” مقنطر “… في هذا الموضوع واكتفى ” بأضعف الإيمان ” .
ثالث البرامج الانتخابية  لآخونا المحافظ … إبدال كافة الإدارات العامة الموجودة لأنها لم تقدم  للبصريين   استحقاقهم من الخدمات لأسباب تبدأ من الفساد ولا تنتهي بالكفاءة والمهنية   …لكن وطوق رئاسة المجلس حول عنقه …مال الإبدال إلى منح مدة ثلاثة اشهر كفرصة لهم ليحسنوا  أدائهم … ومطت  الثلاثة اشهر لتنتهي  بـ  ” اسكت ونحن نسكت “… والله يحب الساترين…
 هاجس الانجازات السريعة ، وما يتبعها من شد ذهني وفكري لاسيما وان الانتخابات البرلمانية قادمة … وكتلة المحافظ تنتظر منه رد الجميل … لم يجد صاحبنا غير قطاع الصحة ” وفقا لمهنته وتخصصه  كطبيب “… ليظهر من خلالها قدرته على الانجاز وقد يستحق عندها لقب خادم البصرة …، فأطلق برنامجه  بإرسال مرضى السرطان للعلاج في الخارج بميزانية تبلغ 10 مليارات دينار ، ثم تبعها بالتعاقد مع أطباء هنود لغرض العمل في وحدات الطوارئ ، ثم  وعد بانشاء مدينة طبية في البصرة ” مع ان مستشفى البصرة العام هي واقعا مدينة طبية ” ، ومجمع طبي من ناطحة سحاب ذات 20 طابق … وكل تلك وعود  بلا جدوى ولن تغير شيئا في واقع البصرة والعراق الصحي… وعودة لكاسترو فان أخونا المحافظ ينطلق بما يطرحه ويوعد به من برامج من وجهة نظره هو والحلقة المحيطة به … وليس من الاحتياجات الفعلية للمواطن البصري  … دعونا نقرأ في الف باء الصحة وفقا لمنظمة الصحة العالمية …” تعريف منظمة الصحة العالمية … للصحة                                                                   : “حالة من  اكتمال  السلامة
 البدنية               Physical   
النفسية  Psychological           والعقلية            Mental                   والاجتماعية   Social  وليس مجرد غياب المرض أو العجز. 
والحاجة للصحة … ضرورة أساسية كونها عنصر لاغني عنه لبقاء الإنسان وللتنمية ، والنمو ، والإنتاجية والاستمتاع بالحياة.
تنص المادة الخامسة والعشرون من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان :
”لكل شخص الحق في مستوى من المعيشة كاف للمحافظة على الصحة والرفاهية له ولأسرته، ويتضمن ذلك التغذية والملبس والمسكن والعناية الطبية وكذلك الخدمات الاجتماعية اللازمة، وله الحق في تأمين معيشته في حالات البطالة والمرض والعجز والترمل والشيخوخة وغير ذلك من فقدان وسائل العيش نتيجة ظروف خارجة عن إرادته.
وللأمومة والطفولة الحق في المساعدة والرعاية، ولجميع الأطفال حق التمتع بنفس الحماية الاجتماعية سواء أكانت ولادتهم في إطار الزواج أو خارجه.”
والفقرة الخامسة منه تنص…
خامسًا: الحكومات مسؤولة عن صحة الشعوب، ولا يمكن الوفاء بهذه المسؤولية إلا باتخاذ تدابير صحية واجتماعية كافية. وينبغي أن يكون بلوغ جميع شعوب العالم بحلول عام 2000 مستوى من الصحة يمكّنها أن تحيا حياة منتجة اجتماعياً واقتصاديًا، هدفًا اجتماعيًا رئيسيًا للحكومات والمنظمات الدولية والمجتمع العالمي كله في العقود القادمة، والرعاية الصحية الأولية هي المدخل إلى تحقيق هذا الهدف، باعتباره جزءًا من التنمية، بروح من العدالة الاجتماعية.
واليكم …هذا النص …
إن  فلسفة ورؤية الإدارة الصحية في مجتمعٍ ما تحدد  المستوى الصحي                                     له من حيث التقدم أوالتخلف   حيث يمثل دلالة واضحة على جهود التنمية البشرية و احترام حقوق الإنسان، لذلك تتعدد  نظم الإدارة الصحية على مستوى العالم و على مستوى المنظمات الحكومية و الحقوقية؛ و التي تتمثل في وزارة الصحة و فروعها الإدارية من مستشفيات ومراكز طبية  متخصصة ومعتمدة منوط بها             صياغة الدستور الصحي وفقا للمعايير الدولية .
واخيرا مع اعلان المآتا
«إن المؤتمر الدولي للرعاية الصحية الأولية، المنعقد في ألما آتا، في هذا اليوم الثاني عشر من شهر سبتمبر/أيلول، 1978، إذ يعرب عن الحاجة إلى قيام جميع الحكومات والعاملين في مجالات الصحة والتنمية والمجتمع العالمي، بعمل عاجل لحماية وتحسين صحة كافة شعوب العالم .الإعلان الذي تبنته حكومات العالم والتزمت تطبيقه. وينبني النص على حق كل إنسان في الصحة وفي الرعاية الصحية الأولي…
استاذنا المحافظ … لايعرف ان الصحة …ذات بعدين
الاول : البنى التحتية للصحة … والتي تتمثل بإمدادات الماء الصالح للشرب ، وشبكات الصرف الصحي ، والتغذية الملائمة والتثقيف الصحي …
ثانيا : الرعاية الصحية … وتتكون من ثلاث مستويات … الرعاية الصحية الاولية … المستشفيات العامة  … المستشفيات التخصصية …
 وبالتالي فقد تبنى اخونا المحافظ ” قفز الزانة” في الصحة  فبدلا من ان يقيم النظام الصحي الحالي … ويباشر في إرساء دعائم نظام صحي وفقا لمعايير حقوق الانسان والمعايير الدولية  … ويستند الى الرعاية الصحية الاولية وطبيب الاسرة … قفز الى المستشفيات التخصصية … للعلم فقط ان مراكز طب الاسرة … تعالج 85 % من الحالات المرضية …وتغطي خدماتها 45% من السكان غالبيتهم من النساء والأطفال …بينما المستشفيات التخصصية تعالج فقط 10% من المرضى … وبالتالي أخونا وجه ميزانية الصحة الى 10% من المرضى … وطز بالـ 45% من النساء والأطفال … ونختم بان  الرعاية الصحية الأولية تقدم خدماتها للمواطنين الفقراء بغالبيتهم … ومن الذين لا يستطيعون دفع أجور  لعلاج إمراضهم …
نصحية … اذا كانت نية أخونا المحافظ سليمه … فعليه بداية تبني شعار
” إصلاح النظام الصحي “…