23 ديسمبر، 2024 12:08 ص

البصرة كعبة الجياع وكهف المحرومين

البصرة كعبة الجياع وكهف المحرومين

سنين مضت بين سطوة الحروب وذل المعاش, والتهجير داخل الوطن وخارجه فملئت مدن العراق, ودول الجوار من أبناء البصرة, فجاء التغيير ليتنفسوا الصعداء لتعود السنوات العجاب في ظل حكومات ما رعت حرمة أهلها, وقسوة عيشهم, فهل ينصفها النصراوي والحمامي واللعيبي؟.
الحديث ذو شجون عن معاناة سكان ابتلائهم الدهر أن البصرة موطنهم, حيث البحر والموانئ, والسوق والمطار, والنفط والغاز واغلب الخامات, والزراعة وغابات النخيل, وسياحة طبيعة وموارد اقتصادية أخرى, تُمكنها أن تكون دبي الشرق الأوسط, واسطنبول التركية, وكاليفورنيا الأمريكية, ألا أنها البصرة فمن حروب الدكتاتورية إلى سطوة النفعيين في ظل الديمقراطية.
فبعد الويلات التي دامت قرابة تسعة عقود, تأمل أهلها خيراً بحكومة الأحزاب الإسلامية في ظاهرها, والانتهازية في حقيقتها, تتابع عليها (القاضي والسياسي والأكاديمي والحزبي) فلم يفلحوا سوى في نهب خيراتها, واستغفال أبنائها رغم الميزانيات الانفجارية, فلم تجد سوى الأشجار تزين الشوارع الرئيسة, ولكن هل تنعم أهلها بخيرات البصرة؟ فالجواب لا.
فالبصرة تستحق الكثير, ولكن التنافس السياسي حرمها من كل شيء, فكانت البداية بالدعوة للنظام الفدرالي؛ فاعترضوا, فأراد الحكيم أن تكون عاصمة العراق اقتصادية؛ فاعترضوا, طالبت كتلة المواطن تطبيق قانون $5؛ فاعترضوا, فتشتت الأمر وضاع العصفور بين ضجيج المعترضين, فكلما أراد الخيرون لها خيراً, تصدى من لا يملك سوى الاعتراض عليهم.
فما أن تولى النصراوي إدارتها حتى شحت الأموال, وجفت الميزانيات, وعرقل المتصيدون عمل حكومتها المحلية بغضاً, ورغم ذلك وزعت ألاف العرصات, وعولجت مئات الحالات للإمراض المستعصية, واستتب الأمن لاسيما بعدما سعى الحاقدون إشعال فتيل الفتن, إلا إن المحافظ لم يستسلم فجعل البصرة تعيش صيف 2016 لم تألفه منذ سنوات خلت.
بعدها جاءت زيارة حكومة البصرة المحلية لدولة الكويت في مسعى لفتح أفاق التعاون بينهما, فحصلت دعماً لإنشاء مستشفى في المدينة, وجامعة في الزبير, وزيادة التبادل التجاري, ما جعل الجميع تستشعر بأهمية تحرك المحافظ وضرورة دعمه جماهيرياً وسياسياً, لان ذلك يدل على صدق نوايا النصراوي اتجاه مواطني محافظته, ويعزز جهوده المثمرة.
وبما أنها عروس الجنوب, انبرى المخلصون لإنصافها, فكان استحقاقها تولي اثنين من خيرة أبنائها, والمشهود لهم بالكفاءة والإخلاص, حقيبتي النفط والنقل, ليستكملا ما ابتدأ فيه سلفهما من خطط إستراتيجية طموحه في مجالات تطوير المنشات النفطية, وزيارة طاقتها الإنتاجية, واستخراج الغاز الطبيعي, والاهتمام بالطيران المدني, وحركة الموانئ لإعادة إنعاش محافظة البصرة.
فالبصرة كانت وما زالت تحتاج لوقفة الأكفاء والمخلصين من أبنائها, لينتشلوها من سطوة الزمر الرامية لخرابها, والناهبة لثرواتها, فإن اختيار شخصيات من التكنوقراط المستقل يمثل نجاح سمة الوفاء لمواطنيها الإبرار.